كن حذران تكون منهم ثلاثة أصناف من الناس خصوم الله يوم القيامة.. 

كن حذران تكون منهم ثلاثة أصناف من الناس خصوم الله يوم القيامة.. 

 

الْمَظْلِمَةُ لِلْمُسْلِمِ عِنْدَ مُسْلِمٍ كَيْفَ تُؤْخَذُ مَظْلِمَتُهُ مِنَ الْمُسْلِمِ؟

قَالَ: “يُؤْخَذُ لِلْمَظْلُومِ مِنَ الظَّالِمِ مِنْ حَسَنَاتِهِ بِقَدْرِ حَقِّ الْمَظْلُومِ فَتُزَادُ عَلَى حَسَنَاتِ الْمَظْلُومِ”.

قَالَ: فَقَالَ لَهُ الْقُرَشِيُّ: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لِلظَّالِمِ حَسَنَاتٌ؟

قَالَ: “إِنْ لَمْ يَكُنْ لِلظَّالِمِ حَسَنَاتٌ فَإِنَّ لِلْمَظْلُومِ سَيِّئَاتٍ، يُؤْخَذُ مِنْ سَيِّئَاتِ الْمَظْلُومِ فَتُزَادُ عَلَى سَيِّئَاتِ الظَّالِمِ” .

يأتي الناس يوم القيامة ليحاسبهم الخالق عز وجل على أعمالهم، فمنهم الصالح ومنهم الطالح، وهناك ثلاثة أصناف من الناس هم خصوم الله يوم القيامة، وهم:

 

• رجل عاهد بالله ثُمَّ غَدَر.

 

• رجلٌ باع شيئًا فأكل حق صاحبه.

 

• رجلٌ استأجر أجيرًا فاستوفى منه حقه ثم لم يعطه أجره.

والثلاثة أصناف ذكروا في الحديث القدسي يقول -صل الله عليه وسلم-: (قالَ اللَّهُ: ثَلاثَةٌ أنا خَصْمُهُمْ يَومَ القِيامَةِ: رَجُلٌ أعْطَى بي ثُمَّ غَدَرَ، ورَجُلٌ باعَ حُرًّا فأكَلَ ثَمَنَهُ، ورَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أجِيرًا فاسْتَوْفَى منه ولَمْ يُعْطِ أجْرَهُ).

 

ويذكر جلال الدين السيوطي في شرح الجامع الصحيح أن الله خَصم لجميع الظالمين، لكنَّه شدَّدَّ على هؤلاء الثلاثة المذكورين بالحديث الشريف بالتصريح بهم؛ لأنّهم تَجنّوا على حقّه -تعالى- فالذي نقض عهد الله، جنى على عهده بعدم الوفاء والنقض والخيانة، والذي باع حرّاً، جنى على حقّ الله بالعبادة التي أقرّها في قوله -تعالى-: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)؛ لأنّ العبد لا يستطيع أن يقوم بالعبادات كما يقوم بها الحرّ وخاصّةً بعض النوافل والفروض غير الواجبة على العبد بينما هي واجبة على الحُرّ؛ كالحجّ والجُمعة والجهاد والصَدقة، ولذلك كلّه عَظُمت جريمته، والرجل الذي استأجر عاملاً ولم يوفه حقّه؛ كالذي استعبد حُرّاً؛ لأنَّه عطَّله عن أداء كثير من النوافل؛ فعظُم ذنبه، وهذا الحديث القدسي يجمع بين الخوف والرجاء الَّلذين تصفو بهما العبادة حيث يكون الخوف من التقصير في العبادة، والشكر يكون على توفيق الله -تعالى- للعبد بأداء العبادات