لماذا حققت البورصة المصرية مكاسب تاريخية؟ خبير يجيب
لقد سجلت البورصة المصرية لليوم الثاني على التوالي إغلاقًا تاريخيًا لمؤشرها الرئيسي EGX30 ، بارتفاع نسبته 0.17% ليصل إلى 34,129 نقطة، مقارنة بـ29,741 نقطة بنهاية ديسمبر 2024، محققًا نموًا إجماليًا قدره 14.8%.
و أكد أحمد عزام، محلل أسواق المال، أن جلسة الغد ستكون حاسمة لتأكيد قدرة المؤشر على الثبات أعلى مستوى 34,000 نقطة، للمرة الثالثة على التوالي، وهو ما يعزز من احتمالية الدخول في موجة صعود جديدة إذا نجح في تجاوز مقاومة 34,500 نقطة.
السيولة المؤسسية ونتائج الأعمال تدفعان السوق
أوضح عزام أن الزخم في السوق مدفوع بدخول موسم نتائج أعمال الشركات، لا سيما في قطاعات العقارات والصناعات التحويلية، والتي أظهرت أداءً إيجابيًا خلال الجلستين الماضيتين.
وأشار إلى أن المؤسسات المحلية ضخت سيولة قوية في السوق، حيث ارتفعت نسب تداولها إلى أكثر من 8% من إجمالي التداولات مقابل نحو 5% في الفترات السابقة، وهو ما يعكس ثقة المؤسسات في استقرار السوق واستشرافها لنمو أرباح الشركات.
تحسن قطاع الغاز والصناعات يدعم المؤشر
لفت عزام إلى أن تحسن أداء قطاعات مثل الأسمدة والمواد الأساسية جاء مدفوعًا بعودة إمدادات الغاز بكفاءة، ما شجع المستثمرين على إعادة تقييم أسهم تلك القطاعات، وزاد من شهية المخاطرة.
وأضاف أن التوسع الصناعي في قطاعات مثل قطع غيار السيارات يمثل أحد المؤشرات الإيجابية التي قد تدعم التصنيع المحلي وتنعكس على أداء الأسهم الصناعية في الأجل المتوسط.
وتطرق عزام إلى أثر التوترات الجيوسياسية في النصف الأول من 2025، قائلاً إن تحسن الأوضاع الإقليمية مؤخرًا، خاصة في غزة وسوريا وإيران، ساهم في استعادة السوق المصري زخمه، وفتح الباب أمام استئناف نشاط الاستحواذات وصفقات الاستثمار الأجنبي المباشر.
تحليل مؤشرات التداول اليوم
يؤكد أحمد عزام، محلل أسواق المال ، أن صعود المؤشر الرئيسي EGX30 وتجاوزه حاجز 34,000 نقطة للمرة الثانية خلال يوليو، يُعد مؤشرًا فنيًا مهمًا على دخول السوق في مرحلة consolidation bullish breakout، أي موجة صعود بعد مرحلة تجميع.
وأوضح عزام، أن المؤشر سجل اليوم قمة جديدة عند 34,129 نقطة، وهي أعلى نقطة إغلاق تاريخية، مما يفتح المجال تقنيًا نحو مستوى مقاومة أول عند 34,500 نقطة، ثم مقاومة ثانية عند 35,300 نقطة حال استمر الزخم.
تحليل فني.. مؤشرات السيولة والـ RSI تدعم الصعود
أشار عزام إلى أن مؤشر القوة النسبية RSI لـ EGX30 لا يزال يتحرك في نطاق آمن دون الدخول في منطقة التشبع الشرائي (أقل من 70 نقطة)، ما يعني أن الصعود الحالي ليس مضاربيًا بحتًا، بل يُعزى إلى دخول سيولة حقيقية وشراء مؤسسي.
كذلك أظهر مؤشر MACD تقاطعًا إيجابيًا خلال الأسبوع الماضي، وهو ما يُعد إشارة لاستمرار الاتجاه الصاعد، خاصة مع زيادة أحجام التداول اليومية بما يفوق متوسطات الـ20 و50 يومًا.
EGX70 وEGX100.. لماذا تراجعت المؤشرات الصغيرة؟
وعن تراجع مؤشري EGX70 وEGX100 بنسبة 0.43% و0.44% على التوالي، رغم صعود السوق الرئيسي، أرجع عزام ذلك إلى عمليات جني أرباح انتقائية على الأسهم الصغيرة والمتوسطة، والتي شهدت ارتفاعات قوية خلال الشهر الماضي، مدفوعة بمضاربات فردية.
وأوضح أن بعض المستثمرين فضلوا تبديل المراكز الشرائية نحو أسهم المؤشر الثلاثيني الأكثر استقرارًا وربحية، خصوصًا بعد ظهور نتائج أعمال قوية لأسهم مثل السويدي إليكتريك و مدينة نصر للإسكان و حديد عز .
قراءة في سلوك المستثمرين: المؤسسات المصرية تقود الصعود
أوضح الخبير، أن سلوك التداولات يُظهر عودة الثقة للمؤسسات المحلية، والتي سجلت صافي شراء بأكثر من 255 مليون جنيه، وهو ما يشير إلى اقتناعها بوجود فرص استثمارية في الأسهم المصرية بعد استقرار السياسة النقدية وانخفاض معدلات التضخم الشهرية.
في المقابل، يتجه المستثمر الأجنبي والعربي إلى البيع بجني أرباح مرحلي، وهي حركة معتادة في ظل الترقب لتثبيت سعر الفائدة عالميًا ومحليًا.
التوقعات: أين تتجه السوق؟
اختتم خبير أسواق المال، تحليله بالتأكيد على أن البورصة قد تدخل في مرحلة اختراق صاعد إذا تجاوز EGX30 مستوى 34,500 نقطة بثبات لمدة ثلاث جلسات، مشيرًا إلى أن كسر هذا المستوى سيدفع المستثمرين للدخول بكثافة، مع مستهدفات قصيرة الأجل قد تصل إلى 35,700 ثم 36,200 نقطة .
لكنه حذر في الوقت نفسه من إمكانية حدوث تصحيحات فنية سريعة إذا فشل المؤشر في الثبات أعلى 34 ألف نقطة، خاصة في ظل استمرار الضغط البيعي على الأسهم الصغيرة.