نحن نمشى وراء الحمير… قصة موجعة عن واقع كثير من المجتمعات
كتب/أيمن بحر
نحن نمشى وراء الحمير… قصة موجعة عن واقع كثير من المجتمعات
فى كتابه نحن والحمير فى المنعطف الخطير يحكى الأديب اليمنى محمد مصطفى العمرانى قصة من قريته الصغيرة لكنها تحمل رمزًا كبيرًا لحالنا نحن البشر، خاصة فى المجتمعات التي اعتادت على الجمود والتقليد الأعمى.
يقول العمرانى أن أهل قريته كانوا يعانون من خطر دائم أثناء ذهابهم لجلب الماء من عين بعيدة. كان لا بد لهم أن يمروا بمنعطف خطير يطل على وادٍ سحيق، وقد فقدت القرية عددًا من الأطفال الذين سقطوا مع الحمير فى ذلك الوادى وهم فى طريقهم إلى الماء.
مرت السنين وظل الوضع على هو عليه إلى أن اجتمع وجهاء القرية يومًا في بيت أحدهم لمناقشة المشكلة ومحاولة إيجاد حل لهذا المنعطف القاتل.
تقدَّم الكاتب بسؤال بسيط ومباشر:
لماذا لا تسلكون طريقًا آخر أكثر أمانًا؟
لكن الصدمة كانت في الجواب:
نحن نمشى وراء الحمير وهى من تسلك بنا ذلك الطريق.
هذا الرد لم يكن مجرد جملة عابرة.
لقد كشف حقيقة مرعبة:
أن الناس قد يعتادون الخطر، يتأقلمون مع الألم ويستمرون فى السير خلف الحمير فقط لأنهم لا يريدون التفكير أو لأنهم فقدوا القدرة على السؤال.
الحمير هنا ليست مجرد حيوانات بل ترمز للعادة للجمود للأنظمة التي تقود دون وعي، للعقول التى تعودت أن تتبع دون أن تسأل أو تعترض.
هذه القصة تختصر واقعًا نعيشه:
حين نتبع عادات ضارة فقط لأنها موروثة.
حين نستمر فى اتباع أنظمة فاشلة لأننا هكذا وجدناها.
حين نخاف التغيير ونفضّل التعايش مع الخطر على أن نُفكر أو نُجرّب طريقًا آخر.
الخلاصة؟
ليس كل من يقودك يعرف الطريق
وليس كل ما اعتدت عليه هو الصواب
والتفكير الحرّ هو أول خطوة نحو النجاة.