عاجل.. كيف ساعد واتساب في اغتيالات القادة ب $غزة و #إيران؟.. من «الشات» إلى #المقابر

عاجل.. كيف ساعد واتساب في اغتيالات القادة ب $غزة و #إيران؟.. من «الشات» إلى #المقابر

قد تواجه شركة “واتساب”، التابعة لعملاق التكنولوجيا “ميتا”، اتهامات متزايدة بتقديم معلومات استخبارية لإسرائيل ساهمت في استهداف مواقع واغتيال قادة في كل من غزة وإيران، في وقت تشهد فيه المنطقة تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق.

 

ففي الوقت الذي أعلنت فيه إيران انقطاع خدمة الإنترنت بشكل شبه كامل يوم الثلاثاء، بالتزامن مع استمرار الهجمات الإسرائيلية، قالت شركتا “كينتينك” و”نت بلوكس” المتخصصتان في تتبع حركة الإنترنت عالميًا، وفق شبكة “NBC News”، إن الاتصال الرقمي في إيران انخفض بشكل حاد نحو الساعة 5:30 مساءً بالتوقيت المحلي، وأرجعت السلطات الإيرانية هذا التراجع إلى قرار حكومي جاء ردًا على ما وصفته بـ”الهجمات الإلكترونية الإسرائيلية”.

 

تباطؤ الإنترنت وحجب التطبيقات أشارت تقارير إيرانية إلى أن الإنترنت لم يُقطع تمامًا، لكنه تقلص بشكل كبير، خصوصًا بعد الضربات الإسرائيلية التي أودت بحياة 224 شخصًا بحسب طهران وعدد كبير من القادة العسكريين والعلماء، وتضررت خدمات مثل الشبكات الافتراضية الخاصة (VPN) التي تتيح للمستخدمين تجاوز الرقابة والوصول إلى المواقع الأجنبية.

 

وأكد أمير رشيدي، مدير الحقوق الرقمية في منظمة “ميان”، أن تطبيقات مثل واتساب، إنستجرام، ومتاجر تطبيقات مثل “آبل” و”جوجل بلاي” تم حظرها، في خطوة عززت الرقابة الحكومية داخل إيران، ومن جهته، قال متحدث باسم “واتساب” إن التطبيق أصبح هدفًا في “لعبة القط والفأر” التي تخوضها “ميتا” ضد القيود الإيرانية.

 

دعوات لتدخل ستارلينك مع تعطل الشبكات المحلية، دعا بعض المستخدمين في إيران شركة “ستارلينك”، التابعة لإيلون ماسك، للتدخل وتوفير الإنترنت عبر الأقمار الصناعية، وكتب ماسك على منصة “X”: “الأشعة تعمل”، ردًا على دعوات لتفعيل الخدمة، لكن السلطات الإيرانية حذرت من استخدام ستارلينك، معتبرة أنها قد تُستغل لتوجيه الضربات الإسرائيلية.

 

ووفق منظمة “هوليستيك ريزيليانس”، فإن ما بين 30 إلى 40 ألف جهاز ستارلينك منتشرة حاليًا في إيران.

 

اتهامات لواتساب بنقل بيانات حساسة وفي سياق موازٍ، بدأت تحليلات متعددة تربط بين ما يجري في غزة من استهداف عشوائي للسكان المدنيين، وتورط محتمل لتطبيق “واتساب” في تزويد إسرائيل بمعلومات استخبارية حساسة عن مواقع المستخدمين.

 

وكشفت مجلة “+972” العبرية وصحيفة “ذا غارديان” البريطانية أن الجيش الإسرائيلي استخدم نظامًا ذكائيًا صناعيًا يُعرف باسم “لافندر”، يعتمد على تحليل البيانات الرقمية، ومن ضمنها عضوية الأشخاص في مجموعات “واتساب”، لتحديد من يُعتقد أنهم منتمون لحركة “حماس” أو “الجهاد الإسلامي”، حتى لو لم تتوفر أدلة مادية فعلية ضدهم.

 

بول بيجار، الناشط الأيرلندي ومؤسس تحالف تكنولوجي داعم لفلسطين، كتب عبر مدونته على “بلوجر” أن “لافندر هو نظام إسرائيلي لما قبل الجريمة، يستخدم الذكاء الاصطناعي لتحديد أهداف من المدنيين وقتلهم”، مضيفًا أن عضوية الشخص في مجموعة “واتساب” قد تضعه على قائمة الاستهداف.

 

ويقول بيجار إن “ميتا” ارتكبت تجاوزًا أخلاقيًا وقانونيًا فادحًا إن كانت فعلاً قد زودت النظام الإسرائيلي بهذه البيانات، ما يجعلها “شريكا في الإبادة الجماعية”، ويقوّض مزاعم “الخصوصية التامة” التي تتبناها الشركة بشأن تطبيقاتها.

 

غموض حول مصدر البيانات

 

رغم أن شركة “ميتا” لم تؤكد ولم تنفِ بشكل رسمي مشاركة بيانات من “واتساب” مع إسرائيل، فإن الاتهامات تصاعدت بعد تقارير ذكرت أن إسرائيل استخدمت “لافندر” خلال الأشهر الأولى للحرب في استهداف نحو 37 ألف فلسطيني، وقامت بناءً على ذلك بشن غارات أدت إلى مقتل أكثر من 15 ألف شخص، دون مراجعة بشرية مستقلة لقرارات النظام.

 

ويضيف بيجار أن “ميتا” تمارس أيضًا حملة منظمة لقمع المحتوى المؤيد لفلسطين، إلى جانب دعم مالي مباشر من مارك زوكربيرغ، المؤسس والرئيس التنفيذي للشركة، لمنظمات إسرائيلية مثل “زاكا”، والتي ارتبطت بنشر مزاعم ثبت لاحقًا عدم صحتها، مثل رواية “الاغتصاب الجماعي” في 7 أكتوبر.

 

سوابق في قضايا تجسس وتأتي هذه الاتهامات في ظل سابقة مثيرة للجدل، حين كشفت “واتساب” في يناير الماضي عن حملة تجسس استهدفت نحو 100 صحفي وناشط باستخدام برنامج “جرافايت”، الذي طوّرته شركة “باراجون سوليوشنز” الإسرائيلية، بحسب تقرير “ذا غارديان”.

 

كما سحبت شركة “آبل” مؤخرًا تطبيقي “واتساب” و”ثريدز” من متجرها في الصين بناءً على طلب السلطات، لأسباب تتعلق بالأمن القومي، ما يسلط الضوء على هشاشة “الخصوصية الرقمية” في مواجهة سلطات الدول.

 

وذكرت صحيفة “بوليتيكو” أن مسؤولين في الاستخبارات الأمريكية يعتقدون أن إيران تسعى لاستخدام الهجمات الإلكترونية لزعزعة الثقة بالديمقراطية الأمريكية، وتقويض الدعم لإسرائيل.

 

لكن وسط هذا الصراع المتشابك، يبرز سؤال ملحّ: هل أصبحت تطبيقات المراسلة “الآمنة” أدوات قتل غير مرئية؟

 

اغتيالات القادة الإيرانيين

 

من جانبها، انتقدت وزارة الخارجية الإيرانية، عبر المتحدث الرسمي إسماعيل بقائي، بيان مجموعة السبع، معتبرة أنه “تجاهل بشكل كبير العدوان الإسرائيلي على إيران، والهجمات غير القانونية على المنشآت النووية، وقتل المواطنين الإيرانيين”.

 

وجهت الضربات الإسرائيلية ضربة قوية لسلسلة القيادة العسكرية الإيرانية الجمعة الماضية، استهدفت فيها قيادات الصف الأول في النظام العسكري الإيراني، وحسب “رويترز”، فقد قتل 14 عالمًا نوويًا في عدة هجمات شنّتها القوات الإسرائيلية جوًا، وكذلك بواسطة سيارات مفخخة في العاصمة الإيرانية طهران.

 

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء، إن الولايات المتحدة “تعلم أين يختبئ” المرشد الإيراني علي خامنئي، ووصفه بأنه “هدف سهل”، و”لن نقتله على الأقل في الوقت الحالي”، متابعا في منشور على “تروث سوشيال”: “لا نريد أن يتم إطلاق صواريخ على المدنيين والجنود الأمريكيين.. صبرنا بدأ ينفد”، وفقًا لـ”رويترز”.

 

واتساب ينفي

 

ردًا على تحذير الحكومة الإيرانية لمواطنيها بالتوقف عن استخدام “تطبيقات تحديد الموقع” مثل WhatsApp وTelegram، أصدرت شركة Meta بيانًا قالت فيه إن التكتل التكنولوجي لا يشارك البيانات مع إسرائيل.

 

بينما ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (RIB) اليوم أن إسرائيل تستخدم مثل هذه التطبيقات “لتحديد هوية الأفراد واستهدافهم”، مشيرةً إلى “اغتيالات مستهدفة حديثة” تشير إلى أن إسرائيل “تستخدم تتبع الهواتف المحمولة لاستهداف الأشخاص في إيران”. وأضافت الوكالة أنه “يجب على الناس الامتناع عن استخدام هواتفهم المحمولة في الأماكن الحساسة” و”تجنب استخدام برامج غير آمنة”.

من جانبها، قالت شركة ميتا إنها “تشعر بالقلق من أن تكون هذه التقارير الكاذبة ذريعة لحظر خدماتنا في وقت يحتاج الناس إليها أكثر من أي وقت مضى”، وأنها “لا تقدم معلومات بالجملة لأي حكومة”.