تظاهرات مدغشقر.. تحالف جيل زد والجيش يطيح بالرئيس
لقد شهدت مدغشقر تحولًا سياسيًا حاسمًا بعد تحالف غير متوقع بين شباب جيل زد والجيش، أدى إلى إسقاط الرئيس أندري راجولينا، في خطوة وُصفت بأنها ولادة نظام جديد بقيادة العقيد ميخائيل راندريانيارينا، وفق تقرير نشرته صحيفة لو فيجارو الفرنسية، الأربعاء 15 أكتوبر 2025.
وبدأت شرارة الاحتجاجات في 25 سبتمبر بقيادة شباب متعلم وناشط عبر الإنترنت، يطالب بتحسين الخدمات الأساسية مثل الماء والكهرباء، دون المطالبة بانقلاب.
لكن القمع العنيف للمظاهرات أدى إلى تصاعد الغضب، وأسفر عن مقتل 22 شخصًا وتدمير واسع للبنية التحتية، وفق الأمم المتحدة، وفي 14 أكتوبر، أعلن العقيد راندريانيارينا من أمام القصر الرئاسي أن الجيش تولّى السلطة لإنهاء الأزمة السياسية.
وأيّدت المحكمة الدستورية القرار، داعية إياه لتولي مهام رئاسة الدولة، تزامن ذلك مع تقارير عن مغادرة الرئيس راجولينا البلاد على متن طائرة عسكرية فرنسية.
اللافت أن العسكريين تلقوا دعمًا مباشرًا من الشباب، الذين شكلوا ما يشبه الحاضنة الشعبية لتحركهم، خاصة بعد أن أعلنوا رفضهم استهداف المدنيين، وفي لحظة مفصلية، تحرك الجنود لحماية المتظاهرين من قمع الشرطة، ما أسس لتحالف علني بين الطرفين.
اليوم، يؤكد العقيد راندريانيارينا أنه يسعى لتشكيل حكومة توافق يقبل بها الجميع، وخصوصًا شباب جيل زد ، الذين يواصلون مراقبة المشهد بحذر، مستذكرين التجارب السابقة لانقلابات عسكرية في البلاد.