التصوف بين الحقيقة والادعاء.. عودة إلى جوهر النور
كتب احمد اللبداني
التصوف بين الحقيقة والادعاء.. عودة إلى جوهر النور
في زمنٍ اختلط فيه الحق بالباطل، وتشابهت السبل على كثير من الناس، برز مدّعو التصوف كالأشواك بين أزهار الطريق، يبيعون للعامة الوهم في أثواب الزهد، ويتخذون من جهل الناس وسيلة لتحقيق مآربهم.
إنهم ليسوا من التصوف في شيء، فالتصوف الحق هو طهارة القلب قبل طهارة المظهر، وهو السير إلى الله بنور العقل وصفاء الروح، لا بالخرافات التي تسوق الجاهلين إلى التبعية العمياء.
أولئك المدّعون جعلوا من الدين تجارة، ومن الجهل حصنًا يحمي باطلهم، يزينون القول بزخارف الكلام، لكن قلوبهم خاوية من نور الحقيقة، وأفعالهم تشهد على نفاقهم.
ما أحوجنا اليوم إلى العودة إلى الجذور، إلى كتب الصادقين من أهل التصوف الذين عرفوا الله فعرفهم، وساروا بين الناس كأطباءٍ للقلوب لا كباعةٍ للأوهام. فالتصوف الحق هو أن تُخرج الناس إلى النور، لا أن تُبقيهم في ظلمات الجهل.
اللهم اكشف الغشاوة عن القلوب، وأرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه، واهدِ من ضل عن الطريق بجهل إلى سبيلك المستقيم.
سيخبو تصوف الخرافة، ويعلو تصوف العلماء، وسيهيئ الله له من الأسباب ما يعرفه الناس به حق المعرفة.
فإن ظهور التصوف الحقيقي بين المسلمين سيكون أكبر ضربة للتطرف، إذ سيفاضل المسلم حينها بين مشروعين: مشروع التشدد ومشروع الاعتدال.
ولا نحكم على أحد ولا نظلم أحدًا، فلكلٍ حاله، ولكن يبقى التصوف الحق في شرع الله ونهج رسول الله ﷺ.