#الحوثيون يحوّلون سفينة محتجزة إلى “معلم” يستقطب اليمنيين

#الحوثيون يحوّلون سفينة محتجزة إلى “معلم” يستقطب اليمنيين

 المصدر: أ ف ب

 

يحدث قبالة سواحل الحُديدة في غرب اليمن، يعرض المتمردون ‏الحوثيون بفخر سفينة “غالاكسي ليدر” التي يحتجزونها منذ ‏أكثر من شهرين لارتباطها برجل أعمال إسرائيلي، وينظّمون ‏زيارات لليمنيين على متنها‎.‎

 

ويقول زبير الحيدري القادم من العاصمة صنعاء التي تبعُد ‏أكثر من مئتَي كيلومتر عن الحديدة، لوكالة “فرانس برس”، ‏إنه قام برحلة تستغرق خمس ساعات “لغرض زيارة السفينة ‏الإسرائيلية التي تمّت السيطرة عليها”. ‏

على متن قارب خشبيّ صغير، يجلس زبير إلى جانب نحو ‏عشرة يمنيين جاؤوا من مناطق سيطرة الحوثيين ومعظمها في ‏شمال البلاد، كانوا يلتقطون صوراً ومقاطع فيديو لهم أثناء ‏اقترابهم من السفينة “غالاكسي ليدر”، بينما يخزّنون نبتة القات ‏المنبّهة، وهي عادة يومية بالنسبة لليمنيين‎.‎

 

لا يرتدي أحد منهم سترة نجاة فوق ملابسهم التقليدية في ‏الإجمال خلال الرحلة التي تستغرق عشر دقائق مقابل 500 ‏ريال يمني لكل زائر (نحو دولار واحد حسب سعر الصرف ‏في مناطق سيطرة الحوثيين)، أي ما يعادل وجبة غداء لفرد ‏واحد‎.‎

 

ويقول زبير “شرف وفخر لنا كيمنيين أن تقوم قواتنا المسلحة ‏بهذا العمل الجبّار نصرةً لإخوانهم المستضعفين في فلسطين ‏وغزة”. ‏

وشكّل استيلاء المتمردين اليمنيين في 19 تشرين الثاني ‏‏(نوفمبر) على السفينة التي تملكها مجموعة بريطانية تابعة ‏لشركة مقرّها إسرائيل، باكورة هجماتهم على سفن تجارية في ‏البحر الأحمر يشتبهون في أنها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة ‏إليها، وذلك تضامناً مع قطاع غزة الذي يشهد حرباً مع الدولة ‏العبرية منذ السابع من تشرين الثاني (نوفمبر)‏‎.‎

 

ومذاك، استهدف الحوثيون عشرات السفن، لكن في معظم ‏الأحيان أسقطت القوات الأميركية صواريخهم ومسيّراتهم، ‏فيما يؤكد المتمردون غالبًا أنهم أصابوا أهدافهم. ويتسبّب ذلك ‏بعرقلة الملاحة في المنطقة الاستراتيجية التي تمرّ عبرها ‏‏12% من التجارة العالمية‎.‎

 

‎”‎سيرون أكثر من ذلك‎” ‎

ما إن يصل الزوّار وجميعهم رجال، إلى جوار السفينة ‏الراسية قبالة سواحل الصليف بمحافظة الحديدة (غرب)، ‏يصعدون اليها على سلّم أبيض حديديّ. خلال الزيارة، ‏يلتقطون صوراً تذكارية. يؤدي آخرون رقصة البرع اليمني ‏التراثية على وقع أغانٍ حوثية حاملين الخناجر التقليدية، تحت ‏أشعّة شمس ساطعة‎.‎

 

واجتاز محمد البيضاني حوالى 400 كيلومتر من محافظة ‏البيضاء إلى محافظة الحديدة في رحلة تستغرق نحو ثماني ‏ساعات، فقط لزيارة السفينة‎.‎

 

ويقول إن السفينة تشكّل مصدر “عزّ وفخر للشعب اليمني‎”.‎

 

وتكلّف الرحلة من صنعاء إلى الحديدة في حافلات النقل العام ‏سبعة آلاف ريال يمني (13,2 دولارًا). أما من البيضاء إلى ‏الحديدة فالنقل المشترك غير متوفر لذلك يلجأ السكان إلى ‏سيارات كبيرة لأنّ الطريق وعر، تؤمن رحلات مرّتين في ‏الأسبوع مقابل 12 ألف ريال يمني (22,6 دولارا).‏

 

لم يرَ الزوّار الذين التقتهم وكالة “فرانس برس” على السفينة، ‏أفراد طاقمها البالغ عددهم نحو 25، وهم من جنسيات مختلفة ‏بينها الأوكرانية والبلغارية والفيليبينية، ولا يزال مصيرهم ‏مجهولًا. بعد أيام من خطف السفينة، أظهر فيديو نشره ‏الحوثيون مجموعة أشخاص قُدّموا على أنهم طاقم السفينة، ‏يستمعون إلى قائد القوات البحرية التابعة للحوثيين اللواء محمد ‏فضل عبدالنبي، يرحّب بهم في اليمن‎.‎

 

ولمحاولة ردع الحوثيين، شنّت القوّات الأميركيّة والبريطانيّة ‏في 12 و22 كانون الثاني (يناير) ضربات مشتركة على ‏مواقع عسكرية تابعة لهم في اليمن. كما نفّذ الجيش الأميركي ‏ضربات على صواريخ قال إنها كانت معدّة للإطلاق في اتجاه ‏سفن في خليج عدن أو في البحر الأحمر‎.‎

 

ويؤكد أبو عماد، وهو مقاتل في صفوف المتمردين، أن ‏‏”الأميركيين سيرون أكثر من ذلك بكثير‎”.‎

 

ويهدّد الحوثيون باستمرار أن هجماتهم ستتواصل حتى انتهاء ‏الحرب وفكّ الحصار عن غزة‎.‎

 

‎”‎وجهة سياحية”‏

رفعت على السفينة أعلام يمنية وفلسطينية، كما عُلّقت على ‏متنها لافتات تحمل شعارات مناهضة للولايات المتحدة ‏وإسرائيل‎.‎

 

وقال عضو المكتب السياسي للحوثيين حزام الأسد إن “تقاطر ‏أبناء الشعب اليمني إلى هذه السفينة التي تُعد اليوم وجهة ‏سياحية دليل على أن الشعب اليمني أصبح بما يمتلكه من ‏وعي وإدراك، متلهفًا لملاقاة العدو لمواجهته”‏‎.‎

 

وتُنظّم الزيارات إلى السفينة طوال أيام الأسبوع ما عدا السبت ‏والثلثاء، من الساعة الثامنة إلى الحادية عشرة صباحا ومن ‏الساعة الثانية بعد الظهر حتى السادسة مساءً‎.‎

 

بعد أن أمضى زبير ومحمد وآخرون كانوا معهم، ساعةً على ‏متن السفنية، غادروا في القوارب نفسها. في الطريق، كانوا ‏يهتفون “الله وأكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة ‏على اليهود، النصر للإسلام، لبيك يا أقصى”.