حظر الحجاب للأطفال.. اقتراح يشعل معركة سياسية في #فرنسا
لقد أثار غابرييل أتال، رئيس حزب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عاصفة من الانتقادات السياسية بعد اقتراحه فرض حظر على ارتداء الفتيات دون سن 15 عامًا للحجاب في الأماكن العامة، ضمن سلسلة من التصريحات التي وصفها مراقبون بأنها محاولة لـ استعراض الحزم في قضايا تتعلق بسلطة الدولة والعلمنة.
ووفقًا لصحيفة لوموند الفرنسية، الاثنين 26 مايو 2025، جاءت تصريحات أتال في 20 مايو، قبيل اجتماع لمجلس الدفاع الوطني لمناقشة تقرير عن جماعة الإخوان المسلمين والإسلام السياسي في فرنسا، حيث دعا كذلك إلى إنشاء جنحة الإكراه على ارتداء الحجاب ، لمعاقبة أولياء الأمور الذين يُجبرون بناتهم على ارتدائه.
اعتراضات شديدة
رغم أن المقترح حظي بدعم ضمني من أقصى اليمين، إلا أنه واجه اعتراضات شديدة من اليسار واليمين المعتدل وحتى من داخل معسكر ماكرون نفسه.
وأعربت رئيسة الوزراء السابقة ووزيرة التعليم الحالية، إليزابيث بورن، عن شكوك عميقة حيال دستورية وجدوى المقترح، قائلة في مقابلة مع قناة BFM-TV: هل يمكن أن نتخيل فعلاً شرطة تقوم بإيقاف وتغريم فتيات صغيرات؟ ورغم إقرارها بوجود تهديدات جدية، إلا أنها شددت على ضرورة تقديم إجراءات صارمة، دستورية، وقابلة للتطبيق .
التوتر المتزايد في المشهد السياسي الفرنسي
أما مارك فيزنو، نائب رئيس حزب مودم الحليف لماكرون، فاتهم أطرافًا في الائتلاف الحاكم باعتماد خطاب وأفكار ومقترحات اليمين، بل وحتى اليمين المتطرف ، وذكّر بأن المشروع السياسي الذي أُطلق عام 2017 كان قائمًا على الاعتدال والوحدة والمصالحة .
ويعكس الجدل التوتر المتزايد في المشهد السياسي الفرنسي، حيث تتصاعد الضغوط على حكومة ماكرون لتبني مواقف أكثر صرامة بشأن الهجرة والهوية، في وقت تتزايد فيه المنافسة مع اليمين المتطرف قبيل الانتخابات الأوروبية والمحلية المقبلة.