#تقرير_صفاء_الليثي عن المؤتمر الصحفي لوزير الخارجية الأمريكي في إسرائيل: مقدمة نارية وتحليل شامل.. النار التي تشتعل في الشرق الأوسط

#تقرير_صفاء_الليثي عن المؤتمر الصحفي لوزير الخارجية الأمريكي في إسرائيل: مقدمة نارية وتحليل شامل.. النار التي تشتعل في الشرق الأوسط

في زمن تصطدم  فيه نيران الصراع وتتأجج فيه الأزمات، تكتسب كل حركة دبلوماسية أهمية قصوى. زيارة وزير الخارجية الأمريكي إلى إسرائيل ليست مجرد زيارة روتينية، بل هي إلقاء لحجر في مياه إقليمية راكدة ظاهرياً ومضطربة باطنياً. ففي ظل التوترات المتصاعدة في قطاع غزة والضفة الغربية، ومع تزايد القلق الدولي من احتمالية توسع الصراع، جاء المؤتمر الصحفي لوزير الخارجية الأمريكي في إسرائيل ليؤكد من جديد على عمق العلاقة الاستراتيجية بين البلدين، وليضع خطوطاً عريضة للسياسة الأمريكية في المنطقة في المرحلة القادمة. هذا التقرير يسلط الضوء على أبرز ما جاء في المؤتمر، ويكشف عن الأهداف الحقيقية للزيارة، والرسائل التي حملتها للداخل الإسرائيلي والخارج، وردود الفعل المترتبة عليها.

ملخص المؤتمر الصحفي وأبرز النقاط

عقد وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، مؤتمراً صحفياً مشتركاً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس. وقد جاء المؤتمر ليؤكد على عدة نقاط رئيسية:

* دعم مطلق لإسرائيل: أكد روبيو على التزام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بدعم إسرائيل، مشدداً على أن “صداقة إسرائيل مع الولايات المتحدة تتعدى السلام إلى التكنولوجيا والاقتصاد”. هذه النقطة تعكس الرغبة الأمريكية في تعزيز العلاقات الثنائية على كافة المستويات، وليس فقط في الجانب العسكري.

* تصفية حركة حماس: اعتبر روبيو أن “تدمير حماس” هو شرط أساسي لتحقيق “مستقبل أفضل” لسكان غزة، مؤكداً على أن الحركة لا يمكن أن تستمر في الوجود إذا كان الهدف هو تحقيق السلام في المنطقة. وهذا التصريح يعكس تبني الإدارة الأمريكية للرواية الإسرائيلية بشكل كامل، ورفضها أي دور سياسي لحماس في المستقبل.

* ملف الرهائن: شدد روبيو على أن أولوية الرئيس ترامب هي إطلاق سراح جميع الرهائن دفعة واحدة، مشيراً إلى أن هذا الملف هو أحد المحاور الرئيسية التي ركزت عليها زيارته.

   رُوبه.

* التهديد الإيراني: تطرق روبيو إلى الملف النووي الإيراني، مؤكداً أن حصول إيران على سلاح نووي هو “مخاطرة لا يمكن القبول بها”، وأن بلاده ستواصل تفعيل كل وسائل الضغط على طهران.

أهداف الزيارة والرسائل الدبلوماسية

لم تكن زيارة وزير الخارجية الأمريكي مجرد زيارة دبلوماسية عابرة، بل حملت في طياتها أهدافاً ورسائل متعددة:

* تنسيق المواقف: جاءت الزيارة لتنسيق المواقف بين واشنطن وتل أبيب فيما يتعلق بـ “اليوم التالي” للحرب في غزة، ومناقشة الخيارات المطروحة لمستقبل القطاع، بما في ذلك التسريبات المتعلقة بخطة تهجير سكان غزة.

* تهدئة التوترات: على الرغم من الدعم الأمريكي المطلق لإسرائيل، إلا أن الزيارة جاءت في سياق وجود توترات خفية بين البلدين، خاصة بعد الغارة الإسرائيلية على الدوحة واستهداف قادة حماس فيها، وهو ما أثار استياء البيت الأبيض. لذلك، كانت الزيارة محاولة لفهم الدوافع الإسرائيلية وراء هذه الغارة وتجاوز حالة عدم الرضا الأمريكية.

* رفض الدولة الفلسطينية: أكد روبيو على أن الولايات المتحدة تساند الموقف الإسرائيلي الرافض للاعتراف الدولي بدولة فلسطينية في الأمم المتحدة، معتبراً أن هذا الاعتراف “يكافئ إرهاب حماس”.

* تجنب المزيد من التصعيد: كان هناك هدف ضمني للزيارة وهو السعي لمنع تصعيد عسكري جديد في غزة، ودفع المفاوضات قدماً بشأن صفقة تبادل الأسرى.

ردود الفعل على المؤتمر

تباينت ردود الفعل على المؤتمر الصحفي، حيث اعتبرته الأوساط الإسرائيلية بمثابة تأكيد جديد على قوة التحالف بين البلدين، ورسالة دعم واضحة في مواجهة الضغوط الدولية. في المقابل، نددت الأوساط الفلسطينية بتصريحات روبيو، واعتبرتها تأييداً للسياسات الإسرائيلية العدوانية، وتجاهلاً لمعاناة الشعب الفلسطيني. كما أثارت تصريحات روبيو حول “تدمير حماس” قلقاً لدى بعض الدول العربية، التي ترى في استمرار الصراع خطراً على ال

استقرار الإقليمي.