معركة صراع البقاء ما بين الانسان والانسان الالي

معركة صراع البقاء ما بين الانسان والانسان الالي 

بقلم : د. احمد ممدوح( احمد عمارة )

معركة صراع البقاء ما بين الانسان والانسان الالي

الانسان الالي الربوت، هو ألة مكانيكية قادرة على القيام بأعمال مبرمجة سلفا، إما بإشارة وسيطرة مباشرة من الإنسان أو بإشارة من برامج حاسوبية. غالبًا ما تكون الأعمال التي تبرمج الإنسالة على أدائها أعمالاً شاقة أو خطيرة أو دقيقة، مثل البحث عن الألغام والتخلص من النفايات المشعة، أو أعمالاً صناعية دقيقة أو شاقة. ظهرت كلمة «روبوت» لأول مرة عام ١٩٢٠م، في مسرحية الكاتب المسرحي التشيكي كارل تشابيك، التي حملت عنوان «رجال روسوم الآلية العالمية».

و ترمز كلمة «روبوت» في اللغة التشيكية إلى العمل الشاق، إذ أنها مشتقة من كلمة “Robota” التي تعني السُخرة أو العمل الإجباري، ومبتكر هذه الكلمة هو جوزيف تشابيك، أخ الكاتب المسرحي سالف الذكر، والذي ابتدعها في محاولة منه لمساعدة أخيه على ابتكار اسم ما للآلات الحية في العمل المسرحي. وبدءا من هذا التاريخ، بدأت هذه الكلمة تنتشر في كتب وأفلام الخيال العلمي التي قدمت عبر السنوات عدد من الأفكار والتصورات لتلك الآلات وعلاقتها بالإنسان، الأمر الذي كان من شأنه أن يفتح أفاق كبيرة للمخترعين ليبتكروا ويطوروا ما أمكن منها.

 

ويشهد عالم اليوم تطورا تقنيا سريعا و مدهشا ، فقد شكلت الابتكارات التكنولوجية فرصة لتطوير مناحي الحياة وتسهيل الخدمات وزيادة كفائتها وتسريعها ، وقد ألقت هذه الثورة التقنية بظلالها على جميع القطاعات الاقتصادية سواء كانت قطاعت خدمية أو قطاعات صناعية، وتعدى ثمار هذا التطور قطاعات الإنتاج ليشمل قطاعات الخدمات الصحية والمصرفية والتعليمية، وعلى الرغم من أهمية الإيجابيات التى أحدثتها الثورة التقنية الحديثة إلا أن المخاوف من سلبيات هذه التقنية قد بدأت تظهر تدريجيا وهي مخاوف قديمة ومتجددة في ظل صراع البقاء الذي يقوده الإنسان ضد الآلة التي اكتسحت عالم الانتاج منذ الثورة الصناعية وتسببت في فقدان ملايين الوظائف، بعد أن نجحت الآلة في تقليص حجم العمالة في المصانع.

 

وهناك حالياً مخاوف عالمية محتملة من التحديات والمخاطر والتأثيرات السلبية المحتملة التي قد تحملها هذه التكنولوجيا. فعلى سبيل المثال، هناك مخاوف من ارتفاع نسبة البطالة وفقدان الوظائف وتهديد سوق العمل، بمعنى هل في يوم ما سنفقد وظائفنا وتستولي عليها أنظمة الذكاء الاصطناعي والروبوتات، بجانب المخاوف من تهديد وانتهاك الروبوت للخصوصية الشخصية للأفراد.

 

ووسط انتشار جائحة كورونا حول العالم طوّر مهندس مصري روبوتاً يحمل اسم (Cira-03)، يتمكن من إجراء فحص كورونا لتقليل التعامل المباشر بين المريض وفريق الطاقم الطبي، لدعم الأخير في مواجهة الوباء في ظل الوضع المأساوي الذي يشهده العالم جراء تداعيات الفيروس.

كما أخذت أسراب الروبوتات الصغيرة تدخل المناطق الريفية في أميركا هادفةً إلى تحقيق مستقبلٍ واعدٍ للغذاء. فلقد أُرسِلت ٢٥ آلة ذكية إلى الغرب الأوسط الأميركي ودلتا المسيسيبي. ستتنقّل هذه الأجهزة بين الحقول المزروعة حديثاً بسرعة ١٢ ميلاً في الساعة، لتقضي بذلك على الأعشاب الضارة الصغيرة.

 

كما يمكن استخدام الروبوتات لإزالة الألغام، حيث أن استخدام الروبوتات يسرع من عملية إزالة الألغام ويجنب خبراء إزالة الألغام من الاتصال الجسدي المباشر مع الألغام.

 

وفي أول سابقة من نوعها في الولايات المتحدة صوتت سلطات مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية لصالح منح الشرطة المحلية الحق في استخدام الروبوتات القاتلة.

 

ولا تقتصر الروبوتات القاتلة على المجال الشرطي فقط ، ففي وقت سابق اعلنت جامعة “KAIST” الكورية الجنوبية أنها مع شركة دفاع لتطوير أنظمة تكنولوجية قد ينتج عنها “روبوتات قاتلة”.

 

وساعدت التطورات التكنولوجية السريعة فى بلدان كالولايات المتحدة الأمريكية، وإسرائيل، والصين، وروسيا، والمملكة المتحدة على تطوير نظامها العسكرى، وتصنيع روبوتات تقوم بمهام قتالية، واستهداف الخصم، وتدميره، دون وجود أى وازع أخلاقى، أو أى تدخل بشرى فى العملية لمنع وقوع أخطاء، حيث يكون تأثير الانسان فى العملية العسكرية مقتصراً على نظام البرمجة فقط قبل الدخول فى الحرب.

 

ويقول الخبير فى الروبوتات، الأستاذ فى جامعة شيفيد، البروفيسور نويل شاركى إن «حرب الروبوتات هى الخطوة التالية بعد الطائرات بدون طيار، والتى يجرى العمل عليها من قبل العلماء، وستكون متاحة فى غضون عقد واحد من الآن».

 

وفي مصر، أعلنت الهيئة العامة للرعاية الصحية، برئاسة الدكتور أحمد السبكي، رئيس الهيئة، عن تعزيز مستشفى شرم الشيخ الدولي التابعة لهيئة الرعاية الصحية بأربعة روبوتات ذكية معتمدة على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، يأتي ذلك ضمن استعدادات الهيئة للتأمين الطبي للوفود الرئاسية والمشاركة في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ Cop27.

 

وتستخدم الروبوتات في نظم الرقابة الصناعية ونظم تقنية المعلومات الأخرى للتعامل مع عمليات الإنتاج، فتحل محل العمل اليدوي وتزيد الكفاءة والسرعة وترفع الجودة والأداء.

 

ولقد أعد مركز الأبحاث الروسي كاسبرسكي، دراسة استطلاعية

أنه كلما أصبحت الروبوتات أفضل في إنجاز مختلف مهام العمل، قلت الوظائف المتبقية ليشغلها البشر.

 

وأظهر الاستطلاع أن الموظفين يتوقعون فقدان الوظائف بسبب الروبوتات، قائلين إنه كلما أصبحت الروبوتات أفضل في إنجاز مختلف المهام، قلّ عدد الوظائف المتبقية لينجزها البشر.

 

وترى الغالبية العظمى من الموظفين في مصر (٩٤%) أن الروبوتات ستحلّ في النهاية محلّ البشر في قطاعاتهم. ويحتاج البشر إلى تلقي معارف ومهارات جديدة حتى لا يفقدوا وظائفهم أمام الروبوتات التي تواصل التقدم في جميع القطاعات. فمن بين أولئك الذين يرون إمكانية أن تحلّ الروبوتات محلهم، قال الغالبية (٧١%) إنهم مستعدون لتعلّم مهارات جديدة أو تحسين مهاراتهم وخبراتهم الحالية.