#محاولات لاستنساخ الدم الذهبي النادر لإنقاذ آلاف الأرواح
يعكف العلماء حول العالم على استنساخ ما يُعرف بـ الدم الذهبي ، أندر فصيلة دم في العالم، في مسعى لتوفير مصدر آمن لهذه الفصيلة النادرة وإنقاذ حياة آلاف المرضى الذين يعانون من صعوبة العثور على متبرعين مناسبين.
#محاولات لاستنساخ الدم الذهبي النادر لإنقاذ آلاف الأرواح
وتُعد هذه الفصيلة الاستثنائية، المعروفة علميًا باسم Rh-null، واحدة من أندر الفصائل على الإطلاق، إذ لا يحملها سوى نحو 50 شخصًا فقط حول العالم. وتمثل هذه الندرة لغزًا طبيًا فريدًا وأملًا كبيرًا للمرضى من أصحاب الفصائل النادرة، لكنها في الوقت ذاته تشكّل معضلة خطيرة لحامليها الذين يواجهون خطرًا دائمًا في الحالات الطارئة التي تتطلب نقل دم فوري.
نقل الدم الذهبي
تتميز فصيلة Rh-null بغياب تام لأكثر من 50 مستضدًا من مستضدات نظام الريسوس، وهي مجموعة من البروتينات الموجودة على سطح خلايا الدم الحمراء وتشكل أحد أهم أسس تصنيف فصائل الدم بعد نظام ABO. وتتيح هذه الخصائص إمكانية نقل الدم الذهبي لمعظم المرضى من أصحاب الفصائل النادرة، ما يجعله كنزًا طبيًا في الظروف الحرجة.
وللتدليل على شدّة ندرتها، يصنّف الصليب الأحمر الأمريكي فصيلة الدم بأنها نادرة إذا ظهرت لدى أقل من شخص واحد بين كل ألف، في حين لا تظهر فصيلة Rh-null سوى لدى شخص واحد بين كل ستة ملايين، وفقا لصحيفة نيويورك بوست ، الثلاثاء 18 نوفمبر 2025.
تقنيات التعديل الجيني
يشرح الخبراء أن المستضدات الموجودة على سطح خلايا الدم تعمل كبطاقة تعريف للجهاز المناعي، وفي حال تلقّي دم يحتوي على مستضدات غير متطابقة، ينتج الجسم أجسامًا مضادة تهاجم الدم المنقول وقد تشكل خطرًا على حياة المريض. لذلك، وعلى الرغم من أن فصيلة O- تُعد مانحًا عالميًا، إلا أنها تُعد غير آمنة بالنسبة لحاملي فصيلة Rh-null الذين لا يستطيعون تلقي الدم إلا من أشخاص يملكون نفس الفصيلة النادرة.
وفي ظل هذه التحديات، يتجه العلماء اليوم نحو تقنيات التعديل الجيني (CRISPR) واستخدام الخلايا الجذعية لإنتاج خلايا دم حمراء تحمل خصائص فصيلة Rh-null داخل المختبر. وتشير تجارب سريرية جارية، مثل مشروع RESTORE، إلى بدايات واعدة لإنتاج دم مختبري قابل للاستخدام في عمليات النقل الطارئة مستقبلاً.
ورغم التقدم العلمي المتسارع، يبقى التبرع التقليدي بالدم هو المصدر الأساسي لتلبية الاحتياجات الطبية الحالية، خاصة لأصحاب الفصائل النادرة. ومع ذلك، يعلق العلماء آمالًا كبيرة على إمكانية أن يشكل الدم المنتج معمليًا حلًا ثوريًا في السنوات المقبلة، قد يساهم في إنقاذ حياة آلاف المرضى حول العالم.