إسرائيل وتجويع الشعب الفلسطيني

إسرائيل وتجويع الشعب الفلسطيني

بقلم : دكتور / احمد ممدوح

إسرائيل وتجويع الشعب الفلسطيني

تعمل اسراائيل علي تجويع الشعب الفلسطيني، حيث يعاني السكان من الجوع، المرض، والمجاعة في ظل انعدام الأمن الغذائي الحاد، كما تكشف تقارير الأمم المتحدة الأخيرة.

 

ففي مايو 2025، أصدرت الأمم المتحدة تقريرًا مروعًا عن الوضع الغذائي في قطاع غزة، مؤكدة أن أكثر من 470,000 شخص يواجهون خطر المجاعة الحقيقية خلال الفترة المقبلة، بزيادة 250% عن تقديرات سابقة، هذا الوضع المتدهور يعود بشكل رئيسي إلى الحصار الذي يعزل غزة عن العالم الخارجي، إضافة إلى إغلاق المعابر الحدودية منذ مطلع مارس 2025، ما أدى إلى توقف المساعدات الغذائية والطبية في وقت كان القطاع في أمس الحاجة إليها.

 

ويعاني حوالي 93% من السكان من مستويات غير مسبوقة من انعدام الأمن الغذائي، كما أن التقرير أشار إلى أن 71 ألف طفل دون سن الخامسة يواجهون خطر الإصابة بسوء التغذية الحاد، ما يهدد حياتهم بشكل مباشر.

 

ومنذ بداية الحصار في عام 2007، يعاني قطاع غزة من نقص حاد في المواد الغذائية، مع انقطاع شبه كامل للمساعدات الإنسانية، وخاصة مع الحروب المتكررة والقيود التي تفرضها “إسرائيل” على دخول المواد الأساسية إلى القطاع، وفي عام 2025، بلغ الوضع ذروته، حيث تشير التقارير إلى أن ثلاثة أرباع السكان يعيشون في “المرحلة الرابعة” أو “الطوارئ”، فيما يعيش حوالي 250,000 شخص في “المرحلة الخامسة” التي تعد مرحلة المجاعة.

أحد أبرز التحديات التي يواجهها سكان غزة هو نقص الغذاء بشكل حاد، فالحصار أدى إلى ارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق، حيث بات الغذاء نادرًا جدًا على رفوف الأسواق، بل بات الوصول إلى الطعام شبه مستحيل بالنسبة للأسر الأكثر فقرًا، ووفقًا للتقارير الأممية، فإن عددًا كبيرًا من العائلات في غزة يعتمدون على المعونات الإنسانية فقط للبقاء على قيد الحياة.

 

أن الأطفال في غزة هم الأكثر تضررًا من هذه الأزمة، فوفقًا لتقرير الأمم المتحدة، يُتوقع أن يعاني حوالي 71,000 طفل في غزة من سوء التغذية الحاد، ما يعرضهم لخطر كبير من الأمراض وفقدان الحياة، الطفل الذي يعاني من سوء التغذية الحاد قد يواجه صعوبة في النمو البدني والعقلي، وقد يتعرض لأمراض خطيرة مثل الإسهال والالتهاب الرئوي، وهي أمراض تزداد شدة في ظل غياب الرعاية الصحية.

يُذكر أن 57 طفلًا قد فارقوا الحياة بسبب سوء التغذية منذ فرض الحصار في مارس 2025، ويُحتمل أن يرتفع هذا الرقم في المستقبل القريب إذا استمر الوضع على حاله، ويترافق هذا مع ضعف في الرعاية الصحية بسبب نقص الأدوية والمستلزمات الطبية، كما يُعاني القطاع من انخفاض شديد في معدلات التغطية باللقاحات بسبب غياب المساعدات.

 

ولقد حذر تقرير الأمم المتحدة من أن سوء التغذية يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة، بما في ذلك الإصابة بأمراض مزمنة وضعف النمو العقلي والبدني، وهو ما يهدد حياة الجيل القادم من الفلسطينيين في غزة، كما أن الحوامل والمرضعات يعانين بشكل خاص من نقص التغذية، ما يعرض الأمهات وأطفالهن إلى مخاطر صحية جسيمة.

 

و تشير التقارير إلى أن أكثر من 2.1 مليون شخص في غزة يعانون من نقص الغذاء الحاد، ويعيشون في ظروف إنسانية متردية بشكل لم تشهده المنطقة من قبل، وتزداد معاناة السكان بسبب الحصار الذي يعيق دخول المساعدات الإنسانية، بل أدى إلى توقف العمليات الإنسانية الضرورية مثل توزيع الغذاء وعلاج سوء التغذية في المراكز الصحية.

ويعاني أكثر من مليون شخص في غزة من انعدام الأمن الغذائي، وهي واحدة من أسوأ الحالات الإنسانية في العالم، إذ تشير التقارير إلى أن هذه الأزمة لم تعد مجرد مشكلة غذائية فحسب، بل أصبحت مشكلة حياة أو موت، حيث يتعرض السكان بشكل يومي لخطر فقدان حياتهم بسبب الجوع والمرض.

 

وقالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، اليوم الجمعة، أن الجوع في غزة بلغ مستويات كارثية، مشيرة إلى أن الناس يسقطون مغشيا عليهم في الشوارع من شدة الجوع.