عاجل:تطمينات أحمد الشرع لا تكفي.. إسرائيل تقيم تحصينات عسكرية بقلب سوريا

عاجل:تطمينات أحمد الشرع لا تكفي.. إسرائيل تقيم تحصينات عسكرية بقلب سوريا

حدث في أعقاب اعملية طوفان الأقصى ضد الكيان الصهيوني في منطقة غلاف غزة، غيّر جيش الاحتلال الإسرائيلي مفهومه الدفاعي على كافة الحدود لمنع أي هجوم على مستوطناته في الأراضي المحتلة.

عاجل:تطمينات أحمد الشرع لا تكفي.. إسرائيل تقيم تحصينات عسكرية بقلب سوريا

قام جيش الاحتلال بإنشاء 10 مواقع محصنة وحفر حاجز بعمق 6 أمتار على طول الخط البنفسجي، وتم وضع سواتر ترابية لمنع مرور المركبات في المنطقة العازلة بين الجولان المحتل والأراضي السورية.

 

وتستند عقيدة الدفاع الحدودية الجديدة التي وضعها جيش الاحتلال الإسرائيلي، والتي تم تصميمها في أعقاب تنفيذ المقاومة الفلسطينية عملية طوفان الاقصى يوم7 أكتوبر 2023 في غلاف غزة، أن الدفاع عن الكيان الصهيوني في الأراضي المحتلة لا يبدأ عند خط الحدود، سواء كان غلاف غزة، أو الحدود اللبنانية، أو مرتفعات الجولان السورية.

 

الخطة الصهيونية الجديدة تعتمد أن هجوم من الدول العربية سيواجه بعائق على الأرض، والعمل المخابراتي ثم بالطائرات بدون طيار على مسافة تتعدي الـ 100 كيلومتر، يذكرون مراراً وتكراراً الشاحنات”البيك آب” التي وصل بها أبو محمد الجولاني “أحمد الشرع” من شمال سوريا واستولى على دمشق في حوالي عشرة أيام، ناهيك عن قيام داعش، بالسيطرة معهم على الشرق الأوسط.

 

ويعتبر جيش الاحتلال أن أي مركبة في أيدي الجماعات المسلحة قادرة على التحرك بسرعة تزيد عن 30 كيلومترا في الساعة بمثابة تهديد، ولذلك، فمن المفترض أن تلاحظ مواقع جيش الاحتلال الإسرائيلي، التي تشكل في الأساس خط الدفاع الأمامي وتقع فيما يسمى الآن “المنطقة الأمنية”، هذه المركبات، وخاصة إذا كان ركابها مسلحين، وأن تبعدهم أولاً بطلقات تحذيرية ثم بإطلاق نيران مستهدفة.

 

لكن في واقع الأمر، فإن هذه المواقع المتقدمة التي بناها جيش ااحتلال الإسرائيلي في المنطقة العازلة في الجولان السوري ليست أول منظومة دفاعية سيواجهها المسلحين على الأراضي السورية.

 

وبحسب مبدأ الدفاع الحدودي الجديد في الكيان الصهيوني، فإنه على مسافة تزيد عن عشرة كيلومترات خارج خط المواقع الأمامية، من المفترض أن يتم تحديد هوية المسلح القادم من خلال الاستخبارات، وسيتم مهاجمته باستخدام الطائرات بدون طيار، وإذا لزم الأمر، الطائرات المقاتلة والمروحيات، وبالطبع المدفعية.

 

تحتفظ قوات الاحتلال الإسرائيلي حاليا بعشرة مواقع متقدمة على الخط الممتد من جبل الشيخ في الشمال إلى مثلث الحدود الأردنية السورية الإسرائيلية في منطقة الحمة، وهما موقعان عسكريان على جبل الشيخ وثماني مواقع أخرى في مرتفعات الجولان السورية، على بعد 4 إلى 7 كيلومترات من فلسطين المحتلة، وهذه ليست مواقع متقدمة من النوع الذي كان يقيمه جيش الاحتلال قبل السابع من أكتوبر 2023، بل هي معسكرات عسكرية محصنة جيداً بحجم قرية سياحية قياسية، من المفترض أن تستوعب قوة سرية أو أكثر، بما في ذلك الدبابات والمدفعية، لكن من الواضح أن هذه ليست قرى سياحية، بل منشآت عسكرية مصممة للإقامة الطويلة في حرارة الصيف وبرودة الجولان في الشتاء، والتي يمكن من خلالها القتال بشكل فعال.

 

على عكس ما يسمى بالبؤر الاستيطانية في قطاع غزة قبل عملية طوفان الأقصى، والتي كانت في الواقع مجرد معسكرات مؤقتة، استثمر جيش الاحتلال الإسرائيلي بشكل كبير هناك، بما في ذلك في التحصين بالسدود الترابية العالية وحاويات ESCO “نوع من الشبكة الحديدية على شكل مكعب مع قماش مشمع في الداخل مملوء بالرمل والحصى للحماية من نيران الأسلحة الصغيرة أو القذائف.

 

تعمل الحاويات كجدار معياري يمكن تفكيكه واستبداله”، وتحتوي المواقع الاستيطانية الإسرائيلية على أفضل التقنيات العسكرية والمدنية اللازمة للإقامة الطويلة.

 

ويطلق قادة الاحتلال في القطاع عليها اسم “بيتاس”، تمامًا كما كانوا يطلقون على المواقع المتقدمة للجيش السوري عندما كان لدي جيش الاحتلال القدرة على رؤيته من فلسطين المحتلة. لكن التجهيزات الإسرائيلية أكبر بكثير وأكثر تكنولوجيا من نظيرتها السورية في الجيش المنحل.

 

فكر أيضًا في الجيوش الحديثة عندما تشاهد المواقع التي كان يسيطر عليها الجيش السوري، ويمكنك أن تفهم لماذا انهار عندما هاجمته الجماعات الإرهابية بقيادة أبو محمد الجولاني “أحمد الشرع” من إدلب وبدأوا بالتوجه نحو الجنوب، إن المواقع والمباني التي تمركز فيها جنود الجيش العربي السوري المنحل كانت غير صالحة للسكن البشري، خاصة أنهم لم يحموا ساكنيها، وبالتأكيد ليس من صواريخ آر بي جي وقذائف الهاون، ولكن هذا كان في الماضي.

 

وفي مقابل مجموعة المواقع العسكرية الإسرائيلية، يقع الخط الأول من سياج الأسلاك الشائكة ــ الذي يصل ارتفاعه إلى ما يعادل ارتفاع مرتفعات الجولان المحتلة ــ والذي يسمح بالمراقبة وإطلاق النار على الأراضي التي تحتلها إسرائيل حاليا. وبفضل إجراءات جيش الاحتلال الإسرائيلي والدبلوماسية العسكرية، تم التوصل إلى اتفاق مع الجانب الرئيس السوري أحمد الشرع بشأن مناطق لمنع الاحتكاك واقتراب قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي.

 

بينما تضم خريطة مرتفعات الجولان السورية من الشرق إلى الغرب، من مجموعة المواقع الاستيطانية ــ تكمن العقبة الجديدة التي تعبر خط الحدود الدولية المعروف باسم “الخط البنفسجي”، يتكون الحاجز السابق، الذي لا يزال قائما، من سياج فولاذي مرتفع وخندق ضحل مضاد للدبابات.

 

ومن المفترض أن يعيق الحاجز الجديد حركة أي مركبة محتملة، لمنع هجوم سريع على المستوطنات الإسرائيلية والدرزية في مرتفعات الجولان.

 

من المفترض أن يؤدي هذا العائق إلى تأخير وسائل بناء الجسور للجيوش الحديثة وحركة الدبابات لفترة طويلة. ويرجع ذلك إلى بنيتها التي تتكون تخطيطيًا من صخور كبيرة، يليها خندق بعمق ستة أمتار، وعلى الجانب الآخر جسر ترابي مرتفع.

 

بدأ جيش الاحتلال في هذا المشروع بمبادرة من فرقة باشان الاسرائيلية، وحصل على كل الموافقات، بما فيها السياسية.

 

ويجري في بعض الأماكن بمعدل 150 مترًا يوميًا، وفي الأماكن الصخرية، وهي الأغلبية في مرتفعات الجولان، يبلغ المعدل 25 مترًا يوميًا وتم إكمال حوالي 23 كيلومترًا من هذه العقبة”. ويبقى لدي الاحتلال 35 كيلومترًا أخرى لإكمالها.

 

تحولات الدروز وبحسب المسؤولون الصهاينة فإن المستفيدين الرئيسيين من البناء السريع للحاجز هم الدروز في الجولان، حيث يمتلك العديد منهم معدات ميكانيكية ثقيلة ويقومون بأعمال الحفر، هناك انتعاش مثير للإعجاب في قراهم في الجولان المحتل، وربما كان ذلك نتيجة لهذا العمل. ولكن بشكل عام، هناك تحول في علاقة الدروز في الجولان المحتل بإسرائيل ففي ثمانينيات القرن العشرين، فشلت إسرائيل في محاولتها لإجبارهم على قبول الجنسية وبطاقات الهوية الزرقاء، مما أثار مقاومة عنيفة.

 

ولكن عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023وصاروخ حزب الله الذي قتل 12 طفلاً عندما أصاب ملعباً لكرة القدم في مجدل شمس الصيف الماضي، أدى إلى تحول في مجرى الأمور وافاد إسرائيل كثيرًا في قبول الدروز للجنسية الإسرائيلية.

 

لم يقتصر الأمر على هذا فبحسب المسؤولين الصهاينة أن الدروز لا يقبلون الجنسية الإسرائيلية فقط، بل يطالبون أيضًا بالتجنيد في الجيش الإسرائيلي، والسبب هو أن المواطنة، وخاصة الخدمة في جيش الاحتلال، توفر فرصة أكبر للحصول على عمل تعاقدي من المؤسسة الدفاعية في بناء الجدار الجديد وتعزيز أنفسهم ماليا.

 

وعلى الجانب الآخر من الحدود، تغير أيضًا موقف الدروز تجاه إسرائيل، على سبيل المثال، في قرية الخضر، غير البعيدة عن الحدود، حيث عملت عناصر تحت رعاية حزب الله ضد إسرائيل، والآن، تمشيا مع التقليد الدرزي القديم المتمثل في الولاء لأصحاب السلطة، يزعمون أنه بمجرد أن أدت إسرائيل إلى إزالة حزب الله من مرتفعات الجولان، توقفوا عن المشاركة في الأعمال العدائية ضدها.

 

وبحسب المنظور الصهيوني، فإن المنطقة التي تظل مثيرة للمشاكل للكيان الصهيوني تقع في جنوب مرتفعات الجولان السورية، بين تقاطع الحدود الأردنية السورية الإسرائيلية في الغرب والطريق السريع دمشق درعا في الشرق.

 

وتعد هذه المنطقة موطنا للقبائل البدوية السنية، وبعضها مازال يقاوم جيش الاحتلال الإسرائيلية في هذه المنطقة، ولكن بعد اشتباكين قُتل فيهما مقاومون نصبوا كمينًا لقوات الدورية الإسرائيلية، هدأت هذه المنطقة أيضًا.

 

وفي جميع أنحاء الجولان السوري، يتجنب جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي المواجهة المباشرة مع السكان المحليين، لكنهم لا يسمحون للمسلحين بالاقتراب منهم وراء خط السياج الثاني، الذي يقع على بعد نحو 10-15 كيلومترا من الحدود بالجولان المحتل.

Oplus_131072

ويصف الاسرائيليون علاقة جيش الاحتلال مع الدروز في منطقة السويداء جيدة، ولكنهم يطلبون منهم أن لا يحتضونهم كثيرًا حتى لا يراهم بقية السكان في سوريا كمتعاونين.

 

تدير إسرائيل عيادتين وغرفة طوارئ في منطقة القنيطرة، داخل الأراضي السورية، لعلاج السكان المحليين الجرحى. ويبدو أن الجيش الإسرائيلي ينجح تدريجيا في صياغة تطبيع يعتمد على البؤر الاستيطانية والعائق الجديد الذي أطلق عليه، كما كان متوقعا، اسم “الشرق الجديد”.