الدكرورى يكتب عن نبى الله هارون علية السلام ” جزء 4″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
نبى الله هارون علية السلام ” جزء 4″
ونكمل الجزء الرابع مع نبى الله هارون علية السلام، وقد انتهز بنو إسرائيل فرصة مغيب النبي موسى عليه السلام لملاقاة ربه، فاستجابوا للسامري،الذي طلب منهم بإعطائه كل ما معهم من ذهب ليتخلصوا من وزره، فيصنع لهم به عجلا، فدعاهم لعبادته، لأن موسى عليه السلام أطال الغياب، واستهانوا بهارون عليه السلام للين طبعه، وقد وعظ هارون بني إسرائيل، فسلك في وعظه عدة جوانب، حيث زجرهم بأنهم فتنوا، ثم ذكرهم بالله تعالى، وأمرهم باتباع النبوة، وإطاعة أمره، فقال تعالى ” ولقد قال لهم هارون من قبل يا قوم إنما فتنتم به وإن ربكم الرحمن فاتبعونى وأطيعوا أمرى ” وعندما وصل نبى الله موسى عليه السلام، وبمعرفته بما حدث بعده، عتب على أخيه هارون وعنفه، لأنه مستخلف عليهم، لظنه أنه لم يتصدى لهذا المنكر
فأجابه بأنه خاف من وقوع الفرقة في صف بني إسرائيل، فتحدث الفتنة، فآثر عليه السلام انتظار أخيه موسى عليه السلام، فتوجه حينها للسامري، ليسأله عن الأمر ويلقي عليه اللوم، فعوقب السامري على ما صنع، فقال الله تعالى ” قال فاذهب فإن لك فى الحياة أن تقول لا مساس ” وقد اختلف في مقصد لا مساس على عدة أقوال، ومنها أنه ما دام حيا لا يقربه أحد أبدا، ومنها هو المنع من أن يخالط أحدا أو يخالطه أحد عقوبة له، ومنها أنه انقطاع نسله، وأنه لا يُعرف أحد أعظم في منته على أخيه من موسى عليه السلام ولا يُعرف أحد أعظم في منته على أخيه من موسى عليه السلام فإنه لم يزل يسأل ربه حين أوحى إليه أن يجعل معه أخاه حتى أجاب الله دعاءه وجعل معه أخاه هارون نبيا، ونبي الله هارون عليه السلام من الأنبياء.
الذين لا يعرف كثير من المسلمين عنه شيئا ولا يعرفون قدره، وهو نبي عظيم شقيق لموسى عليه السلام، وُلد في عام ترك قتل الأبناء، وأرسله الله تعالى مع موسى عليه السلام كما قال الله عز وجل فى سورة المؤمنون ” ثم أرسلنا موسى وأخاه هارون بآياتنا وسلطان مبين، إلى فرعون وملئه فاستكبروا وكانوا قوما عالين ” وكانت مشاركة عظيمة بين أخوين في مهمة جليلة جدا وهي النبوة والرسالة، ولقد كان الفراق طويلا جدا بين موسى وأخيه هارون في مبدأ الأمر، فإنه افترق عنه نحوا من عشر سنين ربما لا يدري عن خبره شيئا، فإن موسى عليه السلام منذ ولادته فارق بيته، وأخذ إلى قصر فرعون وتربى هنالك، ولم يرى أمه إلا عندما كانت تأتي لترضعه، ثم بعد ذلك لم يكن يرى أخاه هارون كما يريد لأنه في قصر فرعون.
وذاك في مساكن بني إسرائيل، ثم إن موسى قد هرب من هؤلاء إلى مدين، ولبث فيهم عشر سنين، لم يرى أهله فيها، فلما سار موسى بزوجته من مدين وناداه ربه عند الشجرة في البقعة المباركة دخل موسى عليه السلام بعد ذلك مصر ولقي أخاه هارون، وكان لقاء عظيما، وإن هذه العلاقة العظيمة المتمثلة في أخوة النسب التي تقطعت بها الأسباب اليوم بين كثير من الناس وأشقائهم في فرقة من أجل دنيا من ميراث وزوجات ونحو ذلك من الأسباب نجد أن نبى الله موسى عليه السلام قد حفظ تلك الوشيجة والعلاقة وهو يقبل على الله تعالى سائلا أن يجعل معه أخاه هارون نبيا، والله عز وجل وهب له أخاه هارون نبيا رحمة منه عز وجل وقال الله تعالى كما جاء فى سورة مريم ” ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيا ”
فكان هذا الأخ الصالح والشقيق الطيب، والنبي المؤازر، والوزير المعاون، واليد اليمنى، والساعد الكبير والنصير باللسان، والمعين بالرأي والبدن له تلك المشاركة العظيمة بين أخوين في مهمة جليلة جدا وهي النبوة والرسالة ومواجهة المعاندين، وعندما أمر فرعون مصر أن يذبح المواليد الذكور من أطفال بني إسرائيل سنة ويتركوا سنة، ولد نبى الله هارون في السنة التي لا يذبحون فيها، وموسى في السنة المقرر فيها الذبح وقد نجاهما الله بقدرته وحكمته، وتربى موسى في قصر فرعون بينما تربى هارون في أسرته، وهارون نبي من أنبياء الله، وقد عاش مع النبي موسى عليه السلام في مصر في عصر الفراعنة، هو أخوه الأكبر، ويقول النسابون إنه هارون بن عمران بن قاهث بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم.