بيرو تطلق مشروع قطار يربط آسيا بأمريكا الجنوبية
تستعد بيرو لعقد اجتماع رفيع المستوى مع حكومتي الصين والبرازيل لدفع مشروع طموح يهدف إلى إنشاء خط سكك حديدية يربط بين المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ، مرورًا بالميناء الاستراتيجي الجديد في تشانكاي، الذي تشرف على بنائه شركة كوسكو شيبينج الصينية الحكومية، وفقًا لـ CNN ، الثلاثاء 27 مايو 2025.
وأوضحت وزارة الاقتصاد، في بيان رسمي، أن وزير الاقتصاد البيروفي، راؤول بيريز رييس، التقى بالسفير الصيني لدى بيرو، سونج يانج، بحضور وزير النقل البيروفي، سيزار ساندوفال، بالإضافة إلى وفد من المسؤولين ورجال الأعمال الصينيين، لمناقشة فرص التعاون في هذا المشروع الحيوي.
بيرو تطلق مشروع قطار يربط آسيا بأمريكا الجنوبية
أشار البيان إلى أن الاجتماع أكد ضرورة تنظيم لقاء ثلاثي يضم الصين والبرازيل وبيرو، لاستكشاف إمكانية انضمام البرازيل إلى هذه المبادرة باعتبارها شريكًا رئيسًا في مشروع ضخم يعيد تشكيل التكامل الإقليمي في أمريكا الجنوبية .
يُعد مشروع القطار العابر للمحيطين ذا أهمية استراتيجية كبرى، إذ يسعى لربط البرازيل، أكبر اقتصاد في أمريكا الجنوبية والمطل على المحيط الأطلسي، بميناء تشانكاي على الساحل البيروفي المطل على المحيط الهادئ.
هذا الربط سيوفر مسارًا تجاريًا جديدًا للصادرات البرازيلية إلى آسيا، وخصوصاً إلى السوق الصينية الضخمة، متجنبًا المسارات البحرية الطويلة عبر قناة بنما.
مشروع القطار العابر للمحيطين
يتوافق المشروع مع التوسع الاستثماري الصيني في البنية التحتية بأمريكا اللاتينية، ضمن مبادرة الحزام والطريق التي تهدف إلى توسيع النفوذ التجاري واللوجستي الصيني عالمياً.
ميناء تشانكاي، الذي تبنيه شركة كوسكو شيبينج ، يعد من أكبر مشاريع البنية التحتية في بيرو خلال السنوات الأخيرة، ومن المتوقع أن يتحول إلى مركز إقليمي للنقل البحري والتجارة. وتؤكد السلطات في بيرو أن الميناء سيقلل من زمن وتكلفة نقل البضائع البيروفية والبرازيلية إلى الأسواق الآسيوية، مما يجعل بيرو بوابة استراتيجية بين المحيطين.
وقدرت تقارير سابقة تكلفة المشروع بأكثر من 10 مليارات دولار، ويُجرى حالياً إعداد دراسات الجدوى والتخطيط لمسار السكك الحديدية، بالتعاون مع خبراء من الدول الثلاث المعنية.
فرصة تاريخية
رغم الطموحات الكبيرة، يواجه المشروع تحديات عدة منها التمويل، وبناء البنية التحتية عبر المناطق الوعرة في غابات الأمازون، إلى جانب المخاوف البيئية المتعلقة بتأثير المشروع على التنوع البيولوجي في الغابات.
ومع ذلك، ترى بيرو في هذا المشروع فرصة تاريخية لتعزيز موقعها الجيوسياسي، وجذب استثمارات أجنبية إضافية، إلى جانب دعم النمو الاقتصادي وخلق آلاف فرص العمل في مجالات النقل واللوجستيات والتجارة.