#الصحفيون والذكاء الاصطناعي.. انتفاضة داخل غرف الأخبار
لقد حدث في ظل التحولات الجذرية التي يشهدها قطاع الإعلام بسبب تطورات الذكاء الاصطناعي، تمكّن صحفيون أمريكيون من تحقيق خطوات متقدمة في الدفاع عن حقوقهم المهنية، عبر التفاوض الجماعي وضغط النقابات من أجل فرض ضوابط على استخدام الذكاء الاصطناعي في غرف الأخبار.
بحسب تقرير نشره الاتحاد الدولي للصحفيين (IFJ) الثلاثاء 27 مايو 2025، فإن أعضاء نقابة NewsGuild-CWA في عدة مؤسسات إعلامية أمريكية، من بينها وكالة أسوشيتد برس وصحيفة شيكاغو صن تايمز ، نجحوا في إدراج بنود قانونية قوية ضمن اتفاقياتهم الجماعية، تحميهم من الاستخدام غير المنضبط للتقنيات الذكية، التي تدفع بها جهات العمل لتحقيق وفورات اقتصادية على حساب جودة المحتوى ووظائف الصحفيين.
بنود ملزمة لحماية الصحفيين
واحدة من أبرز المكاسب التي أشار إليها التقرير هي البنود التي تلزم أرباب العمل بإخطار النقابات مسبقًا قبل اعتماد أي أدوات تعتمد على الذكاء الاصطناعي، وخاصة في المهام التحريرية مثل كتابة الأخبار أو تعديلها أو صياغة العناوين. كما تمنح هذه الاتفاقيات للصحفيين حق الاعتراض والمشاركة في صياغة السياسات الخاصة باستخدام هذه الأدوات.
في وكالة أسوشيتد برس ، حصل الصحفيون على اتفاقية تلزم الإدارة بإجراء نقاشات مفتوحة قبل تنفيذ أي مشاريع تتعلق بالذكاء الاصطناعي. كذلك، في صحيفة شيكاغو صن تايمز ، فرضت النقابة قيودًا على استخدام المحتوى الذي يتم إنتاجه آليًا، مع ضمان أن العمل الإنساني يبقى محور العمل الصحفي.
رفض للاستبدال ودعوة للمسؤولية
نقابات الصحفيين أوضحت أنها لا ترفض الذكاء الاصطناعي من حيث المبدأ، بل تسعى لاستخدامه بشكل مسؤول، بحيث يبقى مساعدًا للصحفي وليس بديلًا عنه. كما شددت على أهمية الحفاظ على أخلاقيات المهنة وجودة العمل، في وقت تتجه فيه بعض المؤسسات الإعلامية إلى تقليص القوى العاملة البشرية لصالح حلول آلية أقل تكلفة.
وقال ممثلو النقابات إن التكنولوجيا يمكن أن تكون مفيدة في تحسين أدوات العمل، لكنها لا تستطيع أن تحل محل التفكير النقدي، والتحليل، وفهم السياق، وهي مقومات أساسية في العمل الصحفي لا يمكن محاكاتها رقميًا.
نموذج يحتذى به عالميًا
يشير الاتحاد الدولي للصحفيين إلى أن ما تحقق في الولايات المتحدة يمثل مثالًا يمكن أن يحتذي به الصحفيون في دول أخرى، خصوصًا مع الانتشار المتزايد لاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في المؤسسات الإعلامية حول العالم دون رقابة أو تشريعات واضحة.
ودعا الاتحاد إلى ضرورة إدراج موضوع الذكاء الاصطناعي ضمن الأولويات التفاوضية للنقابات الصحفية، والضغط من أجل تنظيم قانوني يحمي الصحفيين من فقدان وظائفهم، ويضمن استخدامًا أخلاقيًا وعادلاً لهذه التكنولوجيا.
مستقبل الصحافة في عصر الذكاء الاصطناعي
وسط مخاوف متزايدة من أن يتحول الذكاء الاصطناعي إلى أداة لاستبدال الكفاءات البشرية، أكد الصحفيون الأمريكيون أن تنظيم العلاقة بين الإنسان والتكنولوجيا داخل غرف التحرير هو السبيل الوحيد لضمان مستقبل مهني مستدام، يحافظ على مكانة الصحفي ودوره الحيوي في المجتمع.