صفاء الليثي تكتب:قصة ” #تيليكوم” والحوت القاتل: هل الأسر يحوّل الحوت اللعوب إلى وحش؟.. فيديو

صفاء الليثي تكتب:قصة ” #تيليكوم” والحوت القاتل: هل الأسر يحوّل الحوت اللعوب إلى وحش؟فيديو

 

أعادت حادثة وفاة المدربة “دون برانشو” (Dawn Brancheau) على يد حوت الأوركا الشهير “تيليكوم” (Tilikum) في عام 2010، إثارة الجدل العالمي حول أخلاقيات تربية الحيتان القاتلة في الأسر، ومخاطرها الكامنة. قصة “تيليكوم” لم تكن مجرد حادث عرضي، بل كشفت عن الأثر النفسي والبيئي السلبي الذي تتركه حياة الأسر على هذه الكائنات البحرية الذكية والاجتماعية.

من هو تيليكوم؟

تم أسر تيليكوم، وهو حوت أوركا ذكر، قبالة سواحل أيسلندا في عام 1983، وهو لم يزل صغيرًا في عمر السنتين. أمضى تيليكوم معظم حياته في الأسر، متنقلاً بين عدة حدائق مائية، قبل أن يستقر في حديقة سي وورلد (SeaWorld) الشهيرة في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث شارك في العديد من العروض الترفيهية المائية.

سلسلة من الحوادث المأساوية

لم يكن حادث عام 2010 هو الوحيد الذي تورط فيه تيليكوم. فقد ارتبط اسمه بثلاث وفيات بشرية على مدار حياته، مما أثار العديد من التساؤلات حول سلوكه العدواني:

* عام 1991 – كندا: في حديقة “سيلاند أوف ذا باسيفيك” (Sealand of the Pacific)، سقطت إحدى المدربات في حوض السباحة، وقام تيليكوم وحوتان آخران بسحبها إلى الأسفل حتى غرقت.

* عام 1999 – فلوريدا: عثر على جثة شاب دخل الحوض بشكل غير قانوني ليلًا. كانت آثار العض واضحة على جسده، مما يشير إلى هجوم من قبل الحوت.

* عام 2010 – الحادثة الأشهر: كانت المدربة “دون برانشو” البالغة من العمر 40 عامًا، تداعب تيليكوم بعد انتهاء أحد العروض، عندما أمسكها فجأة من ذراعها وسحبها إلى الماء. استمر الهجوم حوالي 45 دقيقة، ولم تتمكن فرق الإنقاذ من التدخل بسبب قوة الحوت ووزنه الهائل (حوالي 5400 كجم). توفيت المدربة نتيجة الغرق والإصابات الجسدية الشديدة.

لماذا وقع الهجوم؟

يُجمع خبراء الحياة البحرية على أن حياة الأسر هي السبب الرئيسي وراء هذا السلوك. في بيئتها الطبيعية، تسبح حيتان الأوركا مئات الكيلومترات يوميًا في جماعات مترابطة. أما في الأسر، فإنها تُجبر على العيش في أحواض صغيرة ومحدودة المساحة، مما يسبب لها إجهادًا نفسيًا وعزلة اجتماعية، ويُفقدها غريزتها الطبيعية.

تراكم هذه العوامل البيئية والنفسية، إضافة إلى ضغط التدريب المستمر، قد يؤدي إلى ظهور سلوك عدواني أو غير متوقع، على عكس ما يُشاع حول أن سبب الهجوم كان بسبب “رائحة الدماء” أو غيرها من القصص الخاطئة.

فيلم “بلاك فيش” والتأثير العالمي

بعد الحادث، صدر فيلم وثائقي بعنوان “بلاك فيش” (Blackfish) في عام 2013، والذي كشف عن الظروف القاسية التي تعيشها الحيتان في الأسر، وكيف تؤثر على سلوكها. أثار الفيلم ردود فعل عالمية واسعة، وأدى إلى احتجاجات وضغوط جماهيرية دفعت حديقة سي وورلد لاتخاذ قرارات قضائية بمنع المدربين من السباحة مع حيتان الأوركا بشكل مباشر.

تظل قصة تيليكوم تذكرة بأن حيتان الأوركا، رغم جمالها وذكائها، هي كائنات برية لا يمكن احتواؤها في حوض سباحة، وأن محاولاتنا للسيطرة على الطبيعة قد تأتي بنتائج كارثية غير متوقعة.

هل تعتقد أن الحيتان القاتلة يجب أن تُترك في بيئتها ال

طبيعية بالكامل؟