نبى الله هارون علية السلام ” جزء 6″

الدكرورى يكتب عن نبى الله هارون علية السلام ” جزء 6″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

نبى الله هارون علية السلام ” جزء 6″

ونكمل الجزء السادس مع نبى الله هارون علية السلام، وقد قام بالإنكار عليهم حتى هموا بقتله، وذكر القرآن الكريم صانع العجل الحقيقى، والأحداث كاملة كما قال الله تعالى ” وما أعجلك عن قومك يا موسى، قال هم أولاء على أثري وعجلت إليك رب لترضى، قال فإنا قد فتنا قومك من بعدك وأضلهم السامري، فرجع موسى إلى قومه غضبان أسفاً قال يا قوم ألم يعدكم ربكم وعدا حسنا أفطال عليكم العهد أم أردتم أن يحل عليكم غضب من ربكم فأخلفتم موعدي، قالوا ما أخلفنا موعدك بملكنا ولكنا حملنا أوزارا من زينة القوم فقذفناها فكذلك ألقى السامري، فأخرج لهم عجلا جسدا له خوار فقالوا هذا إلهكم وإله موسى فنسي، أفلا يرون ألا يرجع إليهم قولا ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا

ولقد قال لهم هارون من قبل يا قوم إنما فتنتم به وإن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمري، قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى، قال يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا، ألا تتبعن أفعصيت أمري، قال يا ابن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي، قال فما خطبك يا سامري، قال بصرت بما لم يبصروا به فقبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها وكذلك سولت لي نفسي، قال فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس وإن لك موعدا لن تخلفه وانظر إلى إلهك الذي ظلت عليه عاكفا لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفا” ويقال إن هارون توفي عن عمر يبلغ مائة وثلاثه وعشرون سنة قبل أخيه موسى عليه السلام، ويعد النبى موسى بن عمران عليه السلام.

المرسل من الله تعالى إلى بني إسرائيل واحدا من أبرز أنبيائهم إذ أنزلت التوراة عليه دون سائر أنبياء بني إسرائيل وهو كتابهم حتى اليوم على الرغم من تحريفه، وكان بنو إسرائيل آنذاك تحت حُكم الفرعون في مصر حيث ولد نبى الله موسى عليه السلام هناك في السنة التي يُقتل فيها الذكور من بني إسرائيل مما اضطر أمه إلى رميه في اليم بإلهام من الله تعالى فيأخذه آل فرعون وتحول زوجة فرعون دون قتله، ثم كلف بالرسالة حاملا معه العديد من المعجزات مارا بالكثير من القصص في طريق دعوته إلى الله ومنها قصته مع السامري، والسامري هو إحدى الشخصيات التي وردت في القرآن الكريم، والتي يتوجب على المسلم الإيمان بكل ما جاء عنها في القرآن دون زيادة أو نقصان، وقد اختلف في اسمه فقيل هو موسى بن ظفر أو ميخا.

أما بلدته فكرمان وقيل باجرما، وقد اختلف المفسرون في كونه من قوم موسى أي من بني إسرائيل أم من غيرهم، فقد جاء في حديث ابن عباس رضى الله عنهما الطويل ” وكان السامرى رجلا من قوم يعبدون البقر جيران لهم ولم يكن من بنى إسرائيل فاحتمل مع موسى عليه السلام وبنى إسرائيل حين احتملوا ” وتبدأ أحداث القصة عندما ترك نبى الله موسى عليه السلام أخاه هارون عليهما السلام وبني إسرائيل، وذهب للقاء ربه عند جبل الطور واستمر غياب موسى عليه السلام عنهم أربعين يوما كما جاء في القرآن الكريم، فكان من بين قوم موسى رجل يقال له السامري إذ جعله الله فتنة لبني إسرائيل، فقام ذلك الرجل بجمع حليهم وصنع منها عجلا له خوار وهو صوت العجل، بحيث أن الهواء إذ دخل من دبر العجل خرج من فمه فأصدر ذلك الصوت.

وقيل أن سبب الصوت أن السامري أخذ حفنة من التراب من أثر حافر فرس جبريل عليه السلام فجعلها من ضمن المادة التي صنع منها العجل، وطلب من بني إسرائيل عبادته، وحاول هارون عليه السلام ثنيهم عن غيهم لكنهم رفضوا إطاعته حتى يعود إليهم موسى عليه السلام وعندما عاد وعلم ما صنعه ذلك الرجل وما فعله قومه غضب غضبا شديدا، ثم عمد إلى العجل فحرقه بالنار ثم ذر المتبقي في البحر ثم طلب من بني إسرائيل شرب ذلك الماء وقال المفسرون أن من عبد العجل منهم علقت تلك الذرات على شفاههم وقال آخرون بل اصفرت وجوههم، وقد عاقب موسى عليه السلام صانع العجل بالطرد والنبذ فأصبح هائما في البرية على وجهه وعقابه الأشد في الآخرة، وقد تضمنت قصة صانع العجل العديد من الدروس والعبر.