الرسالة المحمدية وفقهاء الصحابة “جزء 8”

الدكرورى يكتب عن الرسالة المحمدية وفقهاء الصحابة “جزء 8”

بقلم / محمـــد الدكــــرورى

الرسالة المحمدية وفقهاء الصحابة “جزء 8”

ونكمل الجزء الثامن مع الرسالة المحمدية وفقهاء الصحابة، وقد اشتهرت المدينة المنورة بعد العصر النبوي الشريف بوجود جمهور فقهاء الصحابة، الذين كانوا مرجعا أساسيا للمسلمين للتعليم والفتوى، وكانت لهم اجتهادات ومذاهب فقهية، وكان الناس يأخذون منهم أحكام الشرع ويستفتونهم، فيعلمون الناس ويفتونهم بما تعلموه، وكان الخلفاء يختارون الأكفاء من العلماء والفقهاء للولايات والقضاء والتعليم، وبمرور الوقت وتفرق الصحابة في البلدان ظهرت أمور جديدة ليس من الكتاب ولا من السنة نص صريح يدل عليها بخصوصها، وكان الصحابة يتوقفون عن الفتوى، لكن تستدعي الظروف أن يفصل في الحكم بالاجتهاد، ولم يكن كل الصحابة مجتهدون.

بل كان الاجتهاد مختصا بكبار علماء الصحابة، وكان المجتهد يتتبع أقوال الصحابة وما لديهم في المسألة، ويعتمد عند التعارض على قواعد مثل تقديم ما توافق عليه جمهور الصحابة، أو بحسب الدليل، وجودة الاستدلال، وغير ذلك، وكان الفقه منذ بداية عصر الصحابة من العام الحادى عشر من الهجره، إلى العام المائه من الهجره، وكان هو محل اهتمام الخلفاء الراشدين الذين اختارهم الصحابة للخلافة لكونهم من أعلم الصحابة وأفقههم في الدين وكان أولهم، هو أبو بكر الصديق وهو أول الخلفاء الراشدين، وقد أجمع جماهير أهل السنة والجماعة على أنه أفضل الصحابة وأفقههم وأعلمهم وإمام الأمة الذي قدم للصلاة، وأول من أجمعت الأمة على خلافته.

وأن الصحابة لا يقدمون لإمامة الأمة إلا إماما مجتهدا، والخليفه الراشد الثانى عمر بن الخطاب، وكانت له اجتهادات فقهية وأقوال أخذت عنه، وكان يبعث الفقهاء من الصحابة إلى الأمصار ليعلموا الناس أمور دينهم، وعن محمد بن سهل بن أبي خيثمة عن أبيه أنه قال “كان الذين يفتون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثلاثة من المهاجرين وثلاثة من الأنصار، عمر وعثمان وعلي وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت، وكان ابن عباس رضى الله عنهما، إذا سئل عن الشيء فإن لم يكن في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، قال بقول أبي بكر، فإن لم يكن فبقول عمر، وأيضا ثالث الخلفاء الراشدين عثمان بن عفان رضى الله عنه، وكان من كبار الفقهاء.

وأهل الفقه والرأي والمشورة، وعن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه أن أبا بكر كان إذا نزل به أمر يريد فيه مشاورة أهل الرأي والفقه دعا رجالا من المهاجرين والأنصار، دعا عمر وعثمان وعليا وعبد الرحمن ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب وزيد بن ثابت، ورابع الخلفاء الراشدين، علي بن أبي طالب رضى الله عنه، وقد كانت هناك اجتهادت فقهية أخذت عنه وكان من كبار فقهاء الصحابة، ولقد كان فقهاء الصحابة كثيرون ولكن اختص منهم الذين اشتهروا بالفقه وكانوا أئمة للصحابة الكرام، ومن كبار أعلام فقهاء الصحابة الذين تميزوا بمكانتهم العلمية في العصر النبوي الشريف، ومنذ بداية عصر الخلفاء، وكانوا مرجعا للمسلمين، وكانت لهم اجتهادات فقهية.

ومنهم الخلفاء الراشدون، ولا يختار الصحابة للخلافة إلا فقيها مجتهدا، وعبد الله بن مسعود هو أحد كبار فقهاء الصحابة وفي الحديث عن النبى صلى الله عليه وسلم “رضيت لأمتي ما رضي لها ابن أم عبد” يعني ابن مسعود، وقد بعثه عمر ابن الخطاب رضى الله عنهما، إلى الكوفة قاضيا ووزيرا، ومن فقهاء الصحابه أيضا أبو موسى الأشعري فعن أبي بردة قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، أبا موسى ومعاذ بن جبل إلى اليمن” وكان اختياره وتوليته هو دليل على فطنته وعلمه، وقد اعتمد عليه عمر ثم عثمان ثم علي، رضوان الله تعالى عنهم أجمعين، وقد ولاه عمر بن الخطاب، على البصرة، وقال مسروق ” كان العلم في ستة نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، يصفهم أهل الكوفة، عمر وعلي وعبد الله وأبو موسى وأبي وزيد بن ثابت”