مواصفات الزوجة الصالحة التقية ” جزء 3″

الدكروري يكتب مواصفات الزوجة الصالحة التقية ” جزء 3″بقلم / محمـــد الدكـــرورى

مواصفات الزوجة الصالحة التقية ” جزء 3″

ونكمل الجزء الثالث مع مواصفات الزوجة الصالحة التقية، والإكثار من النوافل، مثل الصيام، والصلاة، والزكاة، وغيرها والإكثار من ذكر الله تعالى بالقلب واللسان واتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم وعدم تقديم قول أي أحد على قول الله تعالى، وقول النبي صلى الله عليه وسلم ومجالسة النساء الصالحات وتذكر الموت في جميع الأوقات، وأخذ العظة منه والافتخار بشرائع الدين الإسلامي الحنيف، وإن خالفت الهوى وحفظ النفس والزوج وتتصف الزوجة الصالحة بأنها تحفظ نفسها من مختلف الفتن الظاهرة والباطنة، وتبعد نفسها عن الانسياق وراء الشهوات والأمور المُحرمة، وتحفظ زوجها في نفسه وفي عرضه، كما أن المرأة الصالحة تجاهد نفسها وتصبر على الحياة الزوجية وما تتطلبه من أمور متعددة.

وبذلك فإن هذا يؤدي إلى تحقيق السعادة والاستقرار بين الزوجين وحفظ مال الزوج ويعد المال حملا ثقيلا على كتف كل مسلم، لذلك فإن الزوجة الصالحة هي التي تحفظ أموال زوجها، ويكون حفظه بعدم تبذيره، فلا داعي للإسراف المفرط، بل لا بد من أن تتحمل الزوجة مسؤولية بيتها وذلك لأنها مسؤولة ومحاسبة أمام الله سبحانه وتعالى عن ذلك والاهتمام بتربية الأبناء فتهتم الزوجة الصالحة بأبنائها، حيث تعتبر تربية الأبناء والحفاظ عليهم من أهم الصفات التي يجب أن تتحلى بها المرأة، وذلك لأن ثمار التربية تنعكس على المجتمع، ولا تقتصر التربية على بناء جسم الطفل، وإنما تشمل التنشئة الصالحة، ويجب أن تكون التربية على الدين الإسلامي، وعلى الأخلاق الحسنة، والسلوك القويم.

وعلى ضرورة الالتزام بشعائر الإسلام، مثل إقامة الصلاة على أوقاتها، وبذلك يكون الابن الصالح سندا لوالديه يوم القيامة، وسببا في دخولهما الجنة وهناك صفات أخرى للزوجة الصالحة وهى ان تمتلك المرأة الصالحة العديد من الصفات الأخرى التي تميزها عن غيرها، ومنها ان المرأة الصالحة صاحبة رأي صائب ومشورة صادقة وناصرة لدين الله من خلال التضحية بالأهل والوطن وسباقة لصنع المعروف وعفيفة وطاهرة وصاحبة حق، ولا تخشى في الله لومة لائم وزاهدة في دنياها وصابرة على مصائب الحياة ومتاعبها ومحترمة لزوجها ووفية لزوجها حتى بعد وفاته وحريصة على تعلم العلوم الشرعية، والزوجة الفاضلة تشعر زوجها طوال الوقت برجولته، وتنمي فيه روح الشهامة والمروءة، والصدق والأمانة، بالتعزيز الإيجابي لسلوكياته.

الزوجة الفاضلة تتكيف مع أوضاع زوجها الراهنة، وتجود عليه بالعاطفة الصادقة، وتغمره بالحب الدافئ، وتتغاضى عن مساوئه الصغيرة وتتغافل عنها، فالزوجة الفاضلة تسعى لتطوير ذاتها وتنمية قدراتها، وإن لم تكن متعلمة مثقفة، فهي طموح تساهم في ترقية طموح زوجها، لتجعل منه نجما ساطعا في مجاله، وقدوة في واقع الناس، وإن الطريق إلى الزوجة الصالحة يحتاج إلي الدعاء، وهذه الوسيلة نافعة في كل الأحوال للمقبلين على الزواج، وللذين سبق لهم الزواج، فالمقبلون يسألون الله تعالى أن يرزقهم الزوجة الصالحة التي تعينهم على أمر دينهم ودنياهم، والسابقون يسألون الله تعالى أن يصلح لهم أزواجهم، فالدعاء نافع مما نزل ومما لم ينزل، أما نفعه مما نزل فدعاء زكريا ربه، كما قال تعالي في سورة الأنبياء.

” وزكريا إذ نادي ربه رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين، فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه” فبسبب دعائه وهبه الله تعالي يحيى وأصلح له زوجه بأن جعلها ولودا بعد العقر حسنة الخَلق والخُلق، وأما نفعه مما لم ينزل، فقد قال تعالى وهو يصف عباده الصالحين كما جاء في سورة البقرة ” ومنهم من يقول ربنا آتنا فى الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار” وقال علي بن أبي طالب “في الدنيا حسنة، امرأة صالحة، وفي الآخرة حسنة هي الجنة” وذلك في تفسير البغوي، وعموما فإن الله تعالى يقول في سورة غافر ” وقال ربكم ادعوني أستجب لكم” وقال رسول الله عليه الصلاة والسلام “الدعاء هو العبادة” رواه أحمد، وإن الزوجة الفاضلة تدعو الله صباح مساء أن يرزقها حب زوجها، وأن يحببه فيها.