نبي الله العزير عليه السلام ” جزء 8″

الدكرورى يكتب عن نبي الله العزير عليه السلام ” جزء 8″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

نبي الله العزير عليه السلام ” جزء 8″

ونكمل الجزء الثامن مع نبي الله العزير عليه السلام، فكانت مدينة عسقلان أول المدن التي عصت في عام ستمائة وأربعه قبل الميلاد، فقام نبوخذنصر باحتلالها وسبى بعض من سكانها وعين ملكا آخر عليها، ولم تقبل مملكة يهوذا أيضا بدفع الجزية إلى بابل وقرر يهوياقيم ملك يهوذا العصيان على بابل، ففرض نبوخذ نصر الحصار على أورشليم عاصمة مملكة يهوذا وسبى بعضا من سكانها مع ملكهم يهويا كين إلا أن نبوخذ نصر لم يسقط مملكة يهوذا وأقام صدقيا ابن الملك يهوياقيم مكانه ملك على يهوذا، إلا أن اليهوذيين قرروا العصيان مرة أخرى وبقيادة صدقيا وبدعم من المصريين، فقام البابليون في البداية بهزيمة المصريين الذين جاؤوا لمساعدة يهوذا.

وبعدها إتجه البابليون لمحاربة مملكة يهوذا، فقام البابليون بحصارها لسنة كاملة وبعدها تمكن نبوخذنصر من اختراق مدينة أورشليم وثم دخلوا إلى أورشليم وسبوا معظم سكانها ومنهم ملكهم صدقيا الذي نصبه نبوخذ نصر ملكا وأحرقوا هيكل سليمان، وبهذا أنهى حكم سلالة داوود على مملكة يهوذا، ولكن بعد ذلك قامت مدينة أخرى بالعصيان وهي مدينة صور الكنعانية فحاصرها لمدة ثلاثة عشر عام إلى ان قبل الكنعانيون الهيمنة البابلية، وبذلك يعد هذا الحصار الأطول في التاريخ على مدينة، وحسب ما يقول نبوخذنصر في إحدى الألواح الأثرية بأنه تمكن من عزل ملكها الشرير وشق الطرق إلى صور بين الجبال وشتت سكانها الأشرار إلى إتجاهات الأرض الأربعة.

واختار ملكا أخر عليها، وحسب أحد الألواح الموجودة حاليا في لندن، قيل أنه في السنة السابعه والثلاثين من حكمه جهز نبوخذ نصر جيشا إلى مصر لمواجهة الملك الفرعوني أحمس الثاني فعندما سمع الفرعون أحمس بذلك أيضا جهز جيشا من المصريين وتوجه نحو فينيقية لكن لا يعرف نتائج تلك الحرب لأن النص المسماري غير واضح ومخروم، وفي آخر أيام نبوخذ نصر قام ببناء إمبرطورية كلدانية بابلية عظيمة إمتدت قوتها من الخليج العربي وبلاد الفرس إلى البحر الأبيض المتوسط، وكانت بابل الإمبراطورية الأقوى في زمنه، وفي الشهر السادس من سنة حكمه مات نبوخذ نصر عن عمر ناهز أربعه وأربعين عاما في الحكم، وخلفه اميل مردوخ، وهكذا كان نبوخذ نصر.

أو بختنصر أحد الملوك الكلدان الذين حكموا بابل، وأكبر أبناء نبوبولاسر، ويعتبر أحد أقوى الملوك الذين حكموا بابل وبلاد الرافدين، حيث جعل من الإمبراطورية الكلدانية البابلية أقوى الإمبراطوريات في عهده، وقيل أن نبى الله عُزير جاء بعد نبى الله سليمان عليهما السلام بمائتي عام، وذلك لما آلت اليه مملكته بعد وفاته من الانقسام الي طوائف متعددة مما أدى إلى الغزو الخارجي على يد بختنصر الحاقد على مملكة نبى الله سليمان، فقد أراد أن يجعل مملكته التي بالعراق أقوى من مملكة سليمان، فهدم القدس وحرق كل ما بناه نبى الله سليمان وأزاله، وقيل أنه عندما دخل الملك بختنصر القدس قتل الرجال وسبا النساء والأطفال، وهدم البيوت، ودمر كل ما بناه نبى الله سليمان عليه السّلام

وليس هذا فقط بل ساق خمسين ألف من أهل القدس كعبيد إلى العراق، وترك القدس بلا بشر، فجزء قتلى والجزء الآخر عبيد، وقبل أن يعود إلى مملكته أحرق القدس، فأصبحت بلا نبات أو حيوان أو حتى بيوت، ومن إعجاز القرآن وصف الآية الكريمة ذلك كما جاء فى سورة البقرة ” أو كالذى مر على قرية وهى خاوية على عروشها ” والعروش هنا هي الأسطح، أي أنها أصبحت مساوية للأرض فقد دكها دكا، فلم يعد هناك بيوت أو بشر أو نبات أو ما يؤكل بها، أو حيوان فقد ماتت الحيوانات أو هربت خوفا من الحريق، وفي سياق اخر، نقلا عن كتاب الكامل في التاريخ لابن الاثير، ان هذه هي الأسباب الظاهرة ، وإنما السبب وراء الانتقام من بني إسرائيل هو معصية الله تعالى ومخالفة أوامره.