إنما نشكو بثنا وحزننا إلى الله.

إنما نشكو بثنا وحزننا إلى الله.

بقلم / محموددرويش 

إنما نشكو بثنا وحزننا إلى الله.

كم آلمني جلد الطفل السوري فواز 6 سنوات من قبل خاطفيه عبر الفيديو المتداول ، وحينما قرأت عنه أكثر صُدمت؛ لأنني علمت أنه مُختطف مُنذ 3 أشهُر ، وطيلة هذه الشهور لم نسمع به ولم ندري عنه شيء، لأن قلب الإنسان هذه الأيام هو الرأي العام – هنا نقطة عميقة – استوقفني الفيديو وهو يقول : “ميشان الله لا تضربوني”، شعرت شعورًا غريبًا وهو عن طبيعة القاعدة الغرائزية التي ينطلق مِنها هؤلاء ، يودون مال مُقابل اختطاف طفل وضربه بهذا الشَكل ، ماذا تبقى للحيوانات أن تفعل…..؟!

إن الحيوانات تسير على منوالها غير المؤذي للأخر بمُمارستها لغرائزها ، ودومًا ما نستجمع قوانا العقلية لأن نقول ذلك حيوان بلا عقل ، لكننا تناسينا مَسألة القلب وجدل النشأة والأخلاق !!

إن الإنسان قد كرمه الله وأعطاه أخلاقًا يتمتع بها، إن فقدها فقد آدميته وأصبح أحط قدرًا من الحيوان ، بل إنما يمنح عقله التفكير في ذروة الخس واللؤم.

وعلى السياق الأخر هُناك في المغرب ، بقدر حزني على ما جرى مع الطفل ريان ، بقدر ما تمنيت لو أن تتكرر أحداث مُماثلة ، ليس حبًا في موت أحد – لا سمح الله – بل حتى يستيقظ ضمير الإنسان العربي بشكل أكبر ، فالإنسانية في سكونها تفقد قيمتها ، وحينما تتفعل ، تلتهب المَشاعر ، ويستدرك العمق الباطني ، ليعود الإنسان إلى سجيته الأولى، ليُعيد الإختبار لآدميته التي قسوت بفعل السياسة والدجل والإستبداد بل وقلة الحيلة الناشئة من سوء الإدارة ..

أسأل الله أن يَرُد الطفلان ردًا جميلًا ، وأن يُعيدهما بلهفة حنين لأهلهُما ، إنما نشكو بثنا وحزننا إلى الله.