الدكرورى يكتب عن نبي الله العزير عليه السلام ” جزء 7″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
نبي الله العزير عليه السلام ” جزء 7″
ونكمل الجزء السابع مع نبي الله العزير عليه السلام، فقالت أنا فلانة مولاتكم، جاء عزير فدعا لي ربه فرد علي بصري وأطلق رجلي، وزعم أن الله أماته مائة سنة ثم بعثه، فنهض الناس أقبلوا إليه فنظروا إليه مندهشين، فقال الشيخ الكبير ابن عزير، كان لأبي شامة سوداء بين كتفيه، فكشف عزير عن كتفيه فوجدوها، فقالت بنو إسرائيل فإنه لم يكن فينا أحد يحفظ التوراة غير عزير، وكان الملك بختنصر، قد حرق التوراة ولم يبقى منها شيء إلا بعض ما يحفظه الرجال، فإن كنت عزير اكتبها لنا، فقال العزير إن أبي قد دفن التوراة أيام الملك بختنصر، في موضع لم يعرفه أحد غيري، فانطلقوا معي نستخرجه، فلما استخرج التوراة وجد أوراقها قد تلفت وتعفنت، فجلس في ظل شجرة وحوله بني إسرائيل.
ونزل من السماء شهابان حتى دخلا جوف عزير فتذكر التوراة، فتلاها على بني إسرائيل وجددها لهم، فانحرفت بنو إسرائيل من بعده وقالوا لم يستطع نبى الله موسى أن يأتينا بالتوراة إلا في كتاب وأن عزيرا قد جاءنا بها من غير كتاب، فرماه طوائف منهم وقالوا عزير ابن الله وانقطع تواتر التوراة من بعد العزير، وأما الملك الذى خربت فيه القدس وهى القرية التى مر بها نبى الله العزيز، هو الملك بختنصر، أو نبوخذ نصر، أو بخترشاه، وهو أحد الملوك الكلدان الذين حكموا بابل وهو أكبر أبناء نبوبولاسر، ويعتبر نبوخذ نصر أحد هو أقوى الملوك الذين حكموا بابل وبلاد الرافدين حيث جعل من الإمبراطورية الكلدانية البابلية أقوى الإمبراطوريات في عهده بعد أن خاض عدة حروب ضد الآشوريين والمصريين.
وكما أنه قام بإسقاط مدينة أورشليم وهى القدس مرتين إذ قام بسبي سكان أورشليم وأنهى حكم سلالة نبى الله داود وكما ذكر أنه كان مسؤولا عن بناء عدة أعمال عمرانية في بابل مثل الجنائن المعلقة ومعبد إيتيمينانكي وبوابة عشتار، وإن الاسم الأكدي لنبوخذ نصر هو نبو كودورو أوصور، ومعناه نابو حامي الحدود، ونابو هو إله التجارة عند البابليين وهو ابن الاله مردوخ، ولقد أطلق عليه الفرس اسم بختنصر ومعناه السعيد الحظ، أما الأكاديميون والمؤرخون الحاليون يفضلون تسميته بنبوخذ نصر الكبير، أو نبوخذ نصر الثاني وذلك لوجود ملك آخر استخدم هذا الاسم قبله وهو نبوخذ نصر الأول الذي حكم بابل في القرن الثاني عشر قبل الميلاد، ونبوخذ نصر هو الابن الأكبر لنبوبولاس
وهو مؤسس سلالة بابل الحادية عشر، نبوبولاسر والذي قال عنه المؤرخ الكلداني بيروسوس بأنه حول بابل من منطقة تحت سلطة الاحتلال الآشوري إلى إمبراطورية عظيمة، وهو الذي قام بإسقاط نينوى عاصمة الإمبراطورية الآشورية بمساعدة الميديين، وقبل أن يصبح نبوخذ نصر ملكا، قاد الكلدان إلى هزيمة الآشوريين مرة أخرى الذين حظوا بدعم الملك المصري نخاو الثاني وتمكن من هزيمة الفراعنة والآشوريين في معركة كركميش في عام ستمائة وخمسة قبل الميلاد، وبعد ذلك تمكن نبوخذ نصر من السيطرة على المناطق التي كانت محتلة من قبل الآشوريين ومنها الشام وفينيقية، ولكن في نفس العام وفي شهر أغسطس توفي والد نبوخذ نصر الملك نبوبولاسر.
فعاد نبوخذ نصر إلى بابل ملكا شرعيا عليها، و في عام ستمائة وخمسة قبل الميلاد، قاتلت قوة مصرية بقيادة الفرعون نخو الثاني بمساعدة فلول الجيش الآشوري السابق البابليين بقيادة الملك نبوخذنصر في معركة كركميش، وقد أنتهت المعركة بتدمير جيوش الفرعون نخو الثاني، ولقد مد نبوخذ نصر جيوشه إلى الشام ويهوذا ووصل إلى حدود مصر بالتحديد في أرض غزة الحالية، وهزم فيما يعرف بمعركة غزة وذلك في عام ستمائة وواحد قبل الميلاد، مما منع البابليين من التوغل إلى مصر، ولم يقم نبوخذ نصر بتدمير المدن التي كان يدخلها وأكتفى فقط بفرض الجزية عليها، ولكن بعد انسحاب المصريين من الأراضي الشامية بدأت تحرض الممالك الكنعانية ضد سلطة بابل عليها.