الملك العادل ذو القرنين “جزء 2”

الدكرورى يكتب عن الملك العادل ذو القرنين “جزء 2”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

الملك العادل ذو القرنين “جزء 2”

ونكمل الجزء الثانى مع الملك العادل ذو القرنين، فعندما ذكرت تلك القصص في القرآن الكريم، عن هذا الرجل الصالح العظيم فقد تولد عند الصحب الكرام الشوق للاطلاع على المزيد من أعماله العظام، وتاقت نفوسهم لمعرفة الكثير عن العظماء، إذ أصبحت طموحاتهم تتوافق مع طموحات العظماء من السادة الأنبياء والمرسلين، فذكر لهم النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، أن هذا العبد الصالح الذي كان يقوم بأعمال فردية ولمرضاة الله تعالى، وضمن مراد الله عز وجل، قد مكنه الله فيما بعد ورزقه فتح العالم بأسره ودانت له الأرض كلها من شرقها إلى غربها، وذلك عندما أرسل الله تعالى نبيه موسى عليه السلام لفرعون ليؤمن بالله وتكون فتوحات العالم كلها على يديه.

ولكنه لم يؤمن فحولها الله وكتبها لبني إسرائيل شرط أن يؤمنوا مع نبى الله موسى عليه السلام فقال سبحانه وتعالى فى كتابه العزيز فى سورة الأعراف “وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التى باركنا فيها وتمت كلمت ربك الحسنى على بنى إسرائيل” ولكن وحيث أنهم رفضوا الجهاد المقدس عندما دعوا له وتقاعسوا عن القتال في سبيل الله تعالى بل قالوا كما علمنا الله عز وجل فى كتابه الكريم فى سورة المائده “فاذهب انت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون” والأمور العالمية كلها قد هيأها الله تعالى والوقت مناسب لهداية الأمم وإخراجهم من الظلمات إلى النور، عندئذ رأى ذو القرنين ذلك ببصيرته النافذة فجمع حوله الشباب السالكين في الحق.

المؤمنين الحماسيين ونهض بهم لفتح العالم للنور والضياء وإخراجهم من العمى إلى البصيرة ومن الشقاء والآلام إلى السعادة والجنات، ورأى أن ذلك لا يكون إلا بحمل كتاب الله تعالى، بيد والسيف باليد الأخرى، فمكنه الله تعالى، من طموحه ودانت له الأرض من شرقها إلى غربها، وذو القرنين هو احد الملوك الصالحين في الأرض وهم قليلون جدا، وقد ولد ذو القرنين في الزمان القديم، وكان من اولاد سام ابن نوح عليهم السلام، وقيل أنه في بدايه حياته كان رجلا عاديه من ابناء الملوك وكان يعيش في قصر ابيه، حتى حمله الإيمان بالله على ان يبحث عن الحقيقه، فصار ملكا على البلاد بعد وفاه ابيه، وقيل أنه لم يكن من العرب بل كان روماني وكان اسمه هيرمس.

وقد خرج فيه جيش يبحث عن حقيقه الإيمان، حتى وصل الى نبي الله ابراهيم عليه السلام، وقد اسلم على يديه وقد امن بالله تعالى، وطاف حول الكعبه مع نبى الله ابراهيم وابنه اسماعيل عليهم السلام، ثم عاد الى بلاده مره اخرى، وقد جزاه الله على ايمانه، وقد جعل الله تعالى، حوله رجل خير من وزرائه، ويقال هو العبد الصالح الخضر عليه السلام، فقيل أنه كان الخضر عليه السلام، هو وزير وصاحب الرأي والمشورة عند ذو القرنين، وقد أراد ذو القرنين الذهاب الى مكه للحج الى بيت الله ماشيه من بلاده، حتى الكعبه طمعا في مغفره الله تعالى وحين سمع نبى الله ابراهيم عليه السلام، ذلك دعا له وخرج يستقبله ودعى الله ان يوفقه واستجاب الله تعالى، دعاء نبيه ابراهيم الخليل عليه السلام.

فسخر الله تعالى السحاب لذي القرنين تحمله حيث شاء، واين ما اراد جزاء له على ايمان ومكافاه على اخلاص لله تعالى، ولقد اطلق عليه اسم ذو القرنين، لانه بلغ قرني الشمس شرق وغرب، ولو انك نظرت الى الشمس لوجدت لها قرن حين تشرق اشعتها، وهو ما يشبه قرني الثور، وقرن في الشرق، وكان ذو القرنين قد وصل الى شرق الارض الى غربها، ربما لذلك سمي بذو القرنين، وبعض الناس قالوا انه كان يلبس خوذه فيها قرنين، لذلك لقب ذي القرنين، وكان ذو القرنين يعمل على طاعه الله تعالى حتى جعله الله من عباده الصالحين، فقيل أنه كان له صاحب من الملائكه اسمه زنافيل، فقال له ذو القرنين هل تعلم في الارض عين يقال لها عين الحياه، فقال نعم اعلم.