أزمة إنسانية تتصاعد: مستوطنون يعرقلون دخول المساعدات المصرية إلى غزة عبر رفح في أول يوم لفتح المعبر.. فيديو
أزمة إنسانية تتصاعد: مستوطنون يعرقلون دخول المساعدات المصرية إلى غزة عبر رفح في أول يوم لفتح المعبر.. فيديو
رفح – خاص لـ [مصر الآن]
أزمة إنسانية تتصاعد: مستوطنون يعرقلون دخول المساعدات المصرية إلى غزة عبر رفح في أول يوم لفتح المعبر
في ظل تصاعد الأزمة الإنسانية في قطاع غزة المحاصر، والتي تفاقمت خلال فترة إغلاق معبر رفح، تشهد اليوم الجهود المصرية لإغاثة الأشقاء في القطاع عقبات غير متوقعة. فمع إعلان إعادة فتح المعبر لأول مرة اليوم بعد فترة إغلاق، فوجئت القوافل المصرية المحملة بالمساعدات الإنسانية باعتراضات من مستوطنين إسرائيليين، مما يُلقي بظلاله على الآمال المعلقة على هذا الفتح لتخفيف معاناة السكان.
اعتراضات في اليوم الأول: صدمة إنسانية
بعد فترة من الإغلاق الكامل، التي زادت من حدة النقص في الغذاء والدواء والوقود داخل القطاع، كان فتح معبر رفح اليوم يُعد بصيص أمل طال انتظاره. لكن هذا الأمل سرعان ما اصطدم بحائط اعتراضات المستوطنين الإسرائيليين، الذين تجمعوا عند المعبر لعرقلة دخول الشاحنات المصرية. هذه الاعتراضات، التي تتزامن مع دعوات دولية متزايدة لفتح جميع المعابر وإيصال المساعدات دون قيود، تُفاقم من الوضع المتردي في غزة وتُقوض الجهود الإغاثية في لحظة حرجة للغاية.
ويقوم هؤلاء المستوطنون، الذين ينتمون إلى جماعات يمينية متطرفة، بتعطيل حركة الشاحنات، مما قد يؤدي إلى تلف بعض الشحنات وتأخير وصول المساعدات الحيوية إلى من هم في أمس الحاجة إليها في هذا اليوم الأول من إعادة الفتح. هذا السلوك يُعد صدمة إنسانية حقيقية، خاصة بعد كل هذه الفترة من الحرمان.
دوافع المستوطنين ومواقف السلطات الإسرائيلية:
تُشير التقارير إلى أن دوافع المستوطنين وراء هذه الاعتراضات تتراوح بين الاحتجاج على استمرار إدخال المساعدات إلى غزة، بدعوى أنها قد تستفيد منها حركة حماس، وبين الرغبة في الضغط على الحكومة الإسرائيلية لتحقيق مطالب سياسية معينة. وغالباً ما تتم هذه الاحتجاجات تحت حماية قوات الأمن الإسرائيلية، التي تُتهم بالتراخي في التعامل مع المحتجين، مما يُثير تساؤلات حول مدى جدية السلطات الإسرائيلية في ضمان وصول المساعدات.
وفي حين تُعرب بعض الجهات الإسرائيلية عن تفهمها للحاجة إلى إدخال المساعدات، إلا أن هناك تقصيراً واضحاً في اتخاذ إجراءات حاسمة لمنع هذه الاعتراضات، مما يزيد من الشكوك حول مدى التزام إسرائيل بتعهداتها الدولية، خاصة في هذا اليوم الذي كان من المفترض أن يشهد انفراجة.
الموقف المصري والجهود المبذولة:
تُواصل مصر جهودها الدبلوماسية والإغاثية لضمان وصول المساعدات إلى غزة. وقد أكدت القيادة المصرية في أكثر من مناسبة على أهمية استمرار تدفق المساعدات الإنسانية، وحذرت من مخاطر تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع. وتعمل مصر بالتنسيق مع الهلال الأحمر المصري والمنظمات الدولية لتسهيل دخول أكبر قدر ممكن من المساعدات، على الرغم من التحديات التي تفرضها الاعتراضات الإسرائيلية في هذا اليوم الحاسم.
دعوات دولية ومستقبل المساعدات:
تتزايد الدعوات الدولية لفتح جميع المعابر الحدودية أمام المساعدات الإنسانية إلى غزة، وإزالة كافة العراقيل التي تحول دون وصولها. وتؤكد الأمم المتحدة ومنظماتها الإغاثية على أن الوضع في غزة وصل إلى نقطة اللاعودة، وأن الملايين يواجهون المجاعة والأمراض بسبب نقص الغذاء والدواء والمياه.
يبقى السؤال قائماً حول مدى قدرة الضغوط الدولية على إجبار إسرائيل على اتخاذ إجراءات حازمة ضد المستوطنين المعتدين، وضمان تدفق سلس للمساعدات الإنسانية التي تُعد طوق النجاة الوحيد لسكان غزة في ظل هذه الظروف العصيبة. فعرقلة المساعدات في أول يوم لفتح المعبر بعد إغلاق طويل تُشكل انتهاكًا صارخًا للمبادئ الإنسانية وتُهدد بمزيد من الكوارث. هل ستتدخل الأطراف الدولية بشكل أكثر فاعلية لضمان وصول المساعدات فورًا؟