رسالة وارده .. اعادتني للحياه 

رسالة وارده .. اعادتني للحياه 

         رؤيه .. مصطفي العموري

اليوم استيقظت ثم بدأت اتصفح هاتفي كما اعتدت .. سمعت صوت كسر الصمت .. اشعار لرساله واردة اليك رأيت .. فتحت الرساله وقرات  أحدهم يسال كيف حالك ؟؟  كيف اصبحت وكيف أمسيت ؟؟

.. الرقم غير مسجل لدي فتعجبت وانتابني الفضول لأعرف صاحبه فأجبت علي الرساله بعد ان ترردت بكلمتان فقط سالت ( من أنت ؟؟ ) ..

جاء الرد سريعا ولكن ليس كما توقعت …. كان الرد ” أنا من ذات يوم لقلبك غزوت ولروحك ملكت وبداخلك سكنت ولفكرك شغلت وبأنفاسك عشت …. كنت أري نفسي فقط في عينيك انا من عشقت انا من تمنيت وكأني من خيالك تجسدت ف خلقت كما انت اردت وبأحلامك ولياليك ونهارك وصباحك حاضره دوما كنت ..  انا حوريتك من لرداء الأنس من اجلك ارتديت ولعالمك حضرت وله اقتحمت انا من توفيت منذ ان فارقت نعم رغما عني غبت تحديات وظروف اجبرتني فهجرت .. اعلم ان نسياني لم يكن سهلا عليك وربما تكون تعذبت وتالمت وعانيت ومثلي بكيت وانا مثلك تماما ومعك ف الالم تساويت او عليك تفوقت ف بلقائك ولدت بك ابتدات وبدونك انتهيت انا من كنت ذات يوما انت هل تذكرت هل عرفت .. !! ؟؟ ”

…. قرات وقبل ان انتهي من القراءه كنت قد عرفت من الراسل نعم بمجرد رؤيتي للكلمات والحروف فهمت ..انتابتني حالة لا توصف اولا أرتبكت وبدون تفكير ناحيه ايقونه عدم الاتصال بالشبكه أسرعت ثم بتوتر عليها ضغطت وهاتفي من يدي ألقيت ومن مكاني نهضت وللغرفه غادرت غير مدرك لما افعل او ماذا اصابني ولكن هكذا تصرفت …اخذت قليلا من الماء بيدي وعلي وجهي مسحت ولنفسي ف المرأه نظرت كنت كأني تائه عن نفسي ولطريقي ضللت لازلت غير مدرك لاي شئ لحظات مرت ببطء وكأنها ايام وليالي طوال ثم بعد تلك اللحظات أفقت ، تباطأت انفاسي وأنتظم قلبي ف النبض بعد ان كان يدق كطبول الحرب هدأت ولنفسي تمالكت ف أدركت اني ف التصرف اخطات ..

…. بدات اتسائل لماذا هربت وعن من تواريت !! ؟؟ ولماذا ولماذا الف سؤال علي نفسي طرحت ولا اجد اجابة . يال غبائي ماذا فعلت !!  سريعا عدت ثم جلست انظر لهاتفي مترددا وخائفا ولكن اخيرا به امسكت وبقوه تمسكت وكاني لقطعه من روحي التقطت ، قلبي يملؤه الحنين وعاد الشوق ليؤثر روحي ويأسرني وكأنها يوما لم تغيب وكاني لم انسي قط ..

نعم  كانت متواريه بداخلي يحتضنها الجزء الاضعف والاعمق مني يخدعني ونفسي عنها رغما عن كبريائي تراودني لا تؤازرني وتضللني وهي في الخفاء وتحت جنح مشاعري تسري في دمائي  عاد الماضي ف غمضة عين ف لحظه عدت كما كنت وليس لها هي بل للاعوام المظلمه الماضيه فقط نسيت … بمجرد كلمة عفوت لذنوبها وذوب اهل الارض جميعا واخطائهم مجتمعين غفرت وتناسيت وسامحت ولكل ما عذبني محوت ..

 

رساله كانت ، كقميص يوسف القي علي وجهي فأبصرت وأزال الام وضمد جراح ورأيت النور نسيت اني ف يوما تألمت و نزفت وللدمع ازرفت نعم في لحظات وبلا عجب عدت كانه السحر ..  اعدت هاتفي وجعلته بالشبكه من جديد متصل فوجدتها لازالت تنتظر .. لا ادري كيف اجبت ولا يمكنني الوصف وكم مره وانا اكتب رسالتي او ردي ترددت وتراحعت وكم كلمه كتبت ومحوت ،الحروف كانت تغيب وتظهر امامي كانها اصابها المس ولكني اخيرا من نفسي ومنها تمكنت وأجبت نعم لم اجبن واجهت نفسي ومخاوفي هزمت انكساري وخذلاني الجمت فكري وتركت لقلبي العنان وتشجعت ..  وصفت لها حالي كله وكيف اصبحت وامسيت بكلمتين فقط كتبت .. ( الحمد لله ) .. ثم ارسلت …. بعدها لمت نفسي يال بخلك ف الرد وأبتسمت ..  اعقبتها برساله اخري وهذه المره كانت اطول بكثير كتبت .. ( أنا بخير وانت ؟ ) .. هذه المره كانت ثلاث كلمات وارسلت .. صار المجموع خمس كلمات ثم للرد انتظرت ..  عادت الي وعدت انا للحياه بهذه الكلمات الخمس عادت الي روحي وادركت انك ابدا يا قلبي ما مت  .. وبصدق كما ذكرت عليها اجبت ولحالي وصفت بخير هكذا قولت .. ولست ادري  هل اطلت  هل كذبت  هل صدقت ، ام انني تماديت !! ؟؟ .. ف تلك لم تكن مجرد رساله ، صدقا حملتها رياح اللهفه والشوق وامطرت عليها سماء العشق والهوي ف استقبلها قلبي قبل هاتفي فاططرب ثم اطرب كانت دواء للفكر وسكينه للنفس وعناق للروح