الدكرورى يكتب عن نبي الله يعقوب علية السلام ” جزء 9″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
نبي الله يعقوب علية السلام ” جزء 9″
ونكمل الجزء التاسع مع نبي الله يعقوب علية السلام، وفي كلمات الكتاب المقدس “وهكذا أحتقر عيسو امتيازات بكوريته” كما فى سفر التكوين، ومن مميزات البكورية هي مرتبة عليا في العائلة وقيمة مضاعفة من الورث، ومنصب في العائلة، وأيضا البركة الإبراهيمية، كما جاء فى سفر التكوين، وكان اليهود يخصون الابن الأكبر سنا بالميراث كله سواء كان الميراث ماديا أو غير ذلك بما في ذلك النبوة والمُلك، وعلى هذا النحو كان عيسو الابن الأكبر لإسحاق هو الذي سيرث النبوة وكل شيء، ولكن السيدة رفقة، أم يعقوب خططت لتجعل ولدها يعقوب يستولي على هذا اللقب، وانتهزت فرصة أن عيسو خرج ليحضر الطعام إلى أبيه المكفوف ثم نفذت خطتها، وقد قيل أنه بعدما ودع يعقوب أخيه عيسو وذهب كل واحد منهما إلى سبيله.
ارتحل يعقوب إِلى مكان دعا اسمه سكوت، أقام فيه وبنى لنفسه بيتا، وصنع لمواشيه مظلات وبعدها شد رحاله إلى مدينة شكيم قرب كنعان وعندما وصل حدود كنعان، كانت راحيل زوجته على وشك الولادة، فولدت الابن الأصغر ليعقوب الذي هو بنيامين وماتت، وبعدها قام يعقوب بدفنها وشيد صرحا لقبرها الذي يقع خارج بيت لحم، ولايزال قبرها مزارا ليومنا هذا وأخيرا وصل يعقوب إلى بيت أبيه إسحاق، فمات إسحاق وعمره مائه وثمانين عاما، وقام يعقوب وعيسو بدفنه فِي مغارة فى حقل المكفيلة المواجهة لممرا فى أرض كنعان التي كان الخليل إبراهيم قد اشتراها، وكان نبى الله يوسف عليه السلام قد فارق أباه نبى الله الكريم يعقوب عليه السلام عندما كان عمره سبعة عشر عاما، حيث أخذ كعبد إلى مصر بسبب أخوته الذين كانوا يغارون منه.
لأنه حلم حلما وبه كان ملكا عليهم، وقد حزن يعقوب جدا على فقدانه ليوسف، وبعد ثلاثة عشر عاما من أخذ يوسف كعبد، فقد حلم فرعون بحلمين وكان يريد من يفسرهما له، وسمع فرعون أن يوسف الذي كان في السجن يستطيع أن يفسر هذه الأحلام، وقد فسّر نبى الله يوسف عليه السلام هاذين الحلمين على أنه ستأتي سبع سنوات يزداد فيها خير الأرض ويتبعها سبع سنوات عجاف، لا تؤتي الأرض خلالها محاصيل كافية، فتعجّب الفرعون من هذا التفسير، وجعل يوسف نائبا له، ووكل له مسؤولية جمع وتخزين جزءا من القمح والغلال خلال سنوات زيادة المحاصيل لاستهلاكها خلال سنوات المجاعة، وعندما جاءت سنوات المجاعة، فذهب عشرة من أخوة يوسف عليه السلام ليشتروا قمحا من مصر، فلما رآهم يوسف عليه السلام فعرفهم.
أما هم فلم يعرفوه، وقد طلب منهم أن يرى أخوهم الصغير أي أخاه بنيامين، وأخذ يوسف شمعون كرهينة إلى ان يجلبوا بنيامين معهم، وقد صُدم نبى الله يعقوب عندما علم بذلك، حيث كان خائفا على بنيامين لأنه اخر ما بقي له من زوجته راحيل، ورفض أن يرسله، ولكن عندما ازدادت المجاعة، وافق يعقوب أن يرسل بنيامين مع أبنائه إلى مصر، وقد وعده إبنه يهوذا بأن يحمي بنيامين، بعد ذلك وصل الأخوان إلى يوسف، فعندما رأى يوسف أخاه بنيامين تأثر كثيرا وكشف نفسه لأخوته، بأنه هو يوسف أخوهم، وقد دعى يوسف أخوته وعوائلهم وأباه إلى المجيء لمصر، وقد عاش يعقوب آخر سبعة عشر سنة من عمره في مصر مع أولاده الإثنا عشر ومات عن عُمر مائة وسبعه وأربعين سنه، وقبل موته جعل يوسف بأن يعده بأن يدفنه في مغارة حقل المكفيلة.
فأقام نبى الله يوسف عليه السلام جنازة كبيرة لأبيه، ويروي سفر التكوين الإصحاح أربعه وثلاثين قصة فتاة اسمها دينا وهى ابنة يعقوب من إحدى زوجاته، وقيل أنه قد أعجب بها ابن رئيس المدينة المجاورة فاتصل بها واضطجع معها وأذلها، ثم عزم أن يجعل هذه العلاقة مشروعة وقرر الزواج بها، فلاطفها وذهب إلى أبيها يعقوب لكي يكلمه في الأمر ويطلب مصاهرته ويمضى في إجراءات العقد، فلما كلم يعقوب في الأمر تظاهر هو أسرته بقبول المصاهرة، ولكنه اشترط عليه أن يختتن هو وجميع أفراد قبيلته حتى يتم هذا الزواج، وكذلك لتتسع دائرة العلاقات بين أبناء يعقوب وأهل المدينة جميعا، وفي اليوم الثالث لإجراء الختان، وبينما ذكور المدينة متوجعين من الختان أغار أولاد يعقوب على المدينة وهى آمنة، فقتلوا الذكور كلهم وسبوا كل الأطفال والنساء ونهبوا ما وجدوه من ثروات.