خطة إسرائيلية لتقطيع أوصال غزة.. ما قصة «محور موراج»؟

خطة إسرائيلية لتقطيع أوصال غزة.. ما قصة «محور موراج»؟

بينما يصعد الاحتلال الإسرائيلي، استهدافه في قطاع غزة، مواصلًا حرب الإبادة، وفيما تجتاح الفرقة 36 المدرعة رفح بريًا، كشف رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اليوم الأربعاء، عن خطة إسرائيلية جديدة تستهدف «تقطيع أوصال قطاع غزة»، معلنًا إنشاء «محور موراج»، لفصل خان يونس عن رفح.

خطة إسرائيلية لتقطيع أوصال غزة.. ما قصة «محور موراج»؟

أين يقع «محور موراج» ؟

ويقع ما أسماه نتنياهو بـ«محور موراج» الذي يعمل الاحتلال على تدشينه، على الخرائط التالية باللون الأزرق.

 

 

خريطة نشرها الإعلام العبري لما اسماه نتنياهو “ممر موراج”

أهداف متعددة وراء المنطقة العازلة الجديدة

وفي قراءة تحليلية لهذه الخطوة الإسرائيلية، عدد الخبير العسكري والاستراتيجي الفلسطيني، اللواء حابس الشروف، أسباب تواجد الاحتلال على أسماه نتنياهو، «ممر موراج»، معتبرا أن الهدف الأول من هذا الممر هو تقطيع أوصال قطاع غزة بين شماله، ووسطه، وجنوبه، وإحكام السيطرة العسكرية عليه، لافتًا إلى أن الاجتياح البري الذي نفذته الفرقة 36 مدرعات، تستهدف فرض «كماشة عسكرية» من الجنوب والشرق، بهدف تقطيع أوصال القطاع.

 

واعتبر «الشروف»، هذه الخطوة تستهدف تحويل القطاع إلى معتقل كبير تمهيدًا لتهجير السكان قسرًا تحت مسمى «الهجرة الطوعية».

 

وأضاف الخبير العسكري والاستراتيجي الفلسطيني أن هذه الخطوة لجأ إليها نتنياهو للهروب من أزماته الداخلية إلى الأمام، مستعينًا بدعم ترامب.

 

 

وأكد «الشروف»، أن الشعب الفلسطيني، الذي صمد 16 شهرًا أمام الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، سيبقى صامدًا في أرضه، حتى وإن تمكّن الاحتلال من إجلاء عدد محدود من الأفراد في إطار “الهجرة الطوعية”. لكنه انتقد حالة الترهل في الداخل الفلسطيني نتيجة انقسام الفصائل، داعيًا إلى التخلي عن التعصب الفصائلي، والتوحد داخليًا من أجل تمرير الخطة المصرية لإعادة الإعمار والاستفادة من الموقف العربي الموحد في رفض التهجير.

 

 

احتلال الشريط الساحلي لغزة

من جهة أخرى أشار المحلل السياسي طارق فهمي إلى أن ممر موراج يستهدف تقطيع أوصال القطاع ومنع أي حركة داخله وفرض السيطرة الإسرائيلية الكاملة عليه وذلك لإعادة احتلال غزة وإبادة أكبر عدد من المدنيين، لإجبار الباقين على الهجرة القسرية تحت مسمى «الهجرة الطوعية»، متذرعة بـ«تطهير القطاع من حركة حماس».

 

 

سيناريو الاستيطان

وفي السياق ذاته اعتبر المحلل الفلسطيني أيمن الرقب أن الخرائط التي نشرها الإعلام الإسرائيلي تشير إلى نية إسرائيلية بإعادة الاستيطان داخل القطاع كما كان قبل عام 2005، إلى جانب احتلال الشريط الساحلي لغزة، الممتد من رفح إلى خان يونس، بعمق 2 كيلومتر موضحا أن أن نتنياهو يسعى عبر إقامة هذه المنطقة الفاصلة الجديدة لعزل رفح عن خان يونس والفصل بينهم مع تعزيز الوجود الأمني الإسرائيلي في نتساريم ودير البلح، تمهيدًا لاحتلال المنطقة الشمالية الغربية.

 

 

تحويل القطاع لمعتقل كبير

وتابع المحلل الفلسطيني: «ما يحدث في رفح الآن من توغل بري عبر الفرقة 36 مدرعات، مع تكثيف طيران الاحتلال لجرائم الإبادة والتطهير العرقي، يدل على أن الاحتلال يعزز إنشاء المناطق العازلة، لتحويل ما سيتبقى من غزة إلى معتقل كبير، تمهيدًا لنقل الفلسطينيين قسرًا إلى خارج القطاع».

 

 

أهداف اقتصادية بعيدة المدى

وأضاف المحلل الفلسطيني: «بالإضافة إلى الأهداف السياسية قصيرة المدى، التي تتمثل في تحسين شروط التفاوض مع حماس، فإن هناك أهدافًا اقتصادية بعيدة المدى، أبرزها إنشاء قناة بن جوريون، التي تحدث عنها نتنياهو مرارًا، إذ لا يمكن إنشاؤها إلا بوجود إسرائيلي شمال غرب مدينة غزة، مما يعني أن الهدف قد يكون إقامة هذه القناة لاحقًا».

 

تصعيد دراماتيكي

وشهدت الأبام القليلة الماضية تصعيدا دراماتيكيا، حيث بدأ جيش الاحتلال السبت الماضي، عملية عسكرية في رفح، وأجبر السكان الفلسطينيين في المنطقة على إخلاء منازلهم والنزوح قسرا .

 

ومهد جيش الاحتلال لتوسيع عمليته البرية في محافظة رفح، التي تعتبر إحدى 5 محافظات في القطاع، وأصدر أوامر لسكان المحافظة الحدودية بالإخلاء القسري لمناطق واسعة.

 

وبحسب منشورات إنذار جيش الاحتلال الإسرائيلي بالإخلاء، فقد جرى أخلاء عدة مناطق جنوبي القطاع تشمل «مناطق رفح، بلديات النصر والشوكة، والمناطق الإقليمية الشرقية والغربية، وأحياء السلام، والمنارة، وقيزان النجار».

 

وخلال الأيام الماضية، نفذ سلاح الجو التابع للاحتلال موجة من الهجمات في منطقتي خان يونس ورفح، لإفساح الطريق أمام إقامة المحور الجديد بين خان يونس ورفح، وتوسيع المناطق التي يحتلها الجيش الإسرائيلي.

 

واليوم الأربعاء، نفذت الفرقة 36 مدرعات التابعة لجيش الاحتلال اجتياحا بريا محدودا لرفح.ووفقًا للقناة 14 الإسرائيلية، فإن «قوات الفرقة 36 في الجيش الإسرائيلي انتشرت عسكريا لتفصل بين مدينتي خان يونس ورفح، كما دخل لواء جفعاتي إلى المنطقة».

وكان جيش الاحتلال أعلن أيضًا تطويق حي تل السلطان في رفح.

 

في الوقت نفسه، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان: «تتوسع عملية شجاعة وسيف في غزة لسحق وتطهير المنطقة من المسلحين والبنى التحتية الإرهابية، والسيطرة على مناطق واسعة ستُضم إلى مناطق الأمن التابعة لدولة إسرائيل.. أدعو سكان غزة إلى العمل الآن على طرد حماس وإعادة جميع المخطوفين»، حسب البيان.