الدكرورى يكتب عن نبى الله هارون علية السلام ” جزء 5″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
نبى الله هارون علية السلام ” جزء 5″
ونكمل الجزء الخامس مع نبى الله هارون علية السلام، فهو أخو موسى ورفيقه في دعوة فرعون إلى الإيمان بالله لأنه كان فصيحا ومتحدثا، ولا يذكر الكثير عن سيرته، إلا أن المعلوم هو أن الله تعالى أيد به أخاه في دعوته لأنه كان أفصح لسانا، ويؤكد المفسرون أن هارون رسول بلا خلاف، وقد أرسله الله تعالى مع أخيه موسى عليه السلام إلى فرعون لما سأله موسى في قوله تعالى على لسانه كما جاء فى سورة طه ” قال رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي اشدد به أزري وأشركه في أمري” فأجاب الله تعالى دعوته وأرسل معه أخاه فقال ” قد أوتيت سؤلك يا موسى” ولهذا يقال أعظم منة أخ على أخيه، موسى على هارون إذ أرسل من أجله.
وهارون نبي ورسول، كما قال ابن كثير في تفسيره لقول الله تعالى ” فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين” وقوله تعالى ” إنا رسولا ربك” أي كل منا أرسل إليك، وهكذا قال جميع المفسرين، وكان نبى الله هارون هو وزير موسى عليه السلام وقد ذكر هارون في القرآن الكريم أكثر من عشرين مرة، فيذكر أحيانا على أنه كان وزيرا لموسى حيث يقول الله تعالى ” ولقد آتينا موسى الكتاب وجعلنا معه أخاه هارون وزيرا ” ويقول تعالى “واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي” وأحيانا يذكر على انه المتحدث نيابة عنه فيقول تعالى ” وأخي هارون هو أفصح منى لسانا فأرسله معي” وقوله تعالى ” ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيا” وهذا بيان لمظهر من مظاهر فضله الله تعالى على نبيه موسى عليه السلام.
أنه تعالى وهب له من رحمته وعطفه عليه أخاه هارون ليكون عونا له في أداء رسالته، والأصل أن الله نبأ موسى وبعثه ثم إنه سأل الله أن يجعل من أخيه هارون نبيا فاستجاب دعاءه ولهذا نعت الله عز وجل موسى بقوله “وكان عند الله وجيها” فبعثهما الله عز وجل إلى فرعون فقال تعالى “اذهبا إلى فرعون” وقال عز وجل “فقولا إنا رسول رب العالمين” وإن نبى الله موسى كان هو الأصل المخاطب به النبوة وهو أشد سكينة وحزما من أخيه وأعلم وأفضل، لأن الله فضل النبيين بعضهم على بعض ونبى الله موسى عليه السلام من أولي العزم من الرسل وكان هارون محببا في قومه بني إسرائيل، وقد جاء في رواية الإسراء والمعراج فيقول النبي صلى الله عليه وسلم “فوجدت رجلا تكاد تلامس لحيته سرته قلت من هذا يا جبريل.
قال، هذا المحبب في قومه هارون بن عمران” وعندما وعد الله نبيه موسى ثلاثين ليلة خرج من بني إسرائيل، وجعل أخاه هارون عليهم فقال تعالى “اخلفني في قومي” وخرج إلى الميقات عند جبل الطور فيقول تعالى “وناديناه من جانب الطور الأَيمن” في الوادي المقدس “إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى” وكان أول الأمر ثلاثين يوما ثم ما لبث أن أضحى أربعين بعد أن زاده الله عشرا، وجاء السامري فأشاع في بني إسرائيل أن نبى الله موسى ضل الطريق إلى ربه فاتخذ لهم عجلا جسدا له خوار وأمرهم بأن يعبدوه، وفي تلك الفترة تشعبت بنو إسرائيل ما بين مصدق ومكذب ومؤمن بالسامري وباق على إيمانه، فحرص هارون عليه السلام غاية الحرص على أن يجمع الناس على أن لا تتشتت كلمتهم.
وأن لا يفرق جمعهم وأن يكونوا صفا واحدا فلما جاء موسى عليه السلام غاضبا من أخيه قال هارون معتذرا كا قال الله تعالى “إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي” وقد برأه الله من جهالة الجهال بقوله تعالى ” ولقد قال لهم هارون من قبل يا قوم إنما فتنتم به وإن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمري” فقد نهاهم عن الشرك وأمرهم بالتوحيد حتى كادوا يقتلونه، قال تعالى عنه ” إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني” وقد أنكر نبى الله موسى على أخيه هارون أنه لم يفارق الكفار ليخبره بما وقع، فاعتذر هارون بأنه خشي التفريق بين بني إسرائيل، وقد قام بالإنكار عليهم حتى هموا بقتله، وذكر القرآن الكريم صانع العجل الحقيقى.