تيران وصنافير المفتاح السحري لإقامة دولة فلسطين

تيران وصنافير المفتاح السحري لإقامة دولة فلسطين

بقلم : د. احمد ممدوح(احمد عمارة)

تيران وصنافير المفتاح السحري لإقامة دولة فلسطين

ان الترابط بين كلا مصر والسعودية، كان من اجل انشاء قوي عربية لتكون حائط صد ضد اطماع القوي العظمي في العالم، وخاصة الكيان الصهيوأمريكي، الذي يخطط للسيطرة علي العالم، وان امريكا لكي تضمن بان ابنتها المدللة اسرائيل مؤمنة تماما، عملت علي اضعاف الشعوب العربية، بمخطط تقسيم الدول العربية وثورات الربيع العربي، والحرب بالوكالة، حتي تكون التكلفة بسيطة علي امريكا واسرائيل، لكي يخرج عدو من داخلنا يعمل علي تفتيتنا، الا ان جهاز المخابرات العامة المصري، ذلك الجهاز العبقري، كان يدرك كل هذه المخططات فتصدي لها بقوة، حتي خرجت مصرنا الحبيبة الي النور، بعدما كان مخطط لها التمدير والانقسام والانهيار، فتحية خاصة من القلب الي هذا الجهاز العبقري.

 

ومصر تعتبر اقوي دولة عربية، وبها جيش من اقوي جيوش العالم العربي والافريقي بل والعالم اجمع، اما المملكة العربية السعودية، فهي من اغني الدول العربية والافريقية. ولذلك فأن اتحاد مصر والمملكة العربية السعودية يمثلوا قوة ضاربة في العالم اجمع يعمل لها الف حساب من الكبير والصغير.

 

و مصر والمملكة العربية السعودية، يضعون القضية الفلسطينية في القلب، ويخططون معا من أجل اقامة دولة فلسطين، ومن اجل هذا تم اختيار التوقيت المناسب و فتح ملف جزيرتا تيران وصنافير، حيث قالت الحكومة المصرية أن جزيرتي تيران وصنافير كانتا دائماً سعوديتين، لكنهما وُضعتا “تحت حماية مصر” وسط التوترات العربية الإسرائيلية في الخمسينيات.

 

والان وبعد ان اصبحت المملكة العربية السعودية، قوي لا يستهان بها، بجانب رغبة اسرائيل الملحة في التطبيع مع العالم العربي، وتعتبر اسرائيل المملكة العربية السعودية، هي باب الدخول من اجل التطبيع مع العالم العربي، ولذلك فهي فرصة تاريخية بعد رجوع جزيرتا تيران وصنافير للملكة العربية السعودية، من اجل استغلال ملف تيران وصنافير، من اجل الضغط علي الكيان الصهيوأمريكي من اجل اقامة دولة فلسطين.

 

وتفضّل “إسرائيل” أن تكون الجزيرتان تحت السيطرة السعودية، نتيجة سببين:

 

١- أن الظروف مهيئة لاتفاقية التطبيع، التي تعدّها إسرائيل.

 

٢- أن “إسرائيل” تخشى من صعود نظامٍ مصري جديد، أو ما تسميه الأوساط الأكاديمية السياسية “عبد الناصر جديداً”. ونتيجة ذلك، هي تقلق من أيّ تحولات في النظام السياسي المصري أكثر من التحولات الممكنة في السعودية.

 

ففي ايام الرئيس جمال عبد الناصر، غندما قام بإغلاق مضائق الجزيرتين، نشبت حرب عام ١٩٥٧م، بين مصر من جهة، وبريطانيا وفرنسا و”إسرائيل” من جهةٍ أخرى، بسبب أهميتهما الاستراتيجية. وكان قرار عبد الناصر، القاضي بإغلاق مضيق تيران، بمنزلة “إعلان حرب”، بالنسبة إلى “إسرائيل”.

 

أنّ أهمية الجزيرتين، لإسرائيل، تكمن في أن تكونا تابعتين لدولة صديقة له، ولاسيما في ظل الاشتباك الاستراتيجي. قد تكون نقطة إيلات البحرية هي النقطة الرئيسة الأساسية في انطلاق الغواصات الهجومية والسفن الإسرائيلية، والتي لن يكون لها مصلحة في أن تخرج عبر حيفا للدخول للبحر المتوسط عبر قناة السويس. وسوف تتخذ من هذه المنطقة، التي تسيطر عليها تيران وصنافير، سيطرة أمنية وعسكرية كاملة. ومن هنا، يأتي البعد المهم للعدو الإسرائيلي، وهو أن يكون هناك صديق له في هذه الجزر، وهذا هو البعد الأساسي.

 

وتعتبر تيران وصنافير مهمة جدا بلتسبة لإسرائيل، ففي  عام ١٩٤٩م، حينما كان الصهاينة لا زالوا يسعون في إقامة دولة لهم في فلسطين، سارع السياسيون والعسكريون اليهود إلى إيجاد قدم للدولة الناشئة على أي طريق مائي لابد من وجوده لتكوين اقتصاد دولة، فقامت العصابات اليهودية باحتلال مدينة أم الرشراش المصرية الواقعة على البحر الأحمر وحوّلتها إلى ميناء إيلات، الميناء الأهم في إسرائيل، لتكون الميناء الرئيسي الذي تخرج منه صادراتهم، والقاعدة التي تنطلق منها كل العمليات العسكرية الإسرائيلية في البحر الأحمر وسواحله. إلا أن ميناء إيلات يصبح بلا جدوى إذا تم إغلاق مضيق تيران أمامه، فبذلك يصبح احتلال أم الرشراش بلا فائدة ما لم يتم احتلال جزيرتي تيران وصنافير معها لضمان استمرار عبور السفن الإسرائيلية.

 

ان نقل سيادة الجزيرتين من مصر الي المملكة العربية السعودية يمثل جزءاً من الأمن القومي العربي ولا يعد انتقاصاً من السيادة المصرية على التراب المصري، بل ربما يشكل تطويراً للأمن الجماعي، كما أن تزايد القوة العسكرية السعودية سبب إضافي لعودة الجزيرتين إليها، وذلك انتفاء للحاجة لحمايتهما من قبل مصر.

 

أن استلام السعودية للجزيرتين قد يكون مقدمة لصفقة كبيرة تم التحدث عنها في الإعلام، بحيث يكون العرب وإسرائيل وإيران أطراف هذه الصفقة.

 

وعقب إعلان تطبيع الإمارات العربيّة المتّحدة والبحرين مع “إسرائيل”، أعلنت الحكومة السعوديّة أنّها تقف إلى جانب الشعب الفلسطينيّ وتدعم كلّ الجهود التي تقود لحلّ عادل وشامل يتيح للشعب الفلسطينيّ إقامة دولته المستقلّة ضمن حدود ١٩٦٧م.

 

وقال نتنياهو في مقابلة مع صحيفة “جويش إنسايدر”: “آمل أن نحقق سلاما رسميا كاملا مع السعودية، كما فعلنا مع دول الخليج الأخرى مثل البحرين والإمارات”، معتبرا أن إبرام اتفاقية مع السعودية، سيكون بمثابة “قفزة كبيرة من أجل التوصل إلى سلام شامل بين إسرائيل والعالم العربي” ويسهل في نهاية المطاف التوصل إلى سلام فلسطيني إسرائيلي.

 

وكشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، سيعلق خطط ضم أجزاء من الضفة الغربية مقابل صفقة تطبيع مع السعودية.

 

وقالت الصحيفة الإسرائيلية أن شركاء في كتلة نتنياهو اليمينية قالوا إنهم “لن يقفوا في طريق جهود التطبيع مع السعوديين”، مذكرة أن الأخير وعد بتعزيز سياسات الضم في الضفة الغربية كجزء من اتفاقه الائتلافي مع “الحزب الصهيوني الديني”، والذي لم يتم نشره أو الانتهاء منه بعد.

 

وأشار إلى أن نتنياهو يرى أن هناك “حاجة إلى نوع من التنازل من قبل إسرائيل حتى يشعر السعوديون بحرية التحرك نحو التطبيع”.