الملك العادل ذو القرنين “جزء 4”

الدكرورى يكتب عن الملك العادل ذو القرنين “جزء 4”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

الملك العادل ذو القرنين “جزء 4″

ونكمل الجزء الرابع مع الملك العادل ذو القرنين، وإنما سمي ذا القرنين لأنه دعا قومه إلى الله عز وجل فضربوه على قرنه، فغاب عنهم حينا، ثم عاد إليهم، فضرب على قرنه الآخر، وفيكم مثله، ويعني نفسه، وعن أبي الحسن موسى بن جعفر، قال ” ملك ذو القرنين وهو ابن اثنتي عشرة سنة، ومكث في ملكه ثلاثين سنة” وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” إن ذا القرنين كان عبدا صالحا جعله الله عز وجل حجة على عباده، فدعا قومه إلى الله وأمرهم بتقواه، فضربوه على قرنه فغاب عنهم زمانا حتى قيل مات أو هلك، بأي واد سلك، ثم ظهر ورجع إلى قومه فضربوه على قرنه الآخر، وفيكم من هو على سنته، وأن الله عز وجل مكّن لذي القرنين في الأرض.

وجعل له من كل شي‏ء سببا، وبلغ المغرب والمشرق، وإن الله عز وجل سيجري سنته في القائم من ولدي، فيبلغه مشرق الأرض وغربها حتى لا يبقى ولا موضعا منها من سهل أو جبل وطأه ذو القرنين إلا وطأه، ويظهر الله له عز وجل كنوز الأرض ومعادنها، وينصره بالرعب، ويملأ الأرض به عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما، ويعتقد البعض أن سبب التسمية تعود إلى وصوله للشرق والغرب، حيث يعبّر العرب عن ذلك بقرني الشمس، والبعض الآخر يرى بأنه عاش قرنين أو أنه حكم قرنين، وأما ما مقدار القرن فهناك آراء مختلفة في ذلك، والبعض الثالث يقول، كان يوجد على طرفي رأسه بروز وهى قرن، ولهذا السبب سمّي بذي القرنين.

وأخيرا فإن البعض يعتقد بأن تاجه الخاص كان يحتوي على قرنين، وأيضا فإن هناك آراء أخرى في ذلك، فقد جاء مجمع البيان، في سبب تسميته بذي القرنين أقوال أخرى ومنها أنه سمي به لأنه كانت له ضفيرتان، ومنها أنه كان على رأسه شبه القرنين تواريه العمامة، ومنها أنه بلغ قطري الأرض من المشرق والمغرب فسمي بذلك لاستيلائه على قرن الشمس من مغربها وقرنها من مطلعها، ومنها أنه رأى في منامه أنه دنى من الشمس حتى أخذ بقرنيها في شرقها وغربها فقص رؤياه على قومه فسموه ذا القرنين، ومنها أنه عاش عيش قرنين فانقرض في وقته قرنان من الناس وهو حي، ومنها أنه كان كريم الطرفين من أهل بيت الشرف من قبل أبيه وأمه.

قال معاذ بن جبل كان من أبناء الروم واسمه الإسكندر وهو الذي بنى الإسكندرية، ولكن لو لاحظنا بدقة آيات القرآن الكريم لاستفدنا من أن ذا القرنين كانت له صفات مميزة هي، أنه قد هيأ الله عز وجل، له أسباب القوة ومقدمات الانتصار، وجعلها تحت تصرفه وفي متناول يده، ولقد جهز ثلاثة جيوش مهمة، فكان جيشه الأول إلى الغرب وجيشه الثاني إلى الشرق وجيشه الثالث إلى المنطقة التي تضم المضيق الجبلي، وفي كل هذه الأسفار كان له تعامل خاص مع الأقوام المختلفة، حيث ورد تفصيل ذلك في الآيات القرآنيه فى كتاب الله تعالى، وقد كان رجلا مؤمنا تتجلى فيه صفات التوحيد والعطف، ولم ينحرف عن طريق العدل، ولهذا السبب فقد شمله اللطف الإلهي الخاص.

إذ كان ناصرا للمحسنين وعدوا للظالمين، ولم يكن يرغب أو يطمع بمال الدنيا، وكان مؤمنا بالله وباليوم الآخر، ولقد صنع واحدا من أهم وأقوى السدود، وهو السد الذي استفاد لصنعه من الحديد والنحاس بدلا من الطابوق والحجارة، وإذا كانت هناك مواد أخرى مستخدمة فيه، فهي لا تعتبر شيئا بالقياس إلى الحديد والنحاس، وأما هدفه من بنائه فكان مساعدة المستضعفين في قبال ظلم يأجوج ومأجوج، وقيل أنه كان شخصا مشهورا بين مجموعة من الناس، وذلك قبل نزول القرآن الكريم، لذا فإن قريشا أو اليهود سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه، كما يصرح بذلك الكتاب العزيز في قوله تعالى فى سورة الكهف “ويسألونك عن ذى القرنين”