الدكرورى يكتب عن بلال بن رباح الحبشي ” جزء 8″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
بلال بن رباح الحبشي ” جزء 8″
ونكمل الجزء الثامن مع بلال بن رباح الحبشي، فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم وقد طلع حاجب الشمس، فقال “يا بلال، أين ما قلت؟” قال ما ألقيت عليّ نومة مثلها قط، قال “إن الله قبض أرواحكم حين شاء، وردها عليكم حين شاء، يا بلال، قم فأذن بالناس بالصلاة” رواه البخارى، وعن أبي سعيد الخدرى، عن بلال قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “يا بلال، ألقِ الله فقيرا ولا تلقه غنيا” قال قلت وكيف لى بذلك يا رسول الله؟ قال “إذا رزقت فلا تخبأ، وإذا سئلت فلا تمنع” قال، قلت وكيف لي بذلك يا رسول الله؟ قال “هو ذاك وإلا فالنار” وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لقد أخفت في الله تعالى وما يخاف أحد.
ولقد أوذيت فى الله وما يؤذى أحد، ولقد أتت عليّ ثلاثون من بين ليلة ويوم، وما لي ولبلال طعام يأكله ذو كبد، إلا شيء يواريه إبط بلال” وعن أبى الدرداء قال لما دخل عمر بن الخطاب رضى الله عنه الشام، سأل بلال أن يقره به، ففعل، قال وأخى أبو رويحة الذى آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بيني وبينه، فنزل بداريا في خولان، فأقبل هو وأخوه إلى قوم من خولان، فقالوا إنا قد أتيناكم خاطبين، وقد كنا كافرين فهدانا الله، ومملوكين فأعتقنا الله، وفقيرين فأغنانا الله، فإن تزوجونا فالحمد لله، وإن تردونا فلا حول ولا قوة إلا بالله، فزوجوهما وكان رضي الله عنه من المجاهدين، فلقد شهد بدرا والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان له بلاء عظيم يوم بدر.
فقد قتل أمية بن خلف فى ذاك اليوم، وأمية هذا هو الذى كان يعذبه ويتابع عليه العذاب، وقد آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين أبي عبيدة بن الجراح، وقد قال الوليد فنحن نرى أن أذان أهل الشام عن أذانه يومئذ، ومن أخباره رضي الله عنه أنه نزل داريا، وهى قرية قرب دمشق، وتزوج من بني خولان من أهلها، ولم يعقب، وعن عائشة رضي الله عنها قالت لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، وُعك أبو بكر وبلال، فكان أبو بكر إذا أخذته الحمى يقول كل امرئ مصبح فى أهله، والموت أدنى من شراك نعله” وكان بلال إذا أقلع عنه يرفع عقيرته ويقول ” ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة، بواد وحولي إِذخر وجليل؟ وهل أردن يوما مياه مجنة، وهو مكان قريب من مكة كان يقام فيه سوق.
وهل يبدون لي شامة وطفيل؟ وهما جبلان بمكة، فقالت عائشة رضى الله عنها فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فقال “اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة، أو أشد، وصححها، وبارك لنا فى صاعها ومُدّها، وانقل حُمّاها، فاجعلها بالجُحفة” وعن عمرو بن ميمون، أن أخا لبلال كان ينتمي إلى العرب ويزعم أنه منهم، فخطب امرأة من العرب، فقالوا إن حضر بلال زوجناك، قال فحضر بلال فقال “أنا بلال بن رباح، وهذا أخي وهو امرؤ سيئ الخلق والدين، فإن شئتم أن تزوجوه فزوجوه، وإن شئتم أن تدعوا فدعوا” فقالوا من تكن أخاه نزوجه، فزوجوه، وعن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” خير السودان ثلاثة لقمان وبلال ومهجع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم” وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال “يا بلال، أرحنا بالصلاة” ولقد كان من فضائله، هو حرصه على الجهاد منذ أن أسلم، فقد أخرج البخارى أن بلال قال لأبي بكر الصديق رضى الله عنهما “إن كنت إنما اشتريتنى لنفسك فأمسكنى، وإن كنت إنما اشتريتنى لله فدعنى وعملي لله” وجاء في رواية الإمام أحمد للحديث قال بلال لأبى بكر حين توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعن سعيد بن المسيب، أن أبا بكر لما قعد على المنبر يوم الجمعة، قال له بلال عتقتني لله أو لنفسك؟ قال لله، قال فائذن لي في الغزو، فأذن له، فذهب إلى الشام.