#الصين تعزز نفوذها في سوق الغاز الطبيعي العالمي
لقد حققت شركات الغاز الصينية استفادة كبيرة من تنوع مصادر إمداداتها ومرونة أنظمة توليد الطاقة لديها، مما يُمكنها من الاضطلاع بدور الموردين العالميين للغاز الطبيعي المسال.
وأوضح وانغ هايان، نائب المدير العام للذراع التجارية في بتروتشاينا ، وهي أكبر منتج للغاز في الصين، أن الشركة تسعى للحصول على حصص في مشروعات التنقيب والإنتاج المتعلقة بتصدير الغاز الطبيعي المسال، بالإضافة إلى إبرام اتفاقيات شراء مرنة. تهدف هذه الخطوات إلى دعم تحول الشركة من مُشترٍ رئيسي في الأسواق العالمية إلى مُتداول نشط وكبير، بحسب الشرق بلومبرج الخميس 22 مايو 2025.
أصول الغاز المسال
كشف وانغ خلال فعاليات المؤتمر العالمي للغاز في بكين عن تطلعات بتروتشاينا لتعزيز محفظتها من أصول الغاز المسال لتصل إلى 35 مليون طن بحلول عام 2030. يشكل هذا الرقم قفزة بنسبة 75% مقارنةً بالمستويات الحالية.
يمثل التطور تحولاً جذرياً في أدوار السوق بالنسبة للصين. ففي الماضي، كانت آسيا هي التي تُحدد الطلب والأسعار، بينما كانت الدول الأوروبية بمثابة صمام أمان يستوعب الفائض في المعروض. لكن هذا المشهد تغير بشكل كبير بعد التراجع الكبير في تدفقات الغاز الروسي عبر الأنابيب إثر الغزو الأوكراني.
الإنتاج المحلي يعزز الدور الجديد للصين
أشارت تشو يانيان، المديرة العامة لمركز التداول والسلع في وحدة تابعة لـ سينوك ، أكبر مستورد للغاز المسال في الصين، إلى أن الصين قد أصبحت المُوازن الجديد للسوق، الدور الذي اعتادت أوروبا القيام به. وأرجعت تشو ذلك إلى وفرة الإمدادات الصينية من مصادر متعددة.
كمثال على ذلك، قامت الصين خلال الربع الأول بتخفيض وارداتها من الغاز المسال بنحو 20%، حيث قامت بإعادة توجيه الشحنات إلى أوروبا، مستفيدةً من ارتفاع أسعار الغاز هناك. وقد عوضت الصين حوالي 75% من هذا النقص من خلال زيادة إنتاجها المحلي ووارداتها عبر خطوط الأنابيب.
الدافع الاقتصادي وراء التحول
علاوة على ذلك، عززت الصين من توليد الطاقة النظيفة من خلال تركيب أعداد قياسية من توربينات الرياح وألواح الطاقة الشمسية. وقد منح هذا الإجراء محطات الطاقة التي تعمل بالغاز مرونة أكبر في خفض توليد الطاقة، وفقاً لتشو. ومع ذلك، لا تزال القطاعات الأخرى الرئيسية التي تعتمد على الغاز، مثل المصانع ووسائل النقل والتدفئة، أقل مرونة في الاستجابة للتغيرات.
يُعد السعي لتحقيق الأرباح أحد الدوافع الرئيسية وراء هذا التحول في دور الصين. ففي بعض الأحيان، قد لا يكون استيراد شحنات الغاز المسال للاستهلاك المحلي خياراً مجدياً اقتصادياً، خاصةً عندما يمكن إعادة بيع هذه الشحنات في الخارج بأسعار أعلى.