“عبدالقادر المصري” رواية تنتمى لأدب الجاسوسية بقلم محمد سيف النصر حراز 

“عبدالقادر المصري” رواية تنتمى لأدب الجاسوسية بقلم محمد سيف النصر حراز 

كتب /حامد خليفة

 

بالرغم من كونها الرواية الأولى للكاتب “محمد سيف النصر حراز” إلا إنها تمثل عملا أدبيا متكاملا، فهى ليست العمل الأول للكاتب فقد صدر له عدة كتب عن دار ابن خلدون، منها؛ كتاب “رجال مجدَّهم الإسلام” و”رجال حول الرسول محمد” كما صدر له عن جريدة الأهرام كتابا بعنوان “آثار ومقتنيات الرسول”.

جاءت الرواية في سبعة وعشرين فصلا، ويبلغ عدد صفحاتها مائة وتسع وعشرين صفحة من القطع المتوسط، وهى تنتمي لأدب الجاسوسية، الذي توارى في الفترات الأخيرة عن الأنظار.

بدأ الكاتب روايته بإلقاء الضوء على أسرة رجل الأعمال الوطني “عبد القادر المصري” الذى تعرض لابتزاز رجال الأعمال اليهود الذين حاولوا دفعه للقيام بأعمال من شأنها الإضرار بوطنه ومقدراته، وكيف دفع الرجل ثمن رفضه هذا حين امتنع التجار اليهود عن تزويده بقطع غيار المعدات اللازمة لمصنعه وما أدى إليه ذلك الأمر من تراجع فى إنتاج المصنع الذى بات مهددا بالانهيار، ليبدأ من المهد فى سرد تفاصيل إحدى حلقات تطور الصراع العربى الإسرائيلي فى أسلوب شيق مفعم بالحركة والإثارة ..

وقد ظهر حرص الكاتب فى روايته على إظهار حقيقة ترابط المجتمع المصري وتكتله حول مشروعه الوطني منذ قيام ثورة ٢٣ يوليو، وكيف نجحت المخابرات المصرية في زرع عناصرها داخل التجمعات اليهودية في مصر، مبينا مدى دقة جهاز المخابرات في اختيار تلك العناصر وبراعته فى تهيئة الأجواء المناسبة لتواجدها فى الداخل الإسرائيلي وتأمين طرائق نقل المعلومات التي تهم مصر والعالم العربي..

كما استعرضت الرواية مواقف لإستدراج رجال جهاز المخابرات المصرية لبعض العناصر المهمة داخل الموساد الإسرائيلي والقبض عليهم داخل الأراضي المصرية..

وقد استطاع الكاتب التنقل بالقارئ بين مقرات وأروقة أجهزة المخابرات من القاهرة إلى أوربا ومن أوربا إلى تل أبيب دون أن يشعر بالملل، وهو يتابع الحوار بين الضباط في كل جهاز، الأمر الذي لابد وأن يدفع بالقارئ إلى أن يتابع في شغف تصاعد الأحداث المتلاحقة ليعرف كيف تمت عملية كشف خلايا التجسس داخل مصر قبل أن تدرك مبتغاها..

لم ينس الكاتب إبراز النواحي الإنسانية في حياة أبطال هذا العمل الأدبي، فكان يسلط الضوء من حين إلى آخر على بعض التفاصيل التي تمس حياة الأسرة المصرية، فاستطاع أن يظهر الترابط والتماسك بين أفراد المجتمع المصرى، كما استطاع بخفة و رشاقة أن يسيطر على دموع القراء والمتابعين حين تعمد عن قصد إبراز الحس الوطني لدى المصريين في الأوقات العصيبة التي تتعرض فيها البلاد للمحن والعدوان مثل ما حدث أثناء العدوان الثلاثي على السويس، وكيف ضحي الشاب المصري، وكيف ضحى التاجر والصانع والعامل، كل على قدره، كيف ضحى كل منهم بكل ما هو غالي وثمين في سبيل رفعة هذا الوطن..

الجميل في الرواية ولأول مرة، أنها لم تقتصر على إبراز دور المخابرات في إدارة عملية واحدة لتدور حولها الأحداث، بل إستطاع الكاتب تسليط الضوء على حرفية وبراعة رجال المخابرات المصرية في إدارتهم لأكثر من عملية في وقت واحد، ليعيش القارئ أحداثا أكثر تشويقا وإثارة، ليكتشف أن هناك أكثر من بطل في الأحداث، يستحق كل منهم أن تُكتب له رواية خاصة به، وأنه من المستحيل أن تنحصر رواية “عبد القادر المصري” حول شخصية واحدة تستحق تسليط الضوء عليها..

لتنتهي الرواية بإنتصارات عديدة حققتها المخابرات العامة المصرية…