صائد من غزة يجد الأمل في عرض البحر: قوارير طعام مصرية تطفو على السطح.. فيديو

صائد من غزة يجد الأمل في عرض البحر: قوارير طعام مصرية تطفو على السطح.. فيديو 

في عرض البحر قبالة سواحل غزة، حيث تتلاطم أمواج المتوسط على شاطئ طالما كان مصدر رزق لأهله، تروى حكايات الصمود والأمل في مواجهة قسوة الظروف. وفي واحدة من هذه الحكايات، تتجسد قصة صياد من غزة خرج كعادته بحثًا عن لقمة العيش، ففوجئ بما لم يخطر بباله: زجاجات طعام قادمة من مصر الشقيقة تطفو على سطح الماء.

اعتاد الصيادون في غزة على تحدي الصعاب، فبحرهم الذي كان في يوم من الأيام يزخر بالأسماك، أصبح اليوم شحيحًا بسبب القيود المفروضة والحصار الذي يضيق الخناق على القطاع. ورغم ذلك، لا يتوقفون عن المحاولة، فخروجهم للبحر ليس مجرد رحلة صيد، بل هو تعبير عن إرادة الحياة وعن التمسك بالأمل في غد أفضل.

في ذلك اليوم، انطلق قارب الصياد الصغير، يشق عباب الماء بهدوء، يراقب حركات البحر وعلاماته التي تدل على أماكن وجود السمك. كان قلبه يحمل أمنية بسيطة: أن يعود بشيء يسد رمق أسرته. ولكن مع مرور الوقت، وبدلًا من شباكه الممتلئة بالأسماك، بدأت تظهر أمامه مشاهد غير مألوفة.

بدأ يرى زجاجات بلاستيكية تطفو على السطح، لكنها لم تكن كغيرها من المخلفات التي عادة ما يجدها. اقترب منها بحذر، ليكتشف أنها زجاجات مياه وشامبو وعصائر، وبعضها كان يحتوي على أطعمة محفوظة، وجميعها تحمل علامات ومنتجات مصرية واضحة. كانت مفاجأة غير متوقعة، لم يرى مثلها في أي من رحلاته السابقة.

لم تكن هذه الزجاجات مجرد بضائع طافية؛ لقد كانت رسالة أمل عائمة. ففي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع غزة، حيث تعاني الأسر من نقص حاد في الغذاء والدواء، أتت هذه الزجاجات لتخبره أن هناك من يهتم ويشعر بهم. ورغم أن مصدرها قد يكون غير مقصود، وربما سقطت من سفن إغاثية أو تجارية، إلا أنها وصلت لتشكل بصيص ضوء في بحر من اليأس.

عادت سفينة الصياد إلى الشاطئ محملة بما لم يكن يتوقعه: قوارير طعام مصرية. لم تكن هذه الكمية كافية لحل مشكلة النقص الغذائي في القطاع، لكنها كانت رمزًا قويًا للتضامن والأخوة بين الشعوب. ففي كل زجاجة، كانت هناك قصة، قصة عن ترابط الجغرافيا والتاريخ، وقصة عن أن الأمل يمكن أن يأتيك من حيث لا تحتسب، حتى لو كان عائمًا على سطح الماء.

هذه الحادثة البسيطة، التي قد تبدو عادية للبعض، تحمل في طياتها الكثير من المعاني لأهل غزة. إنها تذكرهم بأنهم ليسوا وحدهم، وأن هناك دائمًا أيادي تمتد بالمساعدة، حتى لو كانت هذه الأيادي مجهولة وتتجسد في زجاجات طافية على سطح البحر. وتبقى هذه القصة شهادة على قوة الروح البشرية في البحث عن الأمل والصمود، حتى في أحلك الظروف.