حكاية «مريم» رحالة عمرها 109 أعوام.. شافت أحفاد ولادها ولسه جميلة

حكاية «مريم» رحالة عمرها 109 أعوام.. شافت أحفاد ولادها ولسه جميلة

حكاية روعه تجسد امرأة طعن بها السن ولم يفارقها جمالا.

تسطع شمس أغسطس الحارقة فوق رؤوس العرب الرحالة المستقرين بقطعة أرض خلاء على أطراف محافظة كفر الشيخ، بينما تجلس «مريم»، منزوية في أحد الأركان ملتحفة ببطانية لا يظهر منها سوى وجهها الذي يجمع بين البياض الناصع والحمرة الشديدة.

 

لا تثير السيدة التي تجاوز عمرها الـ109 أعوام، بحسب ابنها، دهشة المحيطين بها، فهم يعرفونها جيدًا ويعرفون أنها السيدة المعمرة التي لم ينل العُمر من جمالها وبقيت على حالها، عينان زرقاوتان، وخدان بلون الورد الأحمر، وأنف صغير، وشعر أصفر منسدل على كتفيها، بينما هي تواري هذا الجمال الآخاذ ببطانية خوفا على جسدها الضعيف من نسمة هواء عابرة.

«مريم» رحالة عمرها 109 أعوام

خيام وملاءات تفترش الأرض وبشر يعيشون حياة أقرب للبدائية، هذا هو حال العرب الرحالة، الذين التقتهم «الوطن»، في محافظة كفر الشيخ، وكان من بينهم «مريم»، التي تجلس وسط أبنائها وأحفادها وأبناء أحفادها، لا تتكلم ولا تتحرك.. فقط تتلفت يمينا ويسارا وكأنها ترعى عزوتها بنظرة عين.

يحكي أبناء «مريم»، أنها ولدت في العام 1913، لم تر من الحياة سوى بعض الخيام في أراض زراعية يملؤها الماشية والحشائش المبعثرة، إلا أن حياتها تختلف عن العرب العاديين، فهي من الرحالة الذين لا يذوقون طعم الاستقرار، بل يعيشون على أرض زراعية مؤجرة من صاحبها أو دون مقابل لمدة أشهر، وسرعان ما ينتقلون إلى مكان آخر مع رعي أغنام الغير، رغم أن أصلهم من الإسماعيلية.

 

مرت الأيام والشهور والسنين، وطال عمر «مريم» لتتخطى 109 أعوام، ولم تغير نمط حياتها الذي ولدت عليه، إذ تجلس في الهواء الطلق ببطانيتها التي لا تفارقها صيفاً أو شتاءاً، ومن حولها أبنائها الذين طالهم الشيب، وأحفاد لا تتذكر عددهم وأبناء أحفاد لا تعرف أسماءهم، لا تفعل «مويم» شيئا سوى تناول الطعام وشرب المياه، حتى أنها لا تتحدث مع أحد، وإذا لفت انتباهها حديثا فإن ردها يكون بطيئا لأقصى درجة.

السيدة المعمرة صحتها جيدة 

لا تعاني السيدة المعمرة من أي أمراض، فصحتها حسب أبنائها جيدة جداً، ولا تشكو من أي ألم لأنها لا تغادر مكانها، إلا عندما يتأهبون للرحيل قاصدين مكانا آخر وأرضا أخرى، كما أنها لا تحب التقاط الصور التذكارية مع أي من أبناء عائلتها وكأنها تعلن رفضها للتكنولوجيا الحديثة التي لم تعتدها في حياتها.

يوضح أبناؤها  طبيعة الحياة التي يعيشونها، وتحديدا التي عاشتها «مريم»: «طول عمرنا بنتنقل من مكان لمكان، مش بنستقر في أرض واحدة، وولادنا مش بيتعلموا، بسبب إننا ملناش مكان ثابت، مريم اتجوزت من خارج مجتمع القبيلة، كافحت كتير وعاشت حياتها بالطول والعرض ولها عزوة كبيرة وحاليا إحنا قاعدين في محافظة كفر الشيخ، ومش عارفين بكرة هنروح فين».