تقارير: أحمد الشرع تعاون سرًا مع التحالف الدولي ضد داعش منذ عام 2016

تقارير: أحمد الشرع تعاون سرًا مع التحالف الدولي ضد داعش منذ عام 2016

أفادت صحيفة نيويورك تايمز أن الرئيس السوري أحمد الشرع، الذي يتولى قيادة البلاد منذ سقوط نظام بشار الأسد، كان يتعاون سرًا مع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيمي الدولة الإسلامية (داعش) والقاعدة منذ عام 2016، أي قبل نحو تسع سنوات من صعوده إلى سدة الحكم في دمشق.

تقارير: أحمد الشرع تعاون سرًا مع التحالف الدولي ضد داعش منذ عام 2016

وقالت الصحيفة إن الشرع، الذي زار البيت الأبيض للمرة الأولى هذا الأسبوع والتقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقّع رسميًا على إعلان للتعاون السياسي والعسكري مع التحالف الدولي لمحاربة داعش. وأكد وزير الإعلام السوري حمزة المصطفى أن الاتفاق يمثل مرحلة جديدة في العلاقات السورية الأمريكية بعد عقود من القطيعة والتوتر.

 

من قائد متمرد إلى شريك في الحرب على الإرهاب

 

وفقًا لتقرير نيويورك تايمز، بدأ الشرع تعاونه مع التحالف الدولي بشكل غير معلن عام 2016، حين كان يقود هيئة تحرير الشام في شمال غرب سوريا، وهي الجماعة التي كانت تُعرف آنذاك بتوجهها الإسلامي المتشدد. وخلال تلك الفترة، خاض الشرع مواجهات عسكرية مباشرة مع تنظيم الدولة الإسلامية، وساهم في طرده من مناطق واسعة في إدلب وحلب.

 

ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين غربيين ومسؤولين سوريين أن الشرع قدّم معلومات استخبارية حساسة حول مواقع قيادات داعش والقاعدة داخل الأراضي السورية، وساهم في تسهيل بعض الضربات الجوية التي نفذها التحالف الدولي ضد أهداف تابعة للتنظيمين، في إطار تفاهم سري استمر لسنوات.

 

تعاون معلن بعد سقوط الأسد

 

بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد في ديسمبر الماضي، تحوّل التعاون السري إلى شراكة معلنة، إذ أعلنت الحكومة السورية الجديدة رسميًا انضمامها إلى التحالف الدولي ضد داعش، والتزامها بالتنسيق الأمني والاستخباراتي الكامل معه.

 

وأكد معاذ مصطفى، مدير فريق الطوارئ السوري في واشنطن، أن قوات الأمن السورية تعمل منذ شهور بالتنسيق مع التحالف لتعقب خلايا التنظيم واعتقال عناصره، مشيرًا إلى أن هذا التعاون يمثل أول تواصل مباشر من نوعه بين واشنطن ودمشق منذ أكثر من عقد.

 

وقال العقيد ضرار الشملان، رئيس جهاز الأمن الداخلي في محافظة دير الزور، إن الحكومة الجديدة باتت تمتلك خبرة واسعة في التعامل مع التنظيمات المتطرفة، مضيفًا: لقد حاربنا داعش لسنوات واعتقلنا العديد من خلاياه. نحن نعرفهم أكثر من أي أحد آخر.

 

عودة خطر داعش رغم هزيمته

 

على الرغم من هزيمة داعش ميدانيًا في عام 2019، إلا أن خلاياه ما زالت تنشط في مناطق عدة من سوريا، ونفذت هجمات متفرقة استهدفت القوات الحكومية والمدنيين.

 

وفي يونيو الماضي، هزّ تفجير انتحاري كنيسة مار إلياس في دمشق خلال قداس ديني، مما أسفر عن مقتل 25 شخصًا على الأقل. وأعلنت السلطات أن الخلية المنفذة على صلة ببقايا التنظيم.

 

كما ظهرت جماعة جديدة تُطلق على نفسها اسم أنصار السنة تبنّت عدة عمليات طائفية في وسط البلاد، ويُعتقد أنها انشقاق جديد عن تنظيم الدولة الإسلامية، وفق ما نقلته الصحيفة عن محللين في مكافحة الإرهاب.

 

تحول استراتيجي في المشهد السوري

 

يرى مراقبون أن التعاون بين حكومة أحمد الشرع والتحالف الدولي ضد داعش يمثل تحولًا جذريًا في السياسة السورية بعد سقوط النظام السابق، إذ انتقلت دمشق من موقع الخصومة مع واشنطن إلى موقع الشراكة الأمنية في الحرب على الإرهاب.

 

ويعتبر هذا التطور، بحسب محللين، مؤشرًا على إعادة تشكيل ميزان القوى داخل سوريا والمنطقة، وسط مساعٍ دولية لإعادة دمج دمشق في النظام الإقليمي الجديد بعد عقد من العزلة والحرب.