عاجل | مخيمات صيفية إسلامية في بريطانيا تثير شكوك حول أنشطتها
تواجه بعض الجمعيات المدنية في بريطانيا اتهامات بالارتباط بنظام إيران وجماعة حزب الله، على خلفية تنظيمها لمخيمات صيفية يقال إنها تستخدم كوسيلة للترويج لأجندات سياسية ودينية متطرفة. تنفي هذه الجمعيات والمسؤولون عنها الاتهامات، مشددين على أن أنشطتها تركز على التعليم والثقافة والترفيه، ولا علاقة لها بأي توجهات سياسية أو دينية متطرفة.
اتهامات بترويج أفكار متطرفة وارتباط بالنظام الإيراني
اتهمت جهات سياسية بريطانية جمعية أهل البيت الإسلامية بالترويج لأفكار دينية متطرفة، معتبرة أن تنظيمها للمخيمات الصيفية استُخدم كغطاء لنشر تلك الأفكار. تُعرف الجمعية نفسها بأنها منظمة إسلامية شيعية موجودة في بريطانيا، وتقدم أنشطة متنوعة تستهدف المجتمع المحلي، من روحانية وتعليمية إلى ثقافية وترفيهية.
دعوات لإلغاء المخيم الصيفي وتأكيدات على التهديدات الأمنية
في وقت سابق من الشهر، دعا حزب الإصلاح البريطاني اليميني إلى إلغاء المخيم الصيفي الذي تنظمه الجمعية، معتبرا أن هناك روابط واضحة ومثيرة للقلق بين الجمعية والنظام الإيراني. وأكد عضو البرلمان المحافظ أن عناصر تابعة لإيران تتجول في الشوارع البريطانية، تهدد المواطنين وتستهدف معارضي النظام. أشار النائب إلى أن طهران تستغل المجال الخيري في بريطانيا لتحقيق مصالحها، مطالبًا باتخاذ إجراءات ضد الموالين لإيران أينما وجدوا.
استجابة الجمعية وقرار إلغاء المخيم
ردت الجمعية بإعلان إلغاء المخيم المقرر في فازلز وود، مبررة ذلك بـ تهديدات جدية لسلامة الأطفال . وأكدت أن القرار جاء لحماية أمن الأطفال، مستنكرة الاتهامات التي وُجهت إليها من قبل جماعات سياسية وأطراف يمينية، ووصفتها بأنها تروج للإسلاموفوبيا. وأوضحت أن المخيم كان، على مدى سنوات، مكانًا لتنشئة الأطفال على القيم، ولم يُسجل فيه أي سوء تصرف سابق.
الربط مع إيران وحزب الله
وفق معلومات نشرتها مواقع متابعة، فإن اسم المخيم الولاية يدل على دعمه لإيران، مستندةً إلى مفهوم ولاية الفقيه الذي يستخدمه مرشد إيران علي خامنئي لفرض السيطرة السياسية والدينية. كشفت المصادر عن وجود أفراد مرتبطين بالمخيم، منهم شخص يدعى الحاج محمد باقر العيسى، وهو مؤيد لحزب الله، وشارك سابقًا بزاراته للمخيم على وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن يُحذف المحتوى. يُعبر حساباته عن دعم حزب الله، المصنف كمنظمة إرهابية في بريطانيا، وهو ما يثير المخاوف من الدلالات السياسية والجهادية المرتبطة بالمخيم.
نشاطات الجمعية وخطابها السياسي
تؤكد الجمعية أن أنشطتها تقتصر على التعليم، الثقافة، والترفيه، لكنها تُعبر أحيانًا عن مواقف سياسية، خاصة فيما يتعلق بالمواقف من إسرائيل واتفاقية دراملانريغ، حيث عبّرت عن رفضها واستنكارها لتوقيعها، معتبرة أنها لا تعكس مبادئ الإسلام أو المذهب الشيعي، وتهدف إلى تشويه الصورة ويُعتقد أن وراء ذلك مشاكل مع تأييدها لحوار الأديان مع من وصفوه بالصهاينة.
الحالة في بريطانيا والمعسكرات الموجهة
تنظم الجمعية أيضًا معسكرات صيفية مثيرة للجدل، مثل معسكر المحارب الروحي بقيادة مؤيد لحزب الله يُدعى حسين مكي، الذي واجه انتقادات واسعة لدمجه التدريب القتالي مع التعليم الديني، وإشادته بقيادي حزب الله حسن نصر الله. وقد ألغت أستراليا تأشيرة مكي في وقت سابق بعد حضوره جنازة نصر الله، وأكدت أنشطته ودعمه لحزب الله يثير قلق المجتمع والدول المجاورة. ويمتاز مكي بآرائه المؤيدة بشكل علني لحزب الله، ويواجه الآن اتهامات بمحاولة تشويه سمعته والتشكيك في نواياه.
ردود الفعل والتهم الموجهة
يرى مناصرو الاتهامات أن هذه الأنشطة، خاصة المعسكرات الصيفية، تحمل رسائل دينية وسياسية متطرفة، تستهدف نشر الفكر الإيراني، ودعم حزب الله، وتأهيل الشباب للانخراط في أجواء تروج للعنف والكراهية، وهو ما تنفيه الجمعيات وتصفه بأنه تشويه للسمعة وعمل عدائي ضد المسلمين. تعتبر هذه المسائل موضوعًا حساسًا يثير جدلاً واسعًا حول مدى التداخل بين النشاطات المدنية والأجندات السياسية في بريطانيا، وضرورة مراقبة أية أنشطة قد تحمل مخاطر أمنية أو اجتماعية.