أسطول الصمود العالمي.. قوارب الحرية في مواجهة حصار غزة

أسطول الصمود العالمي.. قوارب الحرية في مواجهة حصار غزة

إعداد: صفاء الليثي – مصر الآن

أسطول الصمود العالمي.. قوارب الحرية في مواجهة حصار غزة

في مشهد جديد من مشاهد التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة، يواصل أسطول الصمود العالمي رحلته البحرية وسط تحديات متزايدة ومخاطر جسيمة، في محاولة لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ أكثر من 18 عامًا.

 

مبادرة دولية فريدة

 

أُطلق الأسطول في يوليو 2025 بمبادرة من عدد من التحالفات والمنظمات الدولية، من بينها تحالف أسطول الحرية، المسيرة العالمية إلى غزة، وقافلة الصمود المغاربية. وشارك في التحضير له نشطاء من أكثر من 44 دولة، ليتحوّل إلى أوسع مبادرة مدنية بحرية متجهة نحو غزة منذ سنوات.

 

ويضم الأسطول نحو 47 قاربًا مدنيًا تحمل على متنها قرابة 500 متضامن، إضافة إلى مساعدات إنسانية تشمل أدوية وتجهيزات طبية ومواد غذائية وحليب أطفال، في محاولة لفتح ممر إنساني بحري يُعيد الأمل لأهالي غزة.

 

أهداف ورسائل

 

المنظمون أكدوا أن الأسطول لا يحمل فقط مساعدات، بل رسالة سياسية وإنسانية إلى العالم. أبرز هذه الأهداف:

 

كسر الحصار البحري المفروض على غزة.

 

تسليط الضوء على معاناة سكان القطاع في ظل نقص الغذاء والدواء.

 

الضغط على المجتمع الدولي من أجل فتح ممر إنساني دائم.

 

دعم صمود الفلسطينيين وتأكيد أن غزة ليست وحدها.

 

 

تحديات وعقبات

 

رحلة الأسطول لم تخلُ من المصاعب. فقد توقفت بعض السفن أيامًا في المياه الإقليمية اليونانية لإجراء إصلاحات فنية، بينما انسحبت البحرية الإيطالية من مرافقة القوارب عندما اقتربت من 150 ميلًا بحريًا من غزة، خشية التصعيد مع إسرائيل.

 

كما أفاد نشطاء بأن الاتصالات تعرّضت للتشويش، وأن بعضهم اضطر للتخلص من هواتفه وأجهزته في البحر ضمن “بروتوكول أمني” خشية مصادرتها.

 

مواجهة إسرائيلية متوقعة

 

إسرائيل بدورها أعلنت مرارًا أنها لن تسمح بوصول أي سفينة إلى شواطئ غزة، معتبرة أن الحصار قانوني ضمن إطار الحرب. وذكرت تقارير أن البحرية الإسرائيلية بدأت بالفعل باعتراض بعض القوارب مستخدمة خراطيم المياه، بل واصطدمت عمدًا بأحد القوارب المشاركة.

 

مصادر إعلامية أكدت أيضًا أن إسرائيل قامت بتحويل مسار سفن إلى موانئها واحتجزت بعض النشطاء، وسط استنكار دولي وتحذيرات من انتهاك القوانين البحرية.

 

ردود الفعل الدولية

 

أسطول الصمود حظي باهتمام واسع في وسائل الإعلام العالمية ومنظمات حقوق الإنسان، حيث اعتبره مراقبون “صرخة ضمير” بوجه الصمت الدولي إزاء معاناة أكثر من مليوني فلسطيني محاصرين داخل القطاع.

 

ويرى محللون أن الأسطول يحمل بعدًا رمزيًا كبيرًا، حتى لو لم ينجح في اختراق الحصار، إذ يفضح الممارسات الإسرائيلية ويعيد القضية الفلسطينية إلى صدارة الرأي العام.

 

مستقبل غير محسوم

 

مصير الأسطول ما يزال غامضًا في ظل تهديدات إسرائيلية وتصعيد ميداني. لكن المؤكد أن هذه المبادرة رسخت من جديد أن الحصار على غزة قضية إنسانية عالمية، وأن هناك شعوبًا وناشطين مستعدين للمخاطرة بحياتهم من أجل إيصال رسالة الحرية والصمود