الدكرورى يكتب عن بلال بن رباح الحبشي ” جزء 3″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
بلال بن رباح الحبشي ” جزء 3″
ونكمل الجزء الثالث مع بلال بن رباح الحبشي، وأنه ينادى له “الله أكبر الله أكبر” فأخبر عبد الله الرائي النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الرؤيا الحق فأمره عليه الصلاة والسلام أن يعلمه بلالا وقال إنه أندى منك صوتا، فنال بذلك هذه الوظيفة العظيمة بتعيين النبي صلى الله عليه وسلم ليكون المؤذن الأول في الإسلام والمقيم الأول لإمامة النبى صلى الله عليه وسلم فأكرم به من مؤذن وزد إكرما لذلك الإمام صلى الله عليه وسلم ولم يزل مؤذن النبى صلى الله عليه وسلم طول حياته حضرا وسفرا، ولا يزال قربه من النبى صلى الله صلى الله عليه وسلم يتنامى ومحبته له تتزايد حتى كان خازن النبى صلى الله عليه وسلم على بيت المال، وخطب النبى صلى الله عليه وسلم النساء يوم العيد بعد خطبته للرجال.
فقام متوكئا على بلال فحث النساء على الصدقة فجعلن يتصدقن يلقين من حليهن وأقرطتهن في ثوب بلال رضي الله عنه، ثم هو الذى يباشر بعد البذل والعطاء فعن أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم دخل على بلال وعنده صبرة من تمر فقال ” ما هذا يا بلال؟ قال شيء ادخرته لغد، فقال” أما تخشى أن ترى له غدا بخارا في نار جهنم يوم القيامة أنفق بلال ولا تخش من ذى العرش إقلالا ” ولقربه من النبى صلى الله عليه وسلم أخذ عنه الحديث جملة من الصحابة منهم أبو بكر وعمر وعلي وابن مسعود وابن عمر وغيرهم وجماعة من التابعين رضى الله عنهم أجمعين، وقد كان بلال رجلا آدما شديد الأدمة، نحيفا، طويلا، أجنأ به حدب، له شعر كثير، خفيف العارضين، به شمط كثير.
وكان لا يغير لون شيبته، وقد توفى بلال بن رباح دون أن يعقب، وقد حظي بلال بمنزلة رفيعة عند النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فقد روى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله لبلال عند صلاة الصبح قال “حدثنى بأرجى عمل عملته فى الإسلام فإنى قد سمعت الليلة خشفة نعليك بين يدى في الجنة” فقال بلال ما عملت عملا أرجى من أني لم أتطهر طهورا تاما فى ساعة من ليل ولا نهار، إلا صليت لربى ما كتب لى أن أصلى” وروى أنس بن مالك رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قوله ” السباق أربعة، أنا سابق العرب، وسلمان سابق الفرس، وبلال سابق الحبشة، وصهيب سابق الروم” وروى عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم ” سادة السودان لقمان والنجاشي وبلال ومهجع”
وقال سعد بن أبي وقاص ” كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة نفر، فقال المشركون اطرد هؤلاء عنك فلا يجترئون علينا، وكنت أنا وابن مسعود وبلال ورجل من هذيل وآخران، فأنزل الله تعالى ” ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشى يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شئ وما من حسابك عليهم من شئ فتطردهم فتكون من الظالمين” ويروى يحيى بن سعيد الأنصارى أن عمر بن الخطاب ذكر فضل أبى بكر، فجعل يصف مناقبه، ثم قال ” وهذا سيدنا بلال حسنة من حسناته” كما كان عمر يقول أبو بكر سيدنا، وأعتق سيدنا، وقد ولد بلال بعد حادث الفيل بثلاث سنين أو أقل، وكان رجلا شديد الأدمة، نحيفا، طوالا، أجنأ، له شعر كثير، خفيف العارضين، وكان من السابقين إلى الإسلام،
وقد روى أن رسول الله وأبا بكر اعتزلا في غار، فبينما هما كذلك إذ مر بهما بلال وهو فى غنم عبد الله بن جدعان، وبلال مولد من مولدى مكة وكان لعبد الله بمكة مائة مملوك مولد، فلما بعث الله نبيه أمر بهم فأخرجوا من مكة إلا بلال يرعى عليه غنمه تلك فأطلع رسول الله رأسه من ذلك الغار، فقال يا راعى، هل من لبن؟ فقال بلال ما لى إلا شاة منها قوتى، فإن شئتما آثرتكما بلبنها اليوم، فقال رسول الله “اِيت بها” فجاء بها فدعا رسول الله بقعبه فاعتقلها رسول الله فحلب في القعب حتى ملأه فشرب حتى روى، ثم حلب حتى ملأه فسقى أبا بكر، ثم احتلب حتى ملأه فسقى بلالا حتى روى، ثم أرسلها وهى أحفل ما كانت، ثم قال هل لك فى الإسلام؟ فإنى رسول الله” فأسلم، وقال “اكتم إسلامك”