تحليل سياسي: سيئون على خط النار… ماذا يعني اقتحام القصر الجمهوري في #حضرموت؟فيديوهات
بقلم: صفاء الليثي
تحليل سياسي: سيئون على خط النار… ماذا يعني اقتحام القصر الجمهوري في #حضرموت؟
للمرة الأولى منذ سنوات، تقف مدينة سيئون في قلب حضرموت أمام لحظة سياسية غير مسبوقة، بعد دخول قوات تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي إلى القصر الجمهوري وتمركزها داخله، في خطوة قلبت الطاولة على كل التوازنات القديمة، وأعادت رسم معادلة القوة في المحافظة الأكثر حساسية وتعقيدًا في شرق اليمن.
هذا الحدث لم يكن مجرد تحرك عسكري عابر، بل يشير إلى بداية مرحلة جديدة في الصراع على النفوذ داخل حضرموت—مرحلة يتداخل فيها البعد السياسي مع القبلي، والشرعية مع القوة، والميدان مع الحسابات المستقبلية.
أولًا: لماذا القصر الجمهوري تحديدًا؟
القصر الجمهوري في سيئون ليس مجرد مبنى حكومي.
هو رمز لوجود الدولة في وادي حضرموت، ومقر إداري اعتادت السلطة المحلية العمل منه، ولذلك:
السيطرة عليه تُعتبر رسالة سياسية بأن مركز القرار في الوادي أصبح تحت تأثير قوة جديدة.
وهو أيضًا بوابة النفوذ الإداري الذي يمكن أن يغيّر وجه حضرموت خلال الأسابيع المقبلة.
اقتحام القصر هو إعلان صريح بأن الانتقالي يريد أن يكون لاعبًا رئيسيًا في المحافظة، وليس مجرد قوة على أطرافها.
ثانيًا: انسحاب القوات الحكومية… هل هو تكتيكي أم انهيار؟
انسحاب وحدات المنطقة العسكرية الأولى من القصر والنقاط المحيطة به يثير تساؤلات مهمة:
هل هو انسحاب لإعادة التموضع وانتظار أوامر جديدة؟
أم هو انهيار مفاجئ سمح للانتقالي بالدخول دون مقاومة؟
حتى اللحظة، لا توجد معلومة قاطعة، لكن الواضح أن الانسحاب سهّل عملية دخول الانتقالي، ومنحهم أفضلية ميدانية في ساعات قليلة.
ثالثًا: موقف حلف قبائل حضرموت… خط أحمر
التحرك الذي قامت به قوات الانتقالي لم يمرّ مرور الكرام على القوى القبلية.
قوات حماية حضرموت التابعة للحلف القبلي نزلت إلى الميدان فورًا، وأعلنت بشكل غير مباشر أن حضرموت ليست ساحة مفتوحة لأي طرف يأتي بقوة السلاح.
الحلف القبلي يرى:
أن القرار في حضرموت يجب أن يكون بيد أبنائها
وأن فرض السيطرة العسكرية من خارج المحافظة خط أحمر
ولذلك، قد تكون الأيام القادمة شديدة التوتر في حال حاول الانتقالي التوسع خارج القصر أو التقدم نحو مواقع اقتصادية حساسة.
رابعًا: لماذا الآن؟ وما الهدف السياسي؟
توقيت التحرك ليس صدفة.
الانتقالي يريد أن يعيد ترتيب خريطة نفوذه قبل أي تسوية سياسية قادمة، ويريد أن يدخل حضرموت بصفته طرفًا مسيطرًا وليس مجرد مكوّن من الجنوب.
الهدف الأعمق:
خلق أمر واقع جديد
وإظهار قدرته على الوصول إلى مراكز القرار شرق اليمن
وتحويل حضرموت إلى جزء من معادلة نفوذه، وليس منطقة محايدة كما كانت خلال السنوات الماضية
خامسًا: مستقبل حضرموت بعد دخول القصر… إلى أين؟
هناك ثلاثة سيناريوهات مطروحة الآن:
1) تثبيت الانتقالي في القصر واستمرار التقدم
وهذا يعني تحول سيئون إلى مركز نفوذ جديد للانتقالي داخل الوادي.
2) مواجهة مسلحة واسعة مع حلف قبائل حضرموت
وهو السيناريو الأخطر، وقد يفتح الباب لصراع طويل على النفوذ المحلي.
3) تدخل جهات داخلية لفرض تهدئة
بحيث لا يسقط القصر في يد طرف واحد بشكل دائم، ولا يتفجر الوضع في المحافظة الغنية والمستقرة نسبيًا.
سادسًا: ماذا تعني هذه التطورات بالنسبة لليمن؟
دخول القصر الجمهوري يرسل إشارات على مستوى اليمن كله:
أن الجنوب يعيد رسم حدوده السياسية
وأن القوى المحلية في حضرموت لن تتنازل بسهولة
وأن المشهد اليمني يدخل مرحلة إعادة توزيع مناطق النفوذ قبل أي حل شامل
اليوم، حضرموت لم تعد مجرد محافظة بعيدة عن الصراع…
بل أصبحت المحور الجديد للصراع القادم.
—
خلاصة صفاء الليثي
ما حدث في سيئون ليس تحركًا عسكريًا اعتياديًا، بل هو تغيير استراتيجي حقيقي في شرق اليمن.
حضرموت الآن أمام مفترق طرق:
إما أن تُحكم بإجماع أبنائها،
أو تتحول إلى ساحة صراع جديدة بين مراكز القوى.
والأيام القادمة وحدها ستكشف إن كان دخول القصر خطوة منفردة…
أم بداية فصل جديد من إعادة رسم اليمن من جديد.
سقوط القصر الرئاسه