المرحلة الرابعة من تسليم السلاح الفلسطيني في لبنان: 8 شاحنات من عين الحلوة والبداوي في عهدة الجيش

المرحلة الرابعة من تسليم السلاح الفلسطيني في لبنان: 8 شاحنات من عين الحلوة والبداوي في عهدة الجيش

استكملت، اليوم السبت 13 أيلول/سبتمبر 2025، المرحلة الرابعة من خطة تسليم السلاح الفلسطيني من المخيمات إلى الجيش اللبناني.

 

وجاءت هذه الخطوة استمرارًا للعملية التي أطلقت في آب/أغسطس الماضي بهدف حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، وذلك في إطار التفاهمات المشتركة بين القيادتين اللبنانية والفلسطينية.

 

تفاصيل عملية التسليم اليوم أعلن مدير العلاقات العامة والإعلام في قوات الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان عبد الهادي الأسدي، في بيان أن “منظمة التحرير الفلسطينية سلّمت خمس شاحنات من مخيم عين الحلوة شرقي صيدا، وثلاث شاحنات من مخيم البداوي شمال طرابلس”.

 

وأوضح البيان أن الشاحنات المحمّلة بمختلف أنواع الأسلحة والذخائر سُلّمت مباشرة إلى الجيش اللبناني، حيث تولّت الوحدات المختصة معاينتها والتصرف بها وفق الأصول العسكرية.

 

وأكد أن هذه الخطوة تأتي تنفيذًا للبيان المشترك الذي صدر عقب زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى بيروت في أيار/مايو، وما تبعها من اجتماعات للجنة اللبنانية الفلسطينية المشتركة المكلّفة بملف المخيمات.

 

وأشار الأسدي إلى أن العملية تعكس حرص منظمة التحرير الفلسطينية على تعزيز الأمن والاستقرار، وإبراز عمق الشراكة اللبنانية الفلسطينية، مشددًا على أن الهدف هو صون العلاقات الأخوية وتخفيف حدة التوتر داخل المخيمات.

 

بيان الجيش اللبناني من جهته، أعلن الجيش اللبناني أنه تسلّم ثماني شاحنات محملة بالأسلحة والذخائر من مخيمي عين الحلوة والبداوي. وأوضح في بيانه أن الوحدات العسكرية المختصة تسلمت الحمولة لإجراء الفحوص اللازمة عليها.

 

واعتبر الجيش أن ما جرى اليوم يأتي استكمالًا لعملية تسلُّم السلاح من المخيمات الفلسطينية.

 

لبنان: تواصل مع مختلف الفصائل الفلسطينية من جهتها، أعلنت لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني التابعة لرئاسة الوزراء في لبنان والتي تتابع عملية تسلّم الأسلحة في بيان أنها تواصل “لقاءاتها مع مختلف الفصائل الفلسطينية، بما فيها حركة حماس والجهاد الاسلامي، في إطار متابعة أوضاع المخيمات والتأكيد على التوجه الثابت للدولة اللبنانية ببسط سيادتها على كامل أراضيها”.

 

ثلاث دفعات سابقة بدأت عملية تسليم السلاح الفلسطيني في 21 آب/أغسطس الماضي، عندما سلّمت منظمة التحرير الفلسطينية أسلحة من مخيم برج البراجنة في الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث مثّلت تلك الخطوة الانطلاقة الرسمية للخطة المشتركة التي اتفق عليها الجانبان.

 

وفي 28 آب/أغسطس، نُفذت المرحلة الثانية مع تسليم السلاح من ثلاثة مخيمات في مدينة صور جنوب لبنان، وهي: الرشيدية، والبص، والبرج الشمالي.

 

في 29 آب/أغسطس، جرت المرحلة الثالثة وشملت مخيمات برج البراجنة ومار الياس وشاتيلا في بيروت، حيث تسلّم الجيش دفعات إضافية من الأسلحة والذخائر.

 

الخطة اللبنانية لحصر السلاح تستند عملية تسليم السلاح إلى قرار مجلس الوزراء اللبناني الصادر في 5 آب/أغسطس، والذي نص على حصر كل أشكال السلاح، بما في ذلك سلاح حزب الله، بيد الدولة اللبنانية.

 

تنص الخطة على نزع السلاح من المخيمات الفلسطينية ومن المنطقة الحدودية مع إسرائيل خلال فترة أقصاها ثلاثة أشهر، على أن تُسلَّم الأسلحة حصريًا إلى الجيش.

 

وقد رحّبت الحكومة اللبنانية خلال جلسة لمجلس الوزراء في 5 أيلول/سبتمبر بالخطة معتبرة أنها خطوة ضرورية لإعادة تثبيت سلطة الدولة وضبط الأمن.

 

تعقيدات وتحديات ورغم التقدّم في مراحل تسليم سلاح منظمة التحرير الفلسطينية، لا تزال فصائل أخرى مثل حركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي خارج هذا المسار، إذ لم تعلن عن تسليم أي دفعات. ويؤكد قادة تلك الفصائل أن قراراتهم مستقلة عن السلطة الفلسطينية.

 

واقع المخيمات الفلسطينية في لبنان يعيش في لبنان أكثر من 493 ألف لاجئ فلسطيني، نصفهم تقريبًا في 12 مخيمًا تعترف بها وكالة “أونروا”.

 

وتخضع هذه المخيمات لترتيبات أمنية خاصة تعود إلى اتفاق القاهرة عام 1969، حيث تتولى الفصائل الفلسطينية مسؤولية الأمن الداخلي، بينما يمتنع الجيش اللبناني عن دخولها ويكتفي بفرض طوق أمني حولها.

 

وتعكس عملية تسليم السلاح الجارية محاولة جدية لإعادة هيكلة هذا الواقع الأمني التاريخي، في وقت يعاني فيه اللاجئون من أوضاع معيشية صعبة ومنع قانوني من العمل في قطاعات أساسية.