الشيخ عبد الباسط عثمان الزلزال… صوت من السماء يطرق أبواب القلوب

الشيخ عبد الباسط عثمان الزلزال… صوت من السماء يطرق أبواب القلوب

كتب/أيمن بحر

الشيخ عبد الباسط عثمان الزلزال… صوت من السماء يطرق أبواب القلوب

الزلزال ليس مجرد حركة عشوائية للأرض ولا هو حدث طبيعى بحت بل هو صوت من السماء يُطرق أبواب قلوبنا، ليتساءل كل واحد منا عن استقراره وأين تكمن حقيقته فى هذا الكون الواسع.

قد نظن أن الأرض تحت أقدامنا ثابتة فإذا بها تهتز فجأة وتتحرك بعنف، وتنهار أبنيتنا التى ظنناها لا تسقط أبدًا.

من يُمسك الأرض حتى لا تميد بنا؟

ومن يضبط توازنها في كل لحظة؟

 

قال تعالى:

وألقى فى الأرض رواسي أن تميد بكم [النحل: 15]

فالجبال، التي تزين الأرض، هي أساس الاستقرار والثبات.

ولكن حين يختل هذا التوازن، يأتي الزلزال ليكون رسالة قوية قد تتضمن حكمة لا يدركها إلا من فتح قلبه للإيمان.

 

أسرار غريبة عن الزلازل (علمًا وإيمانًا)

 

1. الأرض (تتنفّس) قبل الزلازل!

اكتشف العلماء أن هناك غازات غريبة تنبعث من باطن الأرض قبل الزلازل مثل غاز الرادون، الذي يخرج من الشقوق الأرضية.

هذه الحقيقة تعكس قوله تعالى:

وأخرجت الأرض أثقالها [الزلزلة: 2]

هل هذا ليس تشابهًا غريبًا بين الوصف القرآني والاكتشاف العلمي؟

 

2. الزلزال يسبق بـ أصوات!

رصدت وكالة ناسا ومرصدات زلزالية فى اليابان أصواتًا منخفضة التردد تسبق بعض الزلازل وكأن الأرض تصرخ أو تئن قبل أن تفرغ غضبها.

فللأرض وعى وشهادة بأفعالنا، وهي أمر من الله.

 

3. الزلازل تغيّر حركة الأرض نفسها!

زلزال اليابان 2011 الذى كانت قوته 9 درجات، أدى إلى تقصير اليوم الأرضى بمقدار 1.8 ميكروثانية بل وزحزح محور الأرض بمقدار 10 سنتيمترات!

من يقدّر هذا الحساب؟ ومن يُدير الكون كله؟

قال تعالى:

كلٌ فى فلك يسبحون [الأنبياء: 33]

 

4. الحيوانات تستشعر الزلازل قبل حدوثها

الطيور والأسماك والكلاب تظهر عليها علامات قلق قبل الزلازل فتفرّ أو تخرج من الماء أو تصرخ.

وقد ورد عن النبى ﷺ أنه قال:

لولا أن الكلاب أمة من الأمم لأمرت بقتلها

إشارة إلى قدرة هذه المخلوقات على الإحساس بالخطر الطبيعى قبل الإنسان.

 

نماذج تاريخية تترك أثراً لا يُنسى

 

1. زلزال المدينة المنورة سنة 654 هـ

ذكره ابن كثير وابن الجوزى حيث اهتزت الأرض بشدة حتى سُمع صوتها فى أطراف المدينة وخرج الناس يستغفرون ويبكون.

فخطبهم القاضي وقال:

يا أهل المدينة ما هذا الزلزال إلا إنذار من الله، فتوبوا وتضرعوا إليه.

 

2. زلزال لشبونة – البرتغال 1755م

أحد أقوى الزلازل فى أوروبا قتل أكثر من 100 ألف وتسبب فى تسونامى هائل.

وكان من شدته أن أوروبا توقفت عن الرقص والمجون لسنوات طويلة، وبدأت تتساءل:

هل هذا غضب من السماء؟

 

3. زلزال تركيا وسوريا 2023م

المأساة الإنسانية التي خلفت أكثر من 50 ألف ضحية لكنها شهدت أيضًا أحداثًا مذهلة:

 

– طفل رضيع نجا من تحت الأنقاض بعد 120 ساعة.

– أمٌّ أنقذت أبناءها بجسدها وماتت.

– مؤذن خرج من تحت الركام وهو يردد الله أكبر.

هل هذه مصادفات؟

أم رسائل تكتبها القدرة الإلهية بأحرفٍ لا تُنسى؟

 

رسائل خفية وراء الزلازل

 

الأمان الحقيقى ليس فى المبانى بل فى القلوب المؤمنة التي تتوكل على الله.ربما يوقظك الزلزال من غفلتك أفضل من ألف موعظة.

الضعف البشرى يظهر لحظة واحدة بعد هزة قصيرة.

وفي وسط الخوف، يولد الإيمان الحقيقي الذى لا يهزه شىء.

 

وفى النهاية

 

الزلازل ليست مجرد ظواهر طبيعية بل هى آيات من الله تأتى لتوقظ القلوب وتُذكّرنا بقدرة الله.

هى ليست بالضرورة عقوبة بل هى فرصة لمراجعة النفس والعودة إلى الله.

قد تكون رسالة لك وحدك، لا للناس جميعًا.

 

فاللهم إنا نسألك أن تجعل هذه الزلازل وآياتك التى نراها فى الأرض سببًا فى يقظتنا، وأن تلهمنا التوبة قبل الفوات.

اللهم اجعلنا من الذين يتدبرون فى آياتك ويشكرون نعمك.

اللهم احفظ بلادنا من كل مكروه وارزقنا الأمن والسلام واجعلنا من عبادك الذين يعظمونك ويرجون رحمتك.

اللهم آمين.