تقرير: ماذا يعني الانفجار العسكري بين #تايلاند و #كمبوديا؟ فيديوهات
كتبت: صفاء الليثي
تقرير: ماذا يعني الانفجار العسكري بين #تايلاند و #كمبوديا؟ فيديوهات
دخلت الأزمة الحدودية بين تايلاند وكمبوديا مرحلة جديدة من التصعيد، بعد الغارات الجوية التي شنّتها القوات التايلاندية على مواقع كمبودية، في أخطر اشتباك مباشر بين البلدين منذ انهيار الهدنة التي رعتها واشنطن قبل أسابيع.
ورغم تضارب الروايات، إلا أن المؤشرات تؤكد أن المنطقة تتجه نحو نزاع مفتوح ما لم تتدخل أطراف دولية كبرى لإعادة ضبط المشهد.
أولاً: ما الذي أشعل الجولة الحالية؟
وفق الرواية التايلاندية، بدأ التصعيد عندما تعرض موقع حدودي لإطلاق نار كمبودي أدى إلى مقتل جندي تايلاندي.
لكن كمبوديا تقول إنها كانت “ترد على استفزازات متكررة” من الجيش التايلاندي.
غياب رواية مستقلة يزيد الضبابية، لكنه يكشف عن شيء أهم: التوتر كان ينتظر شرارة فقط.
المنطقة الحدودية بين البلدين ليست مجرد خط جغرافي، بل عقدة نزاع طويل حول أراضٍ استراتيجية وطرق تهريب ومعادن نادرة.
أي اشتعال عسكري هناك يتحول بسرعة إلى معركة نفوذ.
ثانيًا: لماذا استخدمت تايلاند القوة الجوية؟
قرار بانكوك باستخدام مقاتلات F-16 ليس خطوة عسكرية فقط؛ بل رسالة سياسية واضحة:
“لن نسمح بخلق قواعد اشتباك جديدة.”
تايلاند تحاول إعادة فرض خطوط حمراء بعد شعورها بأن كمبوديا تختبر قدرتها على الرد.
واستخدام الطيران في هذه المرحلة يعني أن تايلاند تريد إنهاء الجولة بسرعة قبل أن تتحول إلى حرب استنزاف برية.
ثالثًا: كيف سترد كمبوديا؟
كمبوديا لا تمتلك قوة جوية قادرة على موازنة تايلاند، لكنها تمتلك أوراقًا أخرى:
وحدات مدفعية ثقيلة قريبة من الحدود
ميليشيات محلية موالية للجيش
دعم سياسي غير مباشر من قوى آسيوية كالصين التي تربطها بها علاقات اقتصادية وعسكرية
الرد الكمبودي قد لا يكون مباشرًا من الجو، بل عبر ضرب نقاط حدودية حساسة لإظهار أن الغارات الجوية لم تُسقط قدرتها على الردع.
رابعًا: دور الولايات المتحدة… وغيابه
الهدنة السابقة وُقّعت بضغط أميركي، وكانت جزءًا من ترتيبات إقليمية تهدف لاحتواء النفوذ الصيني في جنوب شرق آسيا.
لكن واشنطن الآن منشغلة بملفات أخرى، ما جعل البلدين يملآن الفراغ بالحل العسكري.
غياب mediator حقيقي سمح للمعركة أن تشتعل بهذه السرعة.
خامسًا: السيناريوهات المحتملة
1. استمرار الضربات المتبادلة (الأرجح الآن)
كل طرف يريد تحسين موقعه قبل أي تفاوض.
توتر محدود لكن مستمر، مع سقوط خسائر إضافية.
2. تدخل خارجي يجمّد الصراع
إذا تحركت واشنطن أو بكين، قد تعود التهدئة فورًا.
3. انزلاق إلى مواجهة واسعة
وهو السيناريو الأخطر، لكنه مطروح إذا قررت كمبوديا الرد بقوة غير متوقعة، أو إذا نفذت تايلاند ضربات ثانية أعمق داخل الأراضي الكمبودية.
خلاصة تحليلية
ما يجري الآن ليس اشتباكًا حدوديًا عابرًا، بل مواجهة اختبار قوة بين دولتين تحكمهما ذاكرة نزاع طويلة.
الغارات التايلاندية محاولة لفرض قواعد جديدة، وردّ كمبوديا المحتمل سيُحدد إن كانت الأزمة ستتوقف هنا أم ستتحول إلى صراع إقليمي يهدد كل جنوب شرق آسيا.