النبي الذى دفن فى عهد عمر بن الخطاب “جزء 2” 

الدكرورى يكتب عن النبي الذى دفن فى عهد عمر بن الخطاب “جزء 2” 

بقلم / محمـــد الدكــــرورى

النبي الذى دفن فى عهد عمر بن الخطاب “جزء 2”

ونكمل الجزء الثانى مع النبي الذى دفن فى عهد عمر بن الخطاب، تم اكتشاف جسد دانيال في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فعندما دخل أبو موسى الأشعري رضي الله عنه مدينة ما بفارس, فوجد فيها خزانة مختومة بالرصاص ففتحها فوجد فيها ميتا في كفن منسوج بالذهب فتعجب من طوله حتى قاس انفه فزاد على شبر كما روى باسناد صحيح الى ابى العالية، فكتب بذلك إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فاخبر الصحابة بذلك، فقال الإمام علي بن أبى طالب، كرم الله وجهه، انه دانيال عليه السلام، فكتب عمر بن الخطاب، إلى أبي موسى الأشعرى رضى الله عنهم أجمعين، أي يدفنه في مكان لا يعلمه احد ابدا من تلك البلدة بعد أن يصلي عليه.

وقد بشر الرسول الكريم محمد صلى الله عليه و سلم لمن يكتشف جسد دانيال بالجنة، فكان الذي دل عليه رجل يقال له حرقوص فكتب أبو موسى الأشعرى إلى عمر بن الخطاب، بخبره بذلك فكتب إليه عمر بن الحطاب، أن ادفنه وابعث إلى حرقوص فإن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بشره بالجنة، والنبى دانيال عليه السلام ممن لا يُعلم وقته على اليقين، إلا أنه كان في الزمن الذي بعد نبى الله داود عليه السلام، وقبل نبى الله زكريا ونبى الله يحيى عليهم السلام، وكان في الوقت الذي قدم فيه بختنصر إلى بيت المقدس وخربه، وقتل فيه من قتل من بني إسرائيل، وسبى من سبى وأحرق التوراة، وقيل إنه أسر دانيال الأصغر، وقيل بل وجدوه ميتا عندما دخل بختنصر بيت المقدس.

والظاهر أنه كان في بني إسرائيل دانيال الأكبر ودانيال الأصغر، والله أعلم، وقد أورد ابن أبي الدنيا بإسناده إلى عبد الله بن أبي الهذيل أن بختنصر سلط أسدين على دانيال بعد أن ألقاه في جُب أي بئر، فلم يفعلا به شيئا، فمكث ما شاء الله تعالى ثم اشتهى ما يشتهي الآدميون من الطعام والشراب، فأوحى الله إلى أرمياء وهو من أنبياء بني إسرائيل وهو بالشام أن أعد طعاما وشرابا وارسله إلى دانيال، فقال يا رب أنا بالأرض المقدسة، ودانيال بأرض بابل من أرض العراق، فأوحى الله إليه أن أعد ما أمرناك به فإنا سنرسل من يحملك ويحمل ما أعددت، ففعل وأرسل إليه من حمله وحمل ما أعده حتى وقف على رأس الجب، فقال دانيال من هذا؟ قال أنا أرمياء فقال ما جاء بك؟

فقال أرسلني إليك ربك، قال وقد ذكرني ربي؟ قال نعم، فقال دانيال الحمد لله الذي لا ينسى من ذكره، والحمد لله الذي يجيب من دعاه، والحمد لله الذي من وثق به لم يكله إلى غيره، والحمد لله الذي يجزي بالإحسان إحسانا، والحمد لله الذي يجزي بالصبر نجاة، والحمد لله الذي هو يكشف ضرنا وكربنا، والحمد لله الذي يقينا حين يسوء ظننا بأعمالنا، والحمد لله الذي هو رجاؤنا حين تنقطع الحيل عنا، وقد اشتهر أن الصحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين، قد عثروا على قبره عندما فتحوا مدينة تستر، ثم أمرهم عمر بن الخطاب أن يغيبوا قبره خشية أن يتخذه الناس معبدا أو يشرك بالله عنده، وقيل إن الذي وجدوه رجلا صالحا، ولكن الرأى الأول أشهر وقد أخرج ابن أبي الدنيا بإسناد حسن.

وكما قال الحافظ ابن كثير، فعن أبي الزناد قال رأيت في يد أبي بردة بن أبي موسى الأشعري خاتما نقش فصه، أسدان بينهما رجل يلحسان ذلك الرجل، قال أبو بردة وهذا خاتم ذلك الرجل الميت الذي زعم أهل هذه البلدة أنه النبى دانيال أخذه أبو موسى الأشعرى، يوم دفنه أي يوم دفن دانيال، وقال أبو بردة فسأل أبو موسى علماء تلك القرية عن نقش ذلك الخاتم فقالوا، إن الملك الذي كان دانيال في سلطانه، جاءه المنجمون وأصحاب العلم فقالوا له إنه يولد كذا وكذا غلام يُذهب ملكك ويفسده، فقال الملك والله لا يبقى تلك الليلة مولود إلا قتلته، إلا أنهم أخذوا دانيال فألقوه في أجمة الأسد فبات الأسد ولبوته يلحسانه ولم يضراه، فجاءت أمه فوجدتهما يلحسانه فنجاه الله بذلك حتى بلغ ما بلغ.