الملك العادل ذو القرنين “جزء 3”

الدكرورى يكتب عن الملك العادل ذو القرنين “جزء 3”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

الملك العادل ذو القرنين “جزء 3″

ونكمل الجزء الثالث مع الملك العادل ذو القرنين، فقيل أنه كان له صاحب من الملائكه اسمه زنافيل، فقال له ذو القرنين هل تعلم في الارض عين يقال لها عين الحياه، فقال نعم اعلم، فقال له صف لي واوصلني اليها، فتجهز ذو القرنين وجهز الجيش وخرج على راسة وجعل الخضر في مقدمه هذا الجيش، وقد توصل الجيش الى المكان الذي وصفه الملك لذو القرنين، فلما وصلوا قام الخضر يبحث عن عين الحياه، وهي عين من شرب منها لا يموت، إلا مع قيام الساعه او انه يعيش عمرا طويلا، وقد وصلوا الى مكان عين الحياه فقيل أنه شرب منها الخضر عليه السلام، فعاش فتره طويله جدا وأما عن ذو القرنين فلم يصل الى هذه العين لكنه قابل ببعض الملائكه هناك فاعطاه حجرا.

فعاد ذو القرنين الى العلماء في الجيش يسألهم عن هذا الحجر، فوضعوا الحجر في كفه ميزان ووضعوا الف حجرا في الكفة الأخرى، فكان وزن الحجر وحده مثلا ألف حجر ولم يعرف العلماء قيمه هذا الحجر وهنا خرج الخضر من الجيش فجاه بالحجر يضعها في كفه ميزان، ووضع حفنه من التراب في الكفة الاخرى، فرجحت كفة التراب، فقال الخضر عليه السلام ” هذا مثل ابن ادم لا يشبع حتى يدفن في التراب، ولقد علم وعرف الخضر عليه السلام ان الملائكه، ارادت تعليم جيش ذو القرنين درس وهو ان الحياه قصيره وان ابن ادم مهما اغناه الله تعالى، واعطاه يظل يريد المال والغنى والاموال والجاه والعز، حتى يملا جوفه التراب فلا يشبع وهنا ينتهي جوعه.

فلما سمع العلماء هذا، نظروا اليه نظره اعجاب وتقدير كبيرة، وقد نادى اللله عز وجل فى كتابه الكريم فى سورة الكهف فقال “ويسألونك عن ذى القرنين قل سأتلوا عليكم منه ذكرا” وقد ذكر المفسرون كلاما كثيرا حول شخصية ذي القرنين الواردة في القرآن الكريم، فمن هو؟ وعلى أي واحد من الشخصيات التاريخية المعروفة تنطبق أوصافه؟ ويرى البعض أن ذو القرنين، ليس سوى الإسكندر المقدوني، لذا فإنهم يسمونه الإسكندر ذو القرنين، ويعتقد هؤلاء بأنه سيطر بعد وفاة أبيه على دول الروم والمغرب ومصر، وبنى مدينة الإسكندرية، ثم سيطر بعد ذلك على الشام وبيت المقدس، ثم ذهب من هناك إلى أرمينيا، وفتح العراق وبلاد فارس، ثم قصد الهند والصين.

ومن هناك رجع إلى خراسان، وقد بنى مدنا كثيرة، ثم جاء إلى العراق ومرض في مدينة زور وتوفي فيها، ويقول البعض إنه لم يعمر أكثر من سته وثلاثين سنة، أما جسده فقد ذهبوا به إلى الإسكندرية ودفنوه هناك، ويرى جمع من المؤرخين أن ذو القرنين، كان أحد ملوك اليمن وكان ملوك اليمن يسمون بتبّع، وجمع ذلك تبابعة، وقد دافع عن هذا الرأى الأصمعي في تأريخ العرب قبل الإسلام، وابن هشام في تأريخه المعروف بسيرة ابن هشام، وأبو ريحان البيروني في كتاب الآثار الباقية، ويمكن لنا أن نلمح في شعر شعراء الحميرية، وهم من أقوام اليمن، وبعضا من شعراء الجاهلية تفاخرا بكون ذو القرنين، من قومهم، وفقا لهذا الرأى يكون سد ذي القرنين.

هو سد مأرب، المعروف، وأما عن أحدث النظريات في هذا المجال فقد وردت عن المفكر الإسلامي المعروف أبو الكلام آزاد الذي شغل يوما منصب وزير الثقافة في الهند، وقد أورد رأيه في كتاب حققه في هذا المجال، وطبقا لهذه النظرية فإن ذا القرنين هو نفسه كورش الكبير، وهو الملك الأخميني، وعن الأصبغ بن نباتة، قال، قام ابن الكوّاء إلى الإمام علي بن أبى طالب رضى الله عنه، وهو على المنبر، فقال له يا أمير المؤمنين، أخبرني عن ذي القرنين، أنبيا كان أم ملكا؟ وأخبرني عن قرنيه، أمن ذهب أم من فضة؟ فقال له الإمام على بن أبى طالب ” لم يكن نبيا ولا ملكا ولم يكن قرناه من ذهب ولا فضة، ولكنه كان عبدا أحب الله فأحبه الله، ونصح لله فنصحه الله.