ننشر نص كلمة المديرة العامة للمرأة العربية في الجلسة الأفتتاحية للمؤتمر العام العاشر

ننشر نص كلمة المديرة العامة للمرأة العربية في الجلسة الأفتتاحية للمؤتمر العام العاشر

ألقت الدكتورة فاديا كيوان المدير العام لمنظمة المرأة العربية، كلمة خلال فعاليات الجلسة الأفتتاحية بالمؤتمر العام العاشر.

 

جاء نصها:

 

الدكتور/ بدر عبد العاطي، وزير خارجية جمهورية مصر العربية، الدكتورة / مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، ورئيسة المجلس الأعلى للمنظمة في دورته الحالية.. الدكتورة حورية الطرمال، وزيرة شؤون المرأة في حكومة الوحدة الوطنية في دولة ليبيا ورئيسة المجلس التنفيذي للمنظمة.

 

المستشارة / أمل عمار، رئيسة المجلس القومي للمرأة.. صاحبات وأصحاب المعالي والسعادة رئيسات ورؤساء الوفود العربية المشاركة.. الأعزاء والعزيزات المشاركين جميعاً..

 

يشكل مؤتمرنا اليوم محطة مهمة في مسار المنظمة وهو المؤتمر العاشر، وهو يتناول موضوعاً حساساً اختارته الدولة المضيفة، مصر وهي دولة الرئاسة حالياً، يجمع المؤتمر نخبة من صانعي القرار في مجال شؤون المرأة مع باقة متميزة من الباحثين من الجنسين في مجالات تكنولوجيا التواصل والمعلومات والذكاء الاصطناعي بعامة، والعنف السيبراني بخاصة والذي يطال النساء والفتيات بامتياز.

 

وهذا الموضوع هو موضوع عالمي، تواجهه كل الشعوب بدون استثناء لكن المواجهة تتخذ بعداً محلياً وبعداً دولياً واممياً.

 

فالمعلوم أن امتلاك التقنيات المتقدمة للتواصل وإدارة المعلومات متفاوتة بين الدول، ويصح أن نتحدث هنا عن دول الشمال ودول الجنوب، وبالطبع نعرف جميعاً أن دول الشمال تمتلك قدرات ضخمة وهي منتجة ومستهلكة في آن لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، فيما أن دول الجنوب مستهلكة أكثر مما هي منتجة في هذا المجال، لا بل أن هناك فجوة رقمية على المستوى العالمي، كما على المستوى الوطني والمحلي.

 

أي كلام قد أقوله سيتشابك مع المساهمات القيمة والتي سنتشارك بها خلال يومين من التفاعل الكثيف والغني بمضامينه.

 

إنما دعوني أتحدث عن مبدأ المؤتمرات العامة التي تعقدها المنظمة، منذ ما يزيد عن العشرين عاماً.

 

والمنظمة تميزت إلى الأن في سعيها الدؤوب لمد الجسور بين صانعي القرار العام، وراسمي السياسات العامة من جهة، وأهل العلم والخبرة الميدانية والخبراء والمتخصصين من جهة ثانية.

 

وفي كل موضوع تختاره المنظمة ليكون محور مؤتمر عام من مؤتمراتها كانت ومازالت تتوقف عند مواضيع حساسة ومفصلية، سعياً لاستخلاص توصيات وعبر تستأنس بها في برامجها وأنشطتها اللاحقة في الدول العربية. واسمحوا لي أن أقول أن بناء الجسور بين العلم والعمل هو مسألة مصيرية لأنها وحدها تسمح لمجتمعاتنا، بتكوين رؤية استراتيجية ترسم طريقها على هداها وتفترض الانطلاق من معارف يقينية عن واقعها وتحديد واضح لأهدافها المستقبلية.

 

بالطبع لا يمكن الحديث عن العصر التكنولوجي والذي يعتبر اليوم سمة هذه الحقبة، إلا من خلال كشف الفرص الكبيرة جداً والتي يوفرها التقدم التكنولوجي للنساء فيساعدهن على الاستفادة من العلم والمهارات التكنولوجية للتواصل وللتقدم وتطوير ظروفهن وفي نفس الوقت هناك تداعيات سلبية محتملة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات على حياة الأفراد وبخاصة النساء والفتيات وما نلخصه عادة “بالعنف السيبراني”.

 

موضوعنا دقيق وحساس لكننا سنتعاون في معالجته من مختلف جوانبه، ونتطلع إلى توصيات هذ المجمع العلمي الرفيع لنعتمدها في مختلف برامجنا ونتشارك معاً بحسب مواقعنا في تذليل العقبات وإنتاج آليات حماية من العنف، وتحويل الاخطار إلى الفرص التي يتيحها التقدم التكنولوجي للشعوب جمعاء.

 

نتطلع الى الاستماع بشغف إلى الأوراق العلمية التي سيقدمها لنا أصحاب وصاحبات الاختصاص والخبرة، وكلنا ثقة بأن ما بعد هذا المؤتمر لن يكون كما قبله.

 

أود أن أختم كلمتي.. بالتعبيرعن الشكر العميق للرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية على تكريم منظمة المرأة العربية برعايته لمؤتمرها العام العاشر.

 

وأشكر وزير الخارجية على حضوره شخصياً، ونتطلع إلى تعاون مستدام مع وزارة الخارجية في تسيير عمل المنظمة والتي اتخذت من القاهرة مقراً لها على مقربة من جامعة الدول العربية.

 

وأشكر وزير العدل على كلمته القيمة، في الافتتاح وكذلك وزير التكنولوجيا، وشكرنا موصول للدكتورة مايا مرسي التي مثلت جمهورية مصر العربية في ترأس المجلس الأعلى خلال الدورة الحالية، ونثني على حكمتها وطول باعها في التعامل مع كل المستجدات، كما وأنني أتقدم بالشكر والتهنئة المستشارة الأستاذة أمل عمار رئيسة المجلس القومي في مصر، وندعو لها بالتوفيق في قيادة هذه المؤسسة الوطنية المصرية المهمة.. وأتمنى النجاح لأعمال مؤتمرنا العاشر والشكر مجدداً لكم جميعاً على الحضور والمشاركة، تجويدا للمناقشات وسعياً ليكون هذا المؤتمر محطة متينة لتوثب جديد لعملنا المشترك والذي يهدف على المدى القريب إلى خدمة قضايا المرأة، وتمكينا وحماية لها ويحمل الخير كل الخير لمجتمعاتنا العربية على المدى البعيد.. شكراً.