الإغاثة الطبية: “إسرائيل” تقصف المقر الرئيس للجمعية في غزة وتخرجه عن الخدمة
لقد أعلنت “جمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية”، اليوم الأربعاء، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي استهدف بالقصف المباشر مقرها الرئيس الكائن في حي “تل الهوى” بمدينة غزة، في هجوم وصفته بـ”الإجرامي والمتعمد” ضد القطاع الصحي.
الإغاثة الطبية: “إسرائيل” تقصف المقر الرئيس للجمعية في غزة وتخرجه عن الخدمة
وأكدت الجمعية، في بيان صحفي، أن هذا القصف يندرج ضمن سياسة ممنهجة يسعى من خلالها الاحتلال إلى “تنفيذ الإبادة الطبية والصحية بحق جميع المرافق الطبية العاملة في مدينة غزة، وحرمان السكان مما تبقى لهم من مقومات الحياة والصمود”.
وأشارت الجمعية، إلى أن قوات الاحتلال كانت قد حاصرت المبنى منذ عدة أيام تمهيداً لقصفه والمباني المحيطة به، لافتةً إلى أن تدمير المقر أدى إلى خروج جميع مكاتبها في قطاع غزة عن الخدمة بعد استهدافها المتكرر خلال الحرب.
وشدد البيان، على أن الاعتداء يمثل “تعدياً صارخاً ومقصوداً على القوانين والمعاهدات الدولية، وفي مقدمتها اتفاقيات جنيف، التي تكفل الحماية للمرافق والطواقم الطبية”، داعياً إلى محاسبة الاحتلال على هذه الجرائم.
ورغم الدمار، أكدت جمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية أن هذا العدوان “لن يثني طواقمها والعاملين فيها عن مواصلة واجبهم الوطني ورسالتهم الإنسانية والطبية”، مشيرة إلى استمرار عملها عبر النقاط الميدانية والفرق الطبية المنتشرة في مختلف أنحاء القطاع، لتقديم الخدمات والإسناد لأبناء الشعب الفلسطيني في ظل ما يتعرضون له من “جريمة إبادة جماعية”.
وذكرت الجمعية أن المقر المستهدف سبق أن تعرض لقصف جزئي في كانون الأول/ديسمبر 2023 وسرقة جميع محتوياته، قبل أن تتم إعادة ترميمه في شباط/فبراير 2025 لضمان استمرار الخدمات الطبية.
ويُعد المبنى، الذي أنشئ عام 2018 ويتكون من خمسة طوابق، المركز الوحيد في قطاع غزة لعلاج ومتابعة الأمراض الطارئة والمزمنة، ويضم مختبراً حديثاً لفحص الجينات، وقسماً متخصصاً بخدمة وعلاج ذوي الإعاقة، إضافة إلى أقسام إدارية.
وختمت الجمعية بيانها بالتأكيد على أن استهداف المقر “يكشف بوضوح نية الاحتلال لمواصلة حربه ضد المدنيين والبنية الصحية في غزة”.
وترتكب “إسرائيل” منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 -بدعم أميركي أوروبي- إبادة جماعية في قطاع غزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا واعتقالا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة أكثر من 232 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين معظمهم أطفال، فضلا عن الدمار الشامل ومحو معظم مدن القطاع ومناطقه من على الخريطة.