الدكرورى يكتب عن زيد بن ثابت الأنصاري ” جزء 1″
بقلم/ محمـــد الدكـــرورى
زيد بن ثابت الأنصاري ” جزء 1″
لقد كانت بداية ظهور الإسلام صعبة حيث كان من عادة النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في المواسم والحج واجتماع العرب في أسواقهم كسوق عكاظ، ومجنة، وذي المجاز أن يحضر هذه التجمعات ويعرض نفسه على القبائل والأفراد، داعيا إياهم إلى عبادة الله المنان وترك عبادة الأوثان فكان من أسرع وأول المؤمنين به وبدعوته من غير أهل مكة هم خمسة رجال وغالبيتهم من يثرب وهم سويد بن الصامت، وإياس بن معاذ، وأسعد بن زرارة، وعوف بن الحارث، ورافع بن مالك، وقطبة بن عامر، وعقبة بن عامر، وجابر بن عبد الله، وكان ذلك في السنة الحادية عشرة للنبوة، وفي السنة التالية وفي موسم الحج وفد على النبى صلى الله عليه وسلم من يثرب عشرة رجال من الخزرج واثنين من الأوس.
فاجتمع بهم النبى الكريم صلى الله عليه وسلم وعلمهم الإسلام، وبايعوه وسُميت تلك البيعة ببيعة العقبة الأولى، وبعدما بايع الرجال النبي صلى الله عليه وسلم، طلبوا إليه أن يبعث معهم من يعلمهم أمور دينهم ويفقههم فيه، ويقرأ عليهم القرآن الكريم، فبعث معهم سفير الإسلام مُصعب بن عمير رضي الله عنه فكان أول داعية للإسلام، وعندما وصل مصعب بن عمير يثرب نزل على أبي أمامة أسعد بن زرارة رضي الله عنه، فعملا معا على نشر الإسلام الذي انتشر بسرعة بين أهل يثرب خاصة مع إعلان زعمائها لإسلامهم وعلى رأسهم رئيس الأوس سعد بن معاذ وابن عمه أسيد بن حضير رضي الله عنهما، وبإسلامهما أسلم جميع الرجال والنساء ما عدا رجلا اسمه الأصيرم فقد تأخر في إسلامه إلى يوم أحد.
وعاد مصعب بن عُمير إلى مكة يحمل البشائر بنجاح مهمته في الدعوة إلى دين الله تعالى قبل حلول موسم الحج، ومعنا فى هذا المقال صحابى من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو زيد بن ثابت بن الضحّاك الأنصاري وهو صحابي جليل وكاتب الوحي، وشيخ المقرئين، ومفتي المدينة، فقد روى الحديث عن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وقرأ عليه القرآن الكريم بعضه أو كله، وهو أبو سعيد، وقيل أبو عبد الرحمن، وقيل أبو خارجة، زيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد الأنصاري الخزرجي ثم النجاري رضي الله عنه، وكانت أمه هي السيدة النوار بنت مالك بن معاوية بن عدي، وكان يوم قدم النبي صلى الله عليه وسلم للمدينة كان يتيما، وكان سنه لا يتجاوز الحادى عشر سنة.
فأسلم مع أهله، ودعا له الرسول صلى الله عليه وسلم بالخير، وكان من كبار الصحابة رضي الله عنهم، وكان عالما، وعابدا، وزاهدا، وقاضيا، وحكيما، ومفتيا، وكان كاتبا للوحي للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وكان حافظا للقرآن، متقنا له، وكان ممن جمع القرآن الكريم، ولم يشارك في غزوة بدر وأحُد لصغره، وقد شارك في غزوة الخندق وما بعدها، وكان ينقل التراب مع المسلمين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إنه نعم الغلام ” وكان أعلم الصحابة رضي الله عنهم بالفرائض، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أفرضُكم زيد ” وهو زيد بن ثابت بن الضّحاك بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار بن ثعلبة، من المدينة النبوية.
وكانت زوجته هى السيدة أم العلاء الأنصارية وهى والدة ابنه خارجة بن زيد بن ثابت، وكان يوم قدم رسول الله المدينة كان يتيما فوالده توفي يوم بعاث وعُمره كان لا يتجاوز إحدى عشرة سنة، وأسلم مع أهله وباركه الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بالدعاء، وكان زيد مثقفا وتفوق في العلم والحكمة، وحين بدأ الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، في إبلاغ دعوته للعالم الخارجي، وإرسال كتبه لملوك الأرض وقياصرتها، أمر زيدا أن يتعلم بعض لغاتهم فتعلمها في وقت وجيز، يقول زيد ” أتى بى النبى صلى الله عليه وسلم مقدمه المدينة، فقيل هذا من بني النجار، وقد قرأ سبع عشرة سورة، فقرأت عليه فأعجبه ذلك، فقال ” تعلم كتاب يهود، فإنى ما آمنهم على كتابي ” ففعلت.