بلال بن رباح الحبشي ” جزء 1″

الدكرورى يكتب عن بلال بن رباح الحبشي ” جزء 1″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

بلال بن رباح الحبشي ” جزء 1″

هو صحابى ومؤذن النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ومولى أبى بكر الصديق، وكان من السابقين إلى الإسلام ومن المستضعفين الذين عذبوا ليتركوا الإسلام حيث كان عبدا لبنى جمح من قريش، فعذبه سيده أمية بن خلف بعدما أعلن إسلامه، فاشتراه أبو بكر الصديق وأعتقه، وقد اشتهر بصبره على التعذيب، وقولته الشهيرة تحت التعذيب “أحد أحد” ولما شُرع الأذان، اختاره النبى صلى الله عليه وسلم ليكون مؤذنه الأول، فكان حبشى الأصل، وقيل أنه من مولدى الحجاز، حيث كانت أمه هى حمامة، وكانت أمة لبنى جُمح، وبنو جمح هم بطن من بطون قريش وكان فيهم الإيسار وهو تولية قداح الأصنام للاستقسام، وهم بنو جُمح بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب.

بن فهر بن مالك بن النضر وهو قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان وهم أخوة لبنى سهم ويشكلون معا بنى هصيص لأنهم أبناء عمرو بن هصيص بن كعب، فهو عبد ابن عبد قيّض الله له الحرية، فعاش بقية حياته مولى لمن أحسن إليه بالعتق، وهو ليس من ذوى الوسامة فى خلقته والنضارة فى بشرته فهو عبد أسود اللون، نحيف البدن طويل في قامته ولكن لا تعيقنا أوصافه عن الحديث عنه لأنه أبيض القلب والباطن وإن أسود لونه في الظاهر، وهو حسن الخلق وإن قيل ما قيل فى خلقته فهو رجل من أخص الناس بالنبى صلى الله عليه وسلم ومن أسبق الناس إسلاما ثم هجرة ثم هو من أهل الجنة بشهادة النبى صلى الله عليه وسلم له.

فكان أبوه رباح، وكانت أمه حمامة وكلاهما من سبايا الحبشة ولد فى مكة ففتح عينيه على الدنيا ليرى نفسه مملوكا لغيره فجهده ضائع، وطاقته لخدمة سيده، فهو عبد لأمية بن خلف الجمحى، أحد صناديد قريش وعتاتهم الذين يجري الشرك فى دمائهم وضربت الوثنية أوتادها فى قلوبهم ولكن هذا لا يضر لأن الله أراد له ولادة أخرى غير ولادة الأم فأراد الله له ولادة من الظلمات إلى النور وحياة بين الميتين أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشى به فى الناس كمن مثله فى الظلمات ليس بخارج منها، إنه هو بلال بن رباح القرشى التيمى رضي الله عنه، مولى أبى بكر الصديق رضي الله عنه، وأمهُ حمامة، ويكنى بأبى عبد الرحمن، وقيل بأبى عبد الكريم، وقيل بأبى عمرو.

وقيل بأبى عبد الله، وهو من مواليد السراة في أهل الشام، من موالي بني تيم، وقال عنه أبو عمر أن له أخ اسمه خالد، وأخت تسمى غفيرة أو عقرة، وهى مولاة عمر بن عبد الله رضى الله عنه، وكان بلال من السابقين الأولين إلى الإسلام، وكان مستضعفا كونه كان عبدا لبنى جمح، فعذب بلال ليترك دين الإسلام فقد قال عبد الله بن مسعود رضى الله عنه “أول من أظهر إسلامه سبعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمار وأمه سمية وبلال وصهيب والمقداد” فأما رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمنعه عمه، وأما أبو بكر فمنعه قومه، وأخذ الآخرون، فألبسوهم أدراع الحديد، ثم صهروهم في الشمس حتى بلغ الجهد منهم كل مبلغ، فأعطوهم ما سألوا.

فجاء كل رجل منهم قومه بأنطاع الأدم فيها الماء، فألقوهم فيه وحملوا بجوانبه إلا بلالا، فلما كان العشى، جاء أبو جهل، فجعل يشتم سمية ويرفث، ثم طعنها، فقتلها فهى أول شهيد استشهد في الإسلام، إلا بلال، فإنه هانت عليه نفسه فى الله حتى ملوه، فجعلوا في عنقه حبلا، ثم أمروا صبيانهم أن يشتدوا به بين أخشبى مكة، فجعل بلال يقول” أحد، أحد” وروى عامر الشعبي أن موالي بلال من بنى جمح كانوا يضجعونه على بطنه، ويعصرونه، ويقولون له قل دينك اللات والعزى، وكان الذى يعذبه أمية بن خلف، فيخرج به إذا حميت الظهيرة، فيطرحه على ظهره في بطحاء مكة، ثم يأمر بالصخرة العظيمة على صدره، ثم يقول لا يزال على ذلك حتى يموت أو يكفر بمحمد.